خرطوش تركيا في خدمة الإخوان
السبت, 27-يوليو-2013
الحبيب الأسود -

في أواخر نوفمبر الماضي شهدت ولاية سليانة التونسية احتجاجات واجهتها قوات الأمن بسلاح الرش المهدى من الحكومة التركية إلى الحكومة التونسية المؤقتة، مما أثار ضجة واسعة وردود فعل صاخبة في تونس وتهديدات من المعارضة بتصعيد موقفها ضد حكومة "الرش".

والرش هو ذاته الخرطوش الذي تستعمله جماعة الإخوان اليوم في مصر ضد الشعب، والمصدر هو ذاته: تركيا الأردوغانية.

ويبدو أن تركيا لا تكتفي بتصدير الخرطوش، وإنما تصدّر النصائح والأفكار والرسائل المشفّرة إلى أتباعها وزبانيتها في المنطقة، كما تستضيف اجتماعات التنظيم العالمي للإخوان المسلمين المخصصة لطبخ المؤامرات، وتقود حملات في أوروبا وأميركا من أجل دعم الإخوان وتشويه صورة الثورة التصحيحية المصرية التي أطاحت بنظام مرسي. وأردوغان الذي كان يتاجر بمشروع الإخوان ويستغلّه لتطبيق نظرية وزير خارجيته داوود أوغلو في السيطرة على المنطقة العربية والإسلامية وإعادة تقسيمها بدل الركض الذليل وراء حلم الانتماء إلى الاتحاد الأوروبي، أردوغان هذا خسر اليوم كل رهاناته، ولم يعد بوسعه أن يطمح من جديد لاستعادة إرث الانكشاريين، وأصبح في صراع مع شعبه، ومع كلّ جيرانه، ومع الشعوب العربية التي وضعته في سلّة واحدة مع الإخوان والوهابيين، وقرّرت أن لا عودة للخضوع للطربوش العثماني.

ولا أحسب أن الشعوب التركية ستعجز عن إسقاط حكم أردوغان وعزله بعد أن تبيّن أنه داعم للإرهاب، وحاضن لخطة تخريب المنطقة، ومتآمر ضد قيم الجمهورية، وهو اليوم في صراعات حقيقية مع الجيش والإعلام والمثقفين والفنانين والنساء والنقابات واليسار والقوميين والعلمانيين والأكراد والعلويين والأرمن ومع الإسلاميين من أنصار الراحل أربكان، ومع الفقراء والمحرومين، صراعات ليست أقلّ من صراعات مرسي قبل الإطاحة به في مصر، ولا من صراعات الترويكا في تونس، صراعات لا تجد من يبحث لها عن حلول، بقدر ما نرى من يحاول وأدها بالقمع والإنكار والتشويه المتعمّد والتزوير والإرهاب والرش.. أقصد الخرطوش التركي الجاهز لخدمة أطماع الإخوان.



*. نقلاً عن صحيفة العرب اللندنية.