منظمة العفو الدولية تستنكر حكماً بالسجن المؤبد لشاعر قطري بسبب انتقاده أمير البلاد
الأحد, 02-ديسمبر-2012
الميثاق إنفو -

استنكرت منظمة العفو الدولية الحكم بالسجن مدى الحياة الذي أصدرته احدى المحاكم القطرية الخميس الماضي بحق الشاعر القطري محمد العجمي.

ووصفت المنظمة هذا الحكم بأنه “انتهاك فاضح لحرية التعبير”.

وقالت المنظمة ان العجمي والذي يعرف ايضاً باسم محمد ابن الديب اعتقل في اكتوبر 2011 بتهمة «إهانة أمير البلاد».

واضافت المنظمة ان “النيابة العامة في قطر قد تكون قد استندت في التهم الموجهة الى الشاعر الى قصيدة سياسية كتبها في الخليج تحت عنوان “قصيدة الياسمين” تتضمن انتقاداً لأمير البلاد وذلك في 2011 بعد بدء الربيع العربي.

وقال مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية فيليب لوثر “من المؤسف ان قطر التي تريد ان تظهر على الساحة الدولية بمظهر دولة تدافع عن حرية التعبير، تمارس ما يبدو انه انتهاك فاضح لهذا الحق”.

واضاف لوثر: “كل المعلومات المتوفرة لدينا تبين ان محمد العجمي الذي يقبع في السجن الانفرادي، وذلك لقيامه على ما يبدو بممارسة حقه في حرية التعبير عن رأيه بشكل سلمي. ..يُعتبر من بين سجناء الرأي، وينبغي بالتالي إطلاق سراحه فوراً ومن دون شروط”.

وأثار هذا الحكم القضائي بحق العجمي صدمة بين الناشطين في قطر وفي منطقة الخليج وقالوا للمنظمة ان “هذا القرار يشكل تهديداً لهم”.

وصرح احد الناشطين للمنظمة ان “توقعنا الافضل من قطر... نسبة الى حديث البلاد عن حرية التعبير”.

الى ذلك قالت الباحثة في منظمة العفو الدولية- دينا المأمون-في تصريح لصحيفة الواشنطن بوست إن الحكم يُمثل صدمة للناشطين في قطر ومنطقة الخليج ويُعتبر ضربة مُخجلة لحرية التعبير.

وأضافت الصحيفة أن قطر تعتبر إحدى قواعد الولايات المتحدة الأمريكية الرئيسية في المنطقة، وقد لعبت دورا بارزاً في الشرق الأوسط للإطاحة بـ 4 رؤساء عرب، ليس هذا فحسب، بل تعتبر مستثمراً عالمياً كبيراً.



وكان الشاعر النبطي محمد العجمي المعروف بلقب «ابن الذيب» قد أعتقل في 16/نوفمبر 2011 ولقيت قضيته صدى واسعاً في الأوساط الثقافية والأدبية العربية

وترافع عن الذيب المتهم بـ« التطاول على رموز الدولة والتحريض ضد نظام الحكم وأمير البلاد بواسطة الشعر»، مجموعة من المحامين، منهم عبيد الوسمي ونجيب النعيمي بالإضافة إلى وفد من منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية

وتقدم المحامي النعيمي بطلب استئناف الحكم ووافق قاضي المحكمة على الطلب، كما قرر وفد منظمة هيومن رايتس وبقية المنظمات الحقوقية الاعتراض على الحكم لدى النائب العام.

يذكر أن عدداً كبيراً من الأوساط الثقافية والحقوقية والشعبية تفاعلت مع القضية على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أن محمد ابن الذيب من أشهر شعراء النبط الشعبي في العالم العربي.

وكان 26 إعلاميا وشاعراً وكاتبا من السعودية والكويت والبحرين وعمان والإمارات العربية المتحدة وجهوا ، حسب ما ذكرت جريدة سبر الالكترونية، خطاباً إلى أمير دولة قطر ناشدوه فيها إطلاق سراح الشاعر المعتقل وتعويضه عن الفترة التي قضاها في السجن لكن دون جدوى.

وقالوا في الخطاب الى الأمير حمد بن خليفة ال ثاني «ان الكلمة لاتحاكم وأن الرأي لا يوجب السجن، وأن العدالة في قضية ابن الذيب هي في اطلاق سراحه وتعويضه عن الفترة التي أمضاها في السجن دون محاكمة والتي قاربت العام الى الآن».

الجدير بالذكر ان الحكم الذي قضت به المحكمة استند إلى قانون العقوبات والجرائم في دولة قطر لعام 2004 والذي يقضي بالسجن المؤبد لكل من ينتقد امير البلاد في الداخل وبالاعدام لكل من ينتقد أمير البلاد او يسيء الى نظام الحكم والعائلة المالكة بوسائل الاذاعة والتلفزيون والصحافة والندوات والمؤاتمرات في الخارج .