نهاية حكم الإخوان
الخميس, 04-يوليو-2013
الميثاق إنفو -

أبلغت قيادة الجيش المصري محمد مرسى أنه لم يعد رئيسا اعتبارا من الساعة السابعة من مساء الاربعاء، وان رئيس المحكمة الدستورية سيتولى إدارة شؤون البلاد بسلطة إصدار إعلانات دستورية.

وعمت فرحة عارمة في شوارع المدن المصرية بعد الإعلان عن عزل الرئيس الاخواني عن الحكم.

وقال الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع إن القوات المسلحة دعت لحوار وطني في نوفمبر الماضي والرئاسة رفضت في اللحظات الأخيرة.

واكد في بيان أمس تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت ووضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام، وتشكيل حكومة كفاءات وتكوين لجنة تضم كافة الأطياف لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة.

ووصف السيسي خطاب مرسي الأخير بانه جاء بما لا يلبي ويتوافق مع مطالب جموع الشعب، وأعلن عن خارطة الطريق المصري لا تقصي أحدا من أبناء المجتمع وتياراته، وتشكيل لجنة مصالحة وطنية.

وعقد وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي اجتماعا استمر عدة ساعات مع البرادعي والطيب وتواضروس الثاني لمناقشة “خارطة مستقبل” سياسية للبلاد بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي.

من جهة أخرى، بادرت الأجهزة الأمنية المصرية باتخاذ قرار منع محمد مرسي وعشرات من قيادات جماعة الإخوان المسلمين وإسلاميين آخرين من السفر في خطوة اعتبرها مراقبون إعلانا عن نهاية حكم الإخوان.

وألقت قوات الأمن القبض على محمد بديع مرشد الإخوان بقرية الأندلسية بمطروح.

وقال مصدر أمني إن “كل المتهمين في قضية الهروب من سجن وادي النطرون عام 2011 بمن فيهم مرسي وعدد من قيادات الإخوان تم وضعهم على قوائم الممنوعين من السفر بقرار من جهاز أمني رفيع″.

ومن بين الممنوعين من السفر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر والقياديان عصام العريان ومحمد البلتاجي.

وكانت محكمة في الإسماعيلية قررت في 23 يونيو/ حزيران الماضي إحالة الرئيس مرسي و35 آخرين إلى النيابة العامة للتحقيق معهم في اتهامات عدة من بينها التخابر في ما يعرف بقضية هروب السجناء من سجن وادي النطرون إبان الثورة على حسني مبارك في العام 2011.

وقال اللواء مجدي السمان، مدير جوازات مطار القاهرة الدولي، إن قوائم الممنوعين من السفر التي أصدرتها القوات المسلحة، الأربعاء، تم تسليمها لمصلحة الجوازات بوزارة الداخلية، ولم تصل مباشرة لإدارة جوازات المطار، وأنه تمت تغذية أجهزة الحاسب الآلي في المطارات والمنافذ البريّة والموانئ بهذه الأسماء، وأن المُدرجين في هذه القوائم سيتم التعامل معهم وفقا للقرار.

وأضاف أن كل الممنوعين من السفر ستظهر أسماؤهم بمجرد تقدمهم للسفر من المطارات أو الموانئ أو المنافذ البريّة.

محاصرة القصر الرئاسي

وشارك مئات من جنود الجيش المصري في تحركات حول القصر الرئاسي والشوارع المحيطة به، جاء ذلك فيما أعلن مساعد مرسي للشؤون الخارجية أن انقلابا قد وقع، واتسع الانتشار إلى محافظات عدة.

وقال المستشار الإعلامي ياسر هدارة مساعد مرسي إن الأخير أمضى يوم أمس يعمل كالمعتاد بمكتبه في دار الحرس الجمهوري، وأنه لا ينوي مغادرته.

من جانبه، أصدر عصام الحداد، مستشار مرسي للشؤون الخارجية، بيانًا قال فيه إنه يعي جيدًا أن تلك السطور التي يكتبها «ربما تكون الأخيرة»، وأنه يجب أن نسمي ما يحدث الآن باسمه الحقيقي وهو «انقلاب عسكري».

الجيش يصف مرسي بالجاهل

وفي سياق متصل، واستجابة لدعوات آلاف المتظاهرين الذين تم استهدافهم بمحيط المقر الرئيس لجماعة الإخوان بالمقطم، طلبت نيابة جنوب القاهرة، التي تباشر التحقيقات في الواقعة تحريات الأمن حول اشتراك محمد بديع، المرشد العام للجماعة، ونائبه خيرت الشاطر، في الأحداث.

وكان المصابون وأهالي ضحايا مكتب الإرشاد قد اتهموا بديع والشاطر بـ”التحريض على قتل أبنائهم المجني عليهم في الاشتباكات التي وقعت بين المتظاهرين ومسلحين من أعضاء الجماعة، والاستعانة بعناصر مسلحة لإطلاق الرصاص عليهم”، وفق ما جاء في التحقيقات.

وردا على تصريحات مرسي التي تلوح برفض قرارات المؤسسة العسكرية، أكد القائد العام للقوات المسلحة أن الجيش المصري “مستعد للموت” دفاعا عن الشعب ضد “الإرهابيين” و”المتطرفين”.

وأوردت صفحة على موقع فيسبوك تابعة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يترأسه الفريق أول عبد الفتاح السيسي نصا جاء فيه: “ذكر القائد العام للقوات المسلحة أنه أشرف لنا أن نموت من أن يروع أو يهدد الشعب المصري”.

وأضاف النص الذي حمل عنوان “الساعات الأخيرة” نقلا عن قائد القوات المسلحة: “نقسم بالله أن نفتدي مصر وشعبها بدمائنا ضد كل إرهابي أو متطرف أو جاهل”، وصدر هذا البيان بعد بضع ساعات من خطاب لمرسي تعهد فيه بـ”الموت” فداء لـ”الشرعية”.

وقال مراقبون إن البيان الذي جاء على صفحة المجلس الأعلى فيه تعريض بمرسي نفسه حيث وصفه بالجاهل لعجزه عن استيعاب المصلحة العليا لمصر، من خلال حث الناس على الاقتتال في الشوارع، وإدارة الظهر للحوار وخيار التوافق الوطني الذي تم اعتماده وطنيا بعد سقوط مبارك وبرعاية المؤسسة العسكرية التي قبلت بصعود الإخوان للحكم، وساعدتهم في ذلك.

حماية مقر التلفزيون

من جهة ثانية، قال شكري أبو عميرة رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون إن قوات الجيش تتولى الآن تأمين الاستوديوهات الرئيسية بالمبنى.

وأضاف في تصريحات صحفية أن قوات الحرس الجمهوري تتولى تأمين وحماية المبنى منذ أيام، وأن الموظفين الذين لا يعملون في برامج تبث على الهواء مباشرة قد طلب منهم مغادرة المبنى.

إلى ذلك، قال مصدر بالتليفزيون إن خطاب مرسي، مساء الثلاثاء، بث من أستديوهات الحرس الجمهوري، وأن مكالمة من الرئاسة جاءت لقيادة التلفزيون قبل بث الخطاب بنصف ساعة بأن هناك خطابا للرئيس سيبث من أستديوهات الحرس الجمهوري.

وأكد المصدر أن التليفزيون يشهد حالة ارتباك شديدة في اتخاذ القرارات بغرفة العمليات المركزية، وأي موقف سيتخذ في نشرات الأخبار حول نوعية الأخبار المتعلقة بمرسي وجماعة الإخوان المسلمين، وذلك قبل أن يحسم بيان المجلس العسكري الأمر نهائيا.

العالم يساند مصر

*قالت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إن الوضع في مصر لا يزال مائعا وإن واشنطن لا يمكنها تأكيد إن كان انقلابا عسكريا يحدث. مطالبة مرسي أن يستمع إلى صوت الشعب المصري لحل الأزمة.

*ناشد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله جميع الأطراف مواصلة الطريق باتجاه الديمقراطية والتخلي عن العنف، والمراهنة على الحوار، قائلا هذه هي أول خمس دقائق في ساعة تاريخية لمصر، للحيلولة دون سرعة فشل الديمقراطية الوليدة.

*طالب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون محمد مرسي بالاستجابة لمخاوف الشعب المصري. وعلى جميع الأطراف وقف كل أشكال العنف وخاصة الاعتداءات الجنسية.

*أكدت الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة المفوضية الأوروبية كاثرين أشتون التزام الاتحاد الثابت في الوقوف إلى جانب الشعب المصري في سعيه نحو التحول الديمقراطي.

*أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي عن قلقه من استمرار التوتر في مصر، والتحلي بالحذر في مواجهة مثيري الفتنة للخروج من الأزمة الحالية.


*. نقلاً عن صحيفة العرب اللندنية.