انتخابات الرئاسة الأمريكية "على المنخار"
الأحد, 21-أكتوبر-2012
الميثاق إنفو -

على عكس معظم الانتخابات الرئاسية الأمريكية فإن التكهن بفوز أحد المرشحين الديمقراطي أم الجمهوري قبل حوالي الاسبوعين على الموعد الرسمي للانتخابات في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل أصبح مستحيلاً حتى لدى الخبراء الذين يعتمدون الدقة العلمية في تقديراتهم . فهامش حسم الفوز بين باراك أوباما وميت رومني أصبح ضئيلاً لدرجة تكاد تتساوى وهامش الخطأ في استطلاعات الرأي بحيث يمكن تشبيه سباق الرئاسة بين الاثنين بسباق الخيول، والوصول إلى خط النهاية »على المنخار« كما يقال .

ولا يمكن هنا ونحن نناقش الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع، التغاضي عن المناظرة الرئاسية الأولى والتي كان أداء أوباما فيها بائساً من كافة النواحي ليعطي تقدماً مجانياً لخصمه بالاستكانة واعتماد سياسة دفاعية وليست هجومية حتى في ملف السياسة الخارجية التي كان أوباما متفوقاً فيه عن خصمه وإن كانت ظروف مقتل السفير الأمريكي لدى ليبيا قد لعبت دورا في تمكن رومني المدعوم بفريق استشاري في السياسة الخارجية يضم أشخاصاً محسوبين على أقصى اليمين المتشدد بمن فيهم صقور ادارة بوش - تشيني، من تحقيق بعض التقدم في استطلاعات الرأي .

قبل الخوض في تفاصيل المتوقع في هذه الانتخابات الصاخبة ينبغي التوقف أيضاً عند آلية التصويت، حيث تنفرد الولايات المتحدة بنظام فريد يعتمد على مايسمى »الكلية الانتخابية« وهي بمثابة لجنة عليا للانتخابات ويستند عملها على أساس حساب اصوات بعينها تمثل في مجموعها عدد نواب وشيوخ الكونغرس عن كل الولايات الأمريكية ومجموعهم ،538 موزعين على الولايات حسب الكثافة السكانية . إذ إن الفائز سيكون بحاجة للحصول على 270 صوتاً من أصوات الكتلة الانتخابية .

وهو العدد الذي تم التوافق عليه وبدأ العمل به منذ العام 1964 وفق تحديد مماثل لعدد أعضاء الكونغرس أي 538 مندوباً لكل دورة انتخابات رئاسية يمثلون اعداد ال 435 نائبا في مجلس النواب و100 عضو لمجلس الشيوخ، وتجرى انتخابات تمهيدية قبل الانتخابات الرئاسية لتحديد المندوبين عن كل ولاية و المصادقة عليهم من قبل اللجنة العليا لكل حزب في كل ولاية، وبعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية يتوجه هؤلاء المندوبون للاجتماع في إحدى عواصم الولايات للادلاء بأصواتهم ثم ينضم أعضاء الكونغرس بعد ذلك لعقد جلسة خاصة مشتركة للمجلسين لإحصاء عدد مندوبي »الكلية الانتخابية« و من ثم اعلان الفائز رسمياً، وذلك في أول اسبوع من يناير/كانون الثاني من العام الجديد .

وإذا نظرنا للوضع الحالي لأصوات الكلية الانتخابية سنجد أن أوباما ولو أنه يضمن عدداً اقل من الولايات إلا أن معظمها ولايات ذات كثافة سكانية مرتفعة وبالتالي ذات أصوات أكثر .

ويتبقى على فريقه تكثيف الجهد في الولايات المتأرجحة لاسيما اوهايو، ميزوري، فرجينيا، وفلوريدا . والتي قد توفر أصواتها له أغلبية مريحة ليتخطى في مجموع الأصوات عدد ال 270 صوتا المطلوبة للفوز .وحتى لحظة كتابة هذه السطور ورغم صعود نجمي رومني ونائبه المرشح بول ريان استنادا نجد انه من الصعب عليه الفوز بعدد الحد الادنى للمندوبين أي 270 صوتاً من مجموع 538 صوتاً، ضمن المعادلات الراهنة . لاسيما وان الرئيس اوباما يتمتع بدعم اكبر في الولايات ذات الكثافة السكانية الكبرى كما أسلفنا وخاصة في كاليفورنيا وايلينوي ونيويورك، في مقابل ولايات تميل حالياً للتصويت لرومني مثل بنسلفانيا ونيو هامبشير . وهو الأمر الذي يفسر وجود حراك جمهوري كبير في هذه الانتخابات نحو توظيف هيمنة الجمهوريين على مناصب العمودية والحكام في ولايات بعينها بها كثافة عالية للأقليات من ذوي الأصول الافريقية أو الاصول اللاتينية وحتى البيضاء مثل بنسلفانيا لوضع عراقيل قانونية ضد التصويت دون اثبات هوية حتى للأمريكيين المسجلين على قوائم الناخبين، وهو الحراك الذي نجح بقدر كبير اللجوء إلى القضاء في الحد منه .

عامل تأثير المال

على الرغم من ان أوباما استمر في حصد التبرعات اعتمادا على الناخب العادي والفقير عموماً اضافة لأغنياء مؤيدين له، ليقترب مع مجموع ماتمكن رومني من جمعة إلى درجة وصلت فيها تكلفة الحصول على صوت انتخابي واحد إلى حوالي 157 دولاراً، إلا أنه من الملاحظ في انتخابات هذا العام الدور الكبير والحجم غير المسبوق الدعم المالي والذي جاوز المليار دولار من قبل مثلث صناعة السلاح و النفط وسوق المال لدعم حملة رومني، لذا رأينا فريق رومني يركز في شرح سياسته الخارجية تحديدًا على نفس سياسات إداراتي بوش تشيني بل جاوزها تطرفاً و يمينية توكيدا للمبدأ الذي دشنه الرئيس الجمهوري السابق رونالد ريغان الذي طالما ردد أن السلام والرخاء يفرض بالقوة المسلحة .

عامل الإعلام

كالعادة لعب الإعلام الأمريكي دوره التقليدي في التأثير على الناخب الأمريكي، إلا أن الملاحظ في انتخابات هذا العام هو التحول الذي ظهر لدى بعض وسائل الإعلام التي كانت محسوبة على خط الاعتدال، وسط وسائل محسوبة على الديمقراطيين كمحطة MSNBC التقدمية أو فوكس نيوز المحطة التلفزيونية المحسوبة على اليمين الجمهوري، ومثال لذلك محطة CNN وتحديدا بعض مقدمي برامجها ومنهم وولف بللتزر »إلاسرائيلي« الأصل الذي لوحظ ميله الواضح لدعم رومني وهو أيضاً من خص رومني بلقاء منذ ايام بينما حفل برنامجه ودوره في تغطية المناظرات الرئاسية إلى المعسكر الجمهوري مع تعمده الاشارة دوما لرفض أوباما لقاء رئيس الوزراء »الاسرائيلي« مؤخرا على هامش حضورهما اجتماعات الدورة الاخيرة للجمعية العامة للامم المتحدة وذلك وكأن الرفض خطأ فادح اقدم عليه رئيس الولايات المتحدة . جاء ذلك فيما بقيت الصحف الكبرى وعلى رأسها »النيويورك تايمز« و»الواشنطن بوست« . على حياد مصطنع بفتح صفحاتها للرأي وللرأي الآخر .

عامل الأصوات الفئوية

أعني بهؤلاء الأقليات والمجموعات الأثنية، وهذا العام كانت الملاحظة التي حسبت لصالح أوباما هو اصداره قراراً بمنع ترحيل مهاجرين غير شرعيين تسربوا إلى امريكا مع ذويهم وهم أطفال، لذا فمن المرجح ان يصوت لصالحه الأمريكيون من هذه الفئة والتي أعلن مكتب الإحصاء الأمريكي هذا العام أنهم لم يعودوا أقلية نتيجة تنامي تعدادهم، أما الأمريكيون من أصول إفريقية، فالأغلبية منهم على الأرجح ستصوت لأوباما رغم حالة من خيبة الأمل في أدائه في فترة حكمه لمعالجة حاجتهم لاسيما الفقر .

وبالنسبة للأقليات العربية فالملاحظ استمرار حالة التوجس من ميت رومني نتيجة المواقِف العدائية للجمهوريين تجاه قضايا الشرق الأوسط، ومن حرياتهم المدنية، و أخرى تنم عن الكراهية للإسلام والمسلمين، وهي المواقف التي لخصها جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الأمريكي بقوله إنها توجهات بلاشك لن تؤدّي إلى تعاطف أصوات الناخبين من العرب الأمريكيين مع الحزب الجمهوري ولا مرشحيه»، ولفت زغبي إلى أن نسبة 82% من الناخبين العرب الأمريكيين حسب آخر استطلاع أظهرت أنهم سيصوتون لمصلحة أوباما بسبب مواضيع متعلقة بالوضع الاقتصادي وفرص العمل وذلك مقابل قول نسبة 27% منهم بتصويت لرومني، أي أن الصراع الفلسطيني - »الإسرائيلي« هو الاهم في اختيار مَن سيُصوِّتون له في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، على أن الذي لم يتوقف عنده زغبي كثيرا ولمسناه لاسيما لدى المسلمين الأمريكيين هو التخوف من تصاعد الكراهية ضدهم، و اجراءات المراقبة والملاحقة بسبب الدين .

الشرق الأوسط

الشرق الأوسط يتصدر السياسة الخارجية في أجندة المرشحين باعتبارها الطريق التي تؤدي إلى البيت الأبيض من خلال »إسرائيل« . فعلى الرغم من تصدر الهم الاقتصادي الأولوية لدى الناخب الأمريكي, إلا أن عامل السياسة الخارجية وقدرة المرشح على ادارتها للصالح الأمريكي يظل عاملاً أساسياً في مجرى الانتخابات , و امامنا من التاريخ الأمريكي أمثلة، ففي العام 1944 أسهمت الحرب العالمية الثانية في فوز الرئيس فرانكلين روزفلت بولاية رئاسية ثانية، رغم وضعه الصحي المتدهور وقد توفي بالفعل بعد تنصيبه بستة اشهر, أيضاً لدينا مثال هزيمة الرئيس الديمقراطي الأسبق جيمي كارتر أمام خصمه الجمهوري رونالد ريغان بتأثير مباشر لحادثة احتجاز الرهائن الأمريكيين في ايران عام 1980 . وهذا المثال الأخير هو تحديداً مايحاول معسكر المرشح الجمهوري ميت رومني والذي كان يعاب عليه قبل اشهر قليلة جهله بالسياسة الخارجية استغلاله لهزيمه أوباما , وذلك بالترويج لضعف أوباما، في معالجة ملف السياسة الخارجية باستخدام حوادث مقتل السفير الامريكي في ليبيا واقتحام سفارتها في مصر لتكريس إضعاف أوباما لدى الجمهور الامريكي .المفارقة هنا ان حملة الرئيس الأمريكي أوباما تراجعت بعد هذه الحوادث في التخلي عن التركيز على ملف السياسة الخارجية رغم زخم ماحققه أوباما »قياساً« بما في ذلك القضاء على بن لادن فاستناداً إلى خطاب جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أمام المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي الشهر الماضي الذي ركز فيه على السياسة الخارجية مهاجماً ومتهما الخصم الجمهوري بأنه »عديم الخبرة في السياسة الخارجية« وانضم إليه الرئيس أوباما في خطابه أمام نفس المؤتمر، فهاجم مرشح الحزب الجمهوري باعتباره »حديث العهد في ادارة السياسة الخارجية« محذرًا بأنه وفريقه »سيأخذونا للوراء الى عصر تسوده الغطرسة والتخبط والذي كانت اعباؤه باهظة جداً على الولايات المتحدة« وذلك في اشارة واضحة لحروب إدارة بوش- تشيني .

إلا أن الأوضاع سارت إلى الأسوأ ليس فقط منذ حادثة بني غازي ولكن تحديدا منذ رفض أوباما لقاء بنيامين نتنياهو و اعلان واشنطن رفضها لأفكار »إسرائيلية« بشن ضربات استباقية ضد مشروع ايران النووي .

وهو الامر الذي لم يمرره لوبي »اسرائيل« المتحالف مع اليمين الجمهوري , فبدأت حملتهم للتشكيك وانتقاد أداء أوباما في مجال السياسة الخارجية، وهي حملة لم يوفروا فيها أي وسيلة أو حدث، فاستخدموا جملة ملفات تدلل على اخفاقات أوباما، ومنها بالطبع واقعة مقتل السفير الأمريكي وآخرين في ليبيا, واتهامه باللين مع ايران و الصين وروسيا، ناهيك عن التطورات التي شهدتها منطقة الشرق الاوسط من اندلاع سلسلة من المظاهرات المناهضة للسياسة الأمريكية , وقد أسهم في تدهور موقف أوباما تصريحات مسؤولين بادارته عكست اساءة التقدير لدى الادارة الأمريكية للأحداث في بني غازي فارجعتها إلى الفيلم المسيء للرسول، ثم تبين وقوف القاعدة وراءها وأن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بني غازي جاء مواكباً للذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر/أيلول وهو مااستغلته حملة رومني للتأكيد على تخبط الادارة و تعمد اخفائها للحقيقة عن الرأي العام الأمريكي وساعدهم فيه الجمهوريون بالكونغرس ففتحوا جلسات استماع تتمحور كلها حول اثبات أن السلطات الليبية قامت بتحذير الولايات المتحدة مسبقا من تدهور الاوضاع الامنية في بلادها، وبالتالي فادارة الرئيس اوباما اخفقت في اتخاذ اي اجراءات احترازيةلحماية البعثة الأمريكية في ليبيا . ومع تراجع رصيد الرئيس أوباما في السياسة الخارجية لدى الناخبين ثم اخفاقه في المناظرة الأولى، فالمتوقع لاسيما وأن المناظرة الثالثة والأخيرة بينهما - الاثنين المقبل 22 اكتوبر/تشرين الأول ستركز على الشؤون الخارجية, وبالتالي فإن فرص أوباما لاستعادة تفوقه في هذا الشأن تصبح حتمية .

فريق رومني اليميني

ولكن من المتوقع ايضا أن يركز فريق رومني على الدفع باوباما إلى مربع الدفاع وليس الهجوم، وبالنظر إلى هوية من اختارهم رومني كمستشارين للشؤون الخارجية سنجد انهم بلا استثناء ينتمون إلى جناح اليمين المسيحي الصهيوني المتشدد، وان عدداً منهم سبق وعمل في ادارتي بوش - تشيني، وهو ماوضح في الاسلوب الذي اتبعه رومني مؤخراً وتصريحاته التي تكرس لسياسات عرض العضلات و فرض الامر الواقع وماتريده المصالح الأمريكية باستخدام القوة العسكرية وذلك بالتركيز على الشرق الاوسط أو العالم العربي حيث مكامن الثروة والنفوذ ومؤشرات الربح أو الخسارة لدى مثلث صناعة السلاح و النفط وسوق المال الأمريكية والأهم »اسرائيل« المدللة لديهم، لاسيما بجناحها الليكودي وطلباتهم بتسويف أي اتفاق سلام إلى مابعد العام ،2025 بعد التأكد من فرض »اسرائيل« الأمر الواقع على الأراضي الفلسطينية، وإذا راجعنا بعض اسماء قائمة مستشاريه هذه سيكون من السهل التأكيد من أنه في حالة فوز رومني في انتخابات الرئاسة اننا امام نموذج صارخ و اشد يمينية من نموذج بوش - تشيني و من ضمن هؤلاء:

* مايكل شيرتوف، المتخصص في شؤون الاستخبارات ومكافحة التجسس والذي عمل وزيراً للأمن الداخلي (2005 - 2009)؛ وقاضياً سابقاً، ومعروفاً عنه سجله في مجال مايعرف بمكافحة الإرهاب في عهد بوش .

* اليوت كوهين، المعروف بمواقفه اليمينية المتشددة، وهو حالياً يتولى منصب مدير برنامج الدراسات الاستراتيجية في جامعة جونز هوبكنز، (كلية الدراسات الدولية المتقدمة)، وعمل كمستشار لوزارة الخارجية الأمريكية (2007 - 2009)؛ وعضو مجلس مستشاري السياسة الدفاعية (2001- 2009) .

* مايكل هايدن، متخصص في شؤون الاستخبارات ومكافحة الارهاب . عمل مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية (2006 - 2009)، ومديراً لوكالة الأمن القومي في عهد بوش .

* ايريك ايدلمان، متخصص في شؤون مكافحة انتشار الاسلحة . عمل استاذاً زائراً في كلية الدراسات الدولية المتقدمة التابعة لجامعة جونز هوبكنز؛ نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية (2005 - 2009)؛ نائب مساعد نائب الرئيس لشؤون الأمن القومي (2001- 2003) .

* ماري بيث لونغ، مرشحة لتولي منصب مستشار للسياسة الأمريكية في الشرق الاوسط . عملت مساعد وزير الدفاع لشؤون الامن الدولي (2007 - 2009) .

* دانيال سينيور، الناطق السابق للسلطة العراقية المؤقتة ومستشار رئيسي لديها مابين عامي(2003 - 2004)؛ مدير ومؤسس مساعد لمؤسسة »مبادرة السياسة الخارجية ومعروف بتعاطفه الشديد مع »اسرائيل«« .

* ميغان اوساليفان، مستشارة لشؤون الشرق الاوسط . وتحاضر في كلية كينيدي للسياسة (جامعة هارفارد)؛ سبق لها العمل كمساعد خاص للرئيس جورج بوش و كنائب مستشار لشؤون الأمن القومي في العراق وافغانستان (2004 - 2007) .

* روبرت كيغان، ينشر دورياً في اسبوعيتي »نيو ريبابليك« الليبرالية و»ويكلي ستاندارد« اليمينية و زميل في معهد بروكينغز في مركز الشؤون الأمريكية والأوروبية؛ وعضو مجلس إدارة في مركز »مبادرة السياسة الخارجية« .

* وليد فارس، عضو في فريق سياسة الشرق الأوسط، ويعمل كمحاضر في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن؛ عضو مجلس استشاري لمنظمة العمل حول الارهاب المستقبلي التابع لوزارة الأمن القومي ( 2006 - 2007) .

وإذا نظرنا للقناعات المعروفة عن هؤلاء الأشخاص والتي اتضحت في تصريحات رومني الأخيرة سواء مايتعلق بالصراع العربي - »الاسرائيلي« أو تولي الأخوان في مصر أو تطور الوضع في سوريا، سنجد تأثيرهم القوي في هذا المرشح، وهو التأثير الذي توضحه قناعته وحقيقة موقفه وهو ماكشفه تسريب شريط فيديو لخطاب مطول له في مايو/أيار الماضي خلال جلسة عشاء مغلقة مع كبار الأثرياء الأمريكيين تمت دعوتهم إلى ماوصف بلقاء صريح، فنجده يجيب أحد الحاضرين عندما سأله عن رؤيته »للحل السلمي بين »اسرائيل« والفلسطينيين« فقال »نظرتي للفلسطينيين انهم لا يرغبون رؤية نهاية سلمية ,لاعتبارات سياسية، اذ انهم مستمرون في التزامهم بتدمير »اسرائيل«، وأمام هذه القضايا الشائكة، لا استطيع الا القول إن الحل السلمي غير وارد أبداً . وعليه دعوني أقول إن ما ينبغي عمله، هو الدفع بمسار الاحداث قدماً بأفضل السبل المستطاعة . وبهذا نعوّل على قدر ما، من تأكيد الاستقرار، لكننا ندرك ان الصراع سيبقى قائماً من دون حل« . ومضى رومني موضحاً لكبار ممولي حملته أنه يترك الباب مفتوحاً على مبدأ (التوصل لحل سلمي)، ومنتقدًا ممارسة أي ضغط على »الإسرائيليين« لتقديم تنازل معين لتحفيز الفلسطينيين، ووصف الأمر بأنه سيكون اسوأ فكرة في العالم . مضيفاً »لقد مارسنا ذلك مرة تلو أخرى وثبت عقمها . وعليه، فان الجواب الوحيد هو اظهار حجم القوة لدينا مرة أخرى، أي القوة الامريكية، والتصميم الأمريكي، بوجه الفلسطينيين . .«

اذن فتبني رومني هنا الرؤية »الاسرائيلية« المتشددة يعني شيئاً واحداً . . فتش عن هوية مستشاريه .

على أية حال فهذا لايعني أبداً ان أوباما كان صاحب رؤية تتبني الجانب »الإسرائيلي« بل تفاخر دوما بأنه اكثر رئيس قدم ل »إسرائيل« مالم يقدمه لها سابقوه .





*. نقلاً عن صحيفة الخليج الإماراتية