مرشد الإخوان يستعد للوصاية على العالم
السبت, 22-ديسمبر-2012
الميثاق إنفو -
دعا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد بديع، أمس، الشعب المصري إلى التقدُّم من أجل تخليص البشرية من ويلاتها وآلامها التي حلَّت بها بسبب النظام العالمي الجديد.

وقال بديع، في رسالته الأسبوعية التي بُثت عبر الموقع الالكتروني لجماعة الإخوان المسلمين "إن العالم عانى من المنهج الشيوعي ومازال يعاني من المنهج الرأسمالي"، معتبراً أن الأول "سحق الفرد لصالح المجتمع، والتالي سحق المجتمع وقيمه لصالح الأنانية الفردية".

وأضاف "كما انهارت النظرية الأولى ستنهار الثانية بإذن الله تعالى، ولم يَبْقَ للبشرية إلا ملاذهم وحصنهم بمنهاج الله للبشرية".

ويقول محللون محليون إن الإخوان يحلمون بإحياء الخلافة الإسلامية وحكم العالم، وإنه لم يتغيّر فيهم شيء رغم التصريحات التي يتبرأون فيها من أي دور لهم خارج مصر، أو تلك التي يقولون فيها إنهم يؤمنون بالديمقراطية ويتعهدون فيها بحماية حرية العبادة.

ولفت المحللون الأنظار إلى أن هجوم "المرشد العام" على النظام العالمي سيجعل بعض الدول الكبرى التي فتحت معهم نوافذ للحوار تراجع مواقفها، أو على الأقل تستفيق على حجم الازدواجية في خطابهم.

ويذكّر هؤلاء المحللون بأن إخوان مصر يشرفون على التنظيم الدولي لـ"الإخوان"، وهم من يضعون الخطط التفصيلية لمختلف المجموعات الإخوانية التي عليها فقط السمع والطاعة للمرشد ومقره الرئيسي بمصر.

وكان لهذا التنظيم دور أساسي في تحريك خيوط أكثر من لعبة سواء بالمنطقة العربية أو في العالم، فضلا عن امتلاكه شبكة واسعة تدير رؤوس الأموال الإخوانية وتمول بها التنظيمات السرية، والميليشيات الخاصة مثل ميليشيات إخوان مصر التي اعتدت منذ ثلاثة أسابيع على المعتصمين أمام قصر الاتحادية ضد قرارات الرئيس الإخواني محمد مرسي.

وقال متخصص بالتاريخ الإسلامي السياسي "إن نشأة الإخوان منذ 1928 لم تكن بعيدة عما وصفه مرشدهم "بديع" بالمنهج الرأسمالي، فالتاريخ أثبت أنهم تأسسوا برضاء بريطاني، ثم تعاون أميركي".

واعتبر في تصريح لـ"العرب" من مقر إقامته في لندن أن صعود الإخوان الحالي إلى السلطة في مصر لم يكن بعيداً أيضا عن الرضا الغربي الرأسمالي.

وتساءل "علام هذا التناقض بين الأقوال والأفعال، وما هي قوة الإخوان في العالم حتى يريدون تغيير العالم بالكامل وينظمونه حسب أجندتهم؟".

وقال "هذا ما سمعناه من قبل من رفيقهم بالإسلام السياسي قائد الثورة الإسلامية في إيران "الخميني" فما زال تلاميذه يسمون هذا العالم الذي يريد "بديع" تغييره بالاستكبار، وهم قد أسسوا لاستكبار باسم الله".

وكانت الإمارات كشفت منذ أسابيع عن وجود تنظيم إخواني محلي يأتمر بأوامر خارجية كان يسعى للانقلاب، كما سعى إخوان الكويت والأردن إلى تحريك الشارع بغية خلق حالة من الفوضى تتيح لهم الانقضاض على السلطة في سياق خطة التنظيم الدولي لاستثمار "ثورات الربيع العربي" كأقصى ما يكون لتنصيب حكومات إخوانية كما جرى في مصر وتونس.

وعلى المستوى الدولي، ما تزال روسيا تضع تنظيم الإخوان على قائمة المجموعات الإرهابية بسبب ما تقول إنه دعم لمتمردين يريدون إقامة دولة اسلامية في منطقة شمال القوقاز الروسية ذات الأغلبية المسلمة.

وحظرت المحكمة العليا الروسية عمل جماعة الاخوان المسلمين في روسيا عام 2003 ووصفتها بأنها منظمة ارهابية.

ويحاول الإخوان اختراق هذا الحظر من خلال مغازلة الكرملين ودعوة موسكو إلى إقامة علاقات اقتصادية متميزة، والتلويح بمساعدتها على استعادة ما فقدته من نفوذ خاصة في ليبيا وسوريا ما بعد الأسد.

وقال خبراء إن الإخوان، ومنذ أن تسلموا السلطة، تركوا وراءهم أدبيات سيد قطب وحسن البنا التي تحرم الولاء لغير المسلمين وتبشّر بالخصوصية الإسلامية، وانصهروا في الخطاب الأميركي، وعبّروا عن الاستعداد لخدمة مصالح واشنطن.

وفيما كان الإخوان ينتقدون الرئيس السابق حسني مبارك على التطبيع مع إسرائيل، ويحرضون على محاربتها واستعادة كل فلسطين، فإنهم حال تسلم السلطة انتهجوا الطريق نفسه، وأعلنوا التمسك بعملية السلام، وتوسطوا بين حماس وإسرائيل لإبرام هدنة خلال المواجهات الأخيرة.



العرب اللندنية