الفشل أنهى مدة صلاحية مرسي وإخوانه
السبت, 06-يوليو-2013
الميثاق إنفو -


عندما خرج شعب مصر في ثورة 25 يناير مناديا «الشعب يريد إسقاط النظام» لم يكن يقصد سقوط مبارك كشخص، بل سقوط الظلم والفقر والدولة البوليسية، كان يريد سقوط الوريث الإبن وكذلك الأشخاص الذين كانوا يديرون الدولة من خارج الرئاسة.

غير أن مرسي لم يكن ذكيا كفاية كي يفهم هو وإخوانه ذلك بل أعاد نفس الأخطاء ببشاعة أفدح وساهم من حيث لا يدري في تجميل وجه مبارك حتى جعل البعض يترحم على أيامه.

و«كان مرسي يعرف جيدا أن فوزه في الانتخابات الرئاسية بفارق ضئيل لم يكن حبا فيه أو في شخصه بل لقطع الطريق عن المترشح «الفلولي» أحمد شفيق».

وكان ينتظر من مرسي حينها أن يعزز روح الانفتاح والمرونة والوعي غير أنه أطنب في الانغلاق وسيطرت عليه نزعة التفرد بالحكم والميل إلى المجموعات التكفيرية.

ويؤكد المغردون المصريون أنه لم يكن سوى دمية في يد المرشد محمد بديع وواجهة لتمرير مخططات الإخوان.

وأملى الـ«بديع –الذي ينتمي إلى الجناح القطبي نسبة إلى تصورات السيد قطب التكفيرية»-على مرسي إقصاء روح الشباب الثورية ليبدو الإخوان منذ البداية محاولين الاستفراد بالحكم لينتهي بهم الأمر كفصيل تكفيري ساهم بتقسيم مصر وزيادة إفقارها.

وهمش مرسي «القوى الثورية الحقيقية من شباب وأحزاب سياسية مصرية ساهمت في وصوله إلى الحكم وتحالف مع مجموعات التكفير السلفي المنغلقة التي أرعبت جميع المكونات المصرية بخطابها الإجرامي التكفيري الإقصائي الظلامي المستفز الخارج عن المألوف والزمان والعصر!! أشهر قليلة وأخطاء كارثية على جميع المستويات الداخلية المصرية والخارجية الإقليمية والدولية كانت كفيلة بإسقاط مرسي و»شرعيته» حتى أن أحد المغردين الإخوان قال «لم أكن أعلم أننا مكروهين إلى هذه الدرجة»!

وعاب المصريون على رئيسهم المخلوع «تحالفه مع شرذمة منافقة من التكفيريين اللذين لا يملكون أي مشروع بناء وسلام وديمقراطية وحرية وكرامة للإنسان وللأوطان بل لا يملكون سوى مشروع الفوضى، وصناعة الفتن والدم والفرقة وتمزيق مصر ولاءهم الوحيد للتنظيم العالمي». وسرعان ما اكتشف الشعب زيف الوعود والكلام المنمق ومحاولة الأخونة والتمكين في وقت قياسي.

لقد أخطأ مرسي أخطاء فادحة في إدارة ميراث الثورة وتحقيق أهدافها، مما نفر منه القوى المدنية والليبرالية، بل بعد أن مررت جماعة «الإخوان» الدستور الجديد، الذي رفضته جميع القوى المدنية والليبرالية.

أما فيما يخص الجيش المصري، فكان واضحا سخط القوات المسلحة تجاه الرئيس بسبب وقوعه في هفوات قاصمة مثل تهديد النظام السوري باستخدام القوة العسكرية لدعم المعارضة وإدخال مصر بذلك في دوامة عنف خاسرة لا دخل لها فيها خاصة وأن لديها من المشاكل الداخلية ما يدق ناقوس الخطر.

وتحولت أفعال مرسي إلى مصدر للتنكيت والسخرية من ذلك مهزلة إذاعة مؤتمر سد النهضة بالرئاسة على الهواء مباشرة في حين أنه من أسرار الدولة، كما أخطأ عندما هدد أثيوبيا بالحرب إذا لم تحل مشكلة سد النهضة.

ويقول نشطاء الإنترنت إنه في عهد مرسي تدهور الاداء السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر على نحو غير مسبوق، مما جعل المواطنين يترحمون على أيام مبارك ويتمنون أن تعود رغم كراهيتهم له، إلا أن كراهيتهم لمرسي أصبحت أشد.

أخطاء مرسي كثيرة منها أيضا «معاداة الإعلام والقضاء والشرطة».

ويؤكد مغردون أن أخطاء مرسي القاتلة خلال عام من حكم مصر، لم يكن سببها إلا رغبة جماعة الإخوان بحكم مصر، دون أن تلتزم بمبدأ الشراكة الذي طالبت به قبل الانتخابات ليؤكدوا أن «مصر ومرسي لا يجتمعان».


*. نقلاً عن صحيف العرب اللندنية.