مصر... محاولات ضغط أميركية لتحجيم ثورة 30يونيو المصرية
السبت, 27-يوليو-2013
صحيفة العرب -

قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس باراك أوباما قرر إيقاف تسليم مصر أربع طائرات مقاتلة من طراز اف-16 وذلك في تكريس لالتباس موقف الولايات المتحدة من ثورة 30 يونيو في مصر والتي أفضت إلى عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي.

غير أن مراقبين أكدوا أن هذا الإجراء الأميركي لا يعني بالضرورة اعتراضا على إجراءات قيادة القوات المسلحة المصرية، بقدر ما هو محاولة للضغط لأجل تحجيم منجزات الثورة المصرية الجديدة، وعدم إطلاق العنان لها لتصنع مصيرا للبلد بعيدا عن الإرادة الأميركية.

غير أن الساحة الأميركية لم تخل من أصوات منادية بضرورة مساندة التحول في مصر، حيث دعا المعلق الأميركي النافذ توماس فريدمان أمس في مقال صحفي الرئيس باراك أوباما الى «تجاهل الدعوات الى قطع المعونة الاقتصادية لمصر بحجة أن الثورة الاخيرة تشكل انقلابا عسكريا».

وأضاف «ليس هذا الوقت المناسب لكي تعاقب أميركا المصريين او ان تطالب بانتخابات سريعة»، داعيا الى «مساعدة الحكومة الجديدة على اتخاذ القرارات الاقتصادية الصحيحة مع الضغط المتواصل كي تصبح اكثر تمثيلا» لكل القوى السيــــاسية.

وفي دليل على أن الموقف الأميركي من الأحداث المصرية مجرد مناورة سياسية، تتحفظ واشنطن منذ 3 يوليو الحالي عن وصف إطاحة الرئيس الإخواني محمد مرسي بالانقلاب العسكري وهو توصيف قانوني يؤدي تلقائيا إلى إلغاء الدعم العسكري الاميركي لمصر.

كذلك فإن مسؤولي حكومة أوباما لم يصدر عنهم ما يشير إلى أن القرار الخاص بمقاتلات إف-16 ينبئ بتحول في السياسة الأميركية الأوسع والخاصة بالمساعدات إلى مصر.

وقال البنتاغون إن وزير الدفاع الاميركي تشاك هاجل أبلغ القائد العام للجيش المصري وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بقرار أوباما الخاص بإيقاف تسليم المقاتلات في محادثة هاتفية يوم الأربعاء.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل للصحفيين «نظرا للوضع الراهن في مصر لا نعتقد أنه من الملائم المضي قدما في هذا الوقت في تسليم مقاتلات اف-16».

واضاف ان قرار اوباما اتخذ باجماع اراء فريقه للأمن القومي. واشار ليتل إلى ما سماه «سيولة» الوضع على الأرض في مصر.

وجاء قرار أوباما بعد اسبوعين من تقرير لرويترز مفاده ان الولايات المتحدة تعتزم المضي قدما في تسليم طائرات اف-16 على الرغم من الإطاحة بمرسي.

وشدد البنتاغون على أهمية العلاقات مع القوات المسلحة المصرية وقال إنه لا نية لتجميد كل المساعدات العسكرية التي تبلغ قيمتها إجمالا 1.3 مليار دولار سنويا.

وقال ليتل انه على سبيل المثال ستمضي مناورات النجم الساطع مع مصر قدما حسب المقرر.

وقال المسؤول في حكومة أوباما طالبا ألا ينشر اسمه «يجب ألا ينظر إلى هذا على أننا ننأي بأنفسنا عن الجيش المصري».

وقد كانت مصر من أكبر متلقي المساعدات الأميركية منذ أن وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979.

وكانت أول بلد عربي يشتري المقاتلة إف-16 التي تعتبر على نطاق واسع رمزا للروابط السياسية والأمنية مع واشنطن.

وكان الانتاج المشترك بين الولايات المتحدة ومصر للدبابة القتالية إم-1-إيه-1 أبرامز أيضا جزءا رئيسيا من المســــاعدات الأميركية.

وهون مسؤولو الحكومة الأميركية من أي صلة بين القرار الخاص بمقاتلات إف-16 ومراجعة البيت الأبيض ووزارة الخارجية لمسألة ما إذا كان ينبغي وصف الإطاحة بمرسي بانها انقلاب.

وكان تردد الحكومة الأميركية قد اعتبره البعض في مصر مساندة ضمنية لعزل الجيش مرسي.

وقال مسؤول حكومة أوباما «الخلاصة كما قلنا دوما هي أن عشرات الملايين من الناس يشعرون بأن هذه هي الإرادة الشعبية للناس».

واستدرك بقوله «ولكن لنكون منصفين فإن عشرات الملايين من الناس يشعرون بأنه جرت انتخابات وفاز مرسي ... إنها ليست مسألة قاطعة في أي من الجانبين».

ورفضت لوكهيد مارتن التي تقوم بتصنيع الطائرات -وهي أكبر مورد للبنتاغون- التعقيب على المسألة.

ومن الجانب المصري تقابل القوى الثورية الموقف الأميركي المتردد بغضب، متهمة واشنطن بالتعاطف مع الإخوان المسلمين.

وطالبت حركة «تمرّد» المصرية، بطرد السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون، واعتبارها شخصاً غير مرغوب فيه.

ودعا مسؤول الاتصال السياسي بحركة «تمرّد» محمد عبد العزيز، خلال كلمته في مؤتمر القوى الوطنية للإعلان عن الحشد لمليونية «لا للإرهاب وتفويض الجيش لمواجهته»، تلبية لدعو وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، إلى طرد السفيرة الأميركية لدى مصر، وقال إنها «لم تعد شخصــــاً مرغوبـــاً فيه على الأراضي المصرية».

وأضاف إن «السفيرة الأميركية تخطّت دورها الدبلوماسي، وأصبحت تلعب دوراً لصالح المخابرات الأميركية، في دعم قوى الإرهاب على الأراضي المصرية».

وأشار إلى أنها تعمل أيضاً على «مساعدة جماعة معزولة فى العودة للسلطة بأي ثمن»، في إشارة ضمنية إلى حركة الإخوان المسلمين، وعزل أحد قيادييها محمد مرسي عن رئاسة البلاد.


*. نقلاً عن صحيفة العرب اللندنية.