“التربية” والتعليم
الأحد, 05-يناير-2014
ابن الديرة -

فيما يحتدم نقاش التعليم احتداماً في مجتمعنا وفي كل المجتمعات الحية، ما يستند إلى طبيعة الأمور، يغيب نقاش التربية أو يكاد، فلماذا وكيف؟ لماذا، نحن في الإمارات، ومعنا دول في المنطقة، لا نزال نتمسك بكلمة التربية في عنوان التربية والتعليم، بينما يكتفي غيرنا، وهو كثير، وهو منتم إلى العالم الصناعي والمتقدم يتكلم على تعليم فقط، وعلى وزارات تعليم فقط؟
ما هو الفرق، وهل هناك إجابة أو إجابات قاطعة أو مقنعة؟
لنعترف، ابتداء، أن القضية لدينا تنحو نحواً عاطفياً واضحاً . وجدنا آباءنا على ذلك، فأبقينا عبارتنا القديمة، حتى لا نقول التقليدية، على حالها؟
المفارقة أن العبارة غابت عن المؤسسات المعنية عن التعليم على الصعيد المحلي، فلدينا مثلاً مجلس أبوظبي للتعليم، وهيئة المعرفة في دبي، فهل نعود إلى سؤالنا المحوري الأول: لماذا التمسك بالتربية، والتربية قبل التعليم؟
طبعاً المقصد في غاية النبل، لكن كم بقي من الفكرة في الواقع وعلى الأرض؟
السؤال في صيغة ثانية، وربما مباشرة وصادمة أكثر: هل غادر المعنى اليافطة؟
المراد الوصول إلى شيء ملموس، لكن الواقع يشير إلى العكس، فالمدرسة في الإمارات، كما في بلاد كثيرة تتخلى تدريجياً عن الدور التربوي، وذلك لمصلحة الدور التعليمي الخالص .
في المثال القريب انقطعت الصلة بين المدرسة والبيت، والبيت والمدرسة، باعتبارها علاقة إيجابية تبادلية، تفاعلية بين الطرفين، وحلت معها وسائل الاتصال الجديدة في حالات محدودة، وفي هذا السياق غاب الدور المهم لمجالس الآباء والأمهات، وتعرضت العلاقة، بذلك، إلى نوع من الإهمال والانحسار .
والتربية قيمة عظيمة يقيناً وهي مسؤولية البيت ومؤسسات مجتمعية في مقدمها المدرسة، لكن المطلوب التخطيط لذلك والإعداد له جيداً .
المسألة تتجاوز الاسم والعنوان واليافطة، ولا بد من إيجاد صيغ عميقة، وفي الوقت نفسه، رشيقة وتناسب العصر، فهل نبدأ؟
ليس مجال الإجابات القاطعة النهائية، لكنه مجال الأسئلة المفتوحة على كل الاحتمالات، والمرجو من الجميع، مؤسسات وأفراداً، التجاوب والمشاركة، وفي طليعتها المؤسسة المعنية مباشرة: وزارة "التربية" والتعليم . -


*. نقلاً عن صحيفة الخليج الاماراتية.