لنحذر المخطط التدميري!!
الأحد, 14-أغسطس-2011
أفتتاحية صحيفة الثورة -

بات من الواضح أن أحزاب اللقاء المشترك - ومن لف لفها وتحالف معها وتماهى مع مشاريعها وأجندتها- لم تعد تؤمن بسلمية العمل السياسي وقواعد العملية الديمقراطية، وأخلاقيات التعددية الحزبية، ومبدأ التداول السلمي للسلطة، والاحتكام لإرادة الشعب في صناديق الاقتراع، بدليل ما تقدم عليه من ممارسات وتصرفات، وما ترتكبه من حماقات، وما لجأت إليه في الآونة الأخيرة من أفعال متهورة وطائشة، لا تنم بأي حال من الأحوال عن أن هذه الأحزاب ما تزال تحترم مسؤولياتها وتعهداتها التي قطعتها على نفسها في برامجها، التي بموجبها تمكنت من الحصول على شرعية ممارسة العمل السياسي والحزبي، وفي مقدمة تلك التعهدات التزامها بسلمية التعبير عن الرأي، وسلمية الاحتجاج، وسلمية التوجهات.
فالواقع أن اندفاع هذه الأحزاب نحو العنف والتخريب وتأجيج الفتن، وتحريض عناصرها المتطرفة وحلفائها في تنظيم القاعدة الإرهابي والخارجين على القانون على إحداث الفوضى والقيام بالاعتداءات الغادرة والإرهابية على أبناء القوات المسلحة والأمن الذين يضطلعون بواجباتهم في حماية الأمن والاستقرار ومنجزات الشعب التنموية والاقتصادية، وكذا مؤسسات الدولة، والحفاظ على السكينة العامة والسلم الاجتماعي، إنما يؤكد بالأدلة القاطعة أن هذه الأحزاب تمضي في اتجاه الانقلاب على الديمقراطية، انطلاقاً من الاستيلاء على السلطة وتدمير مرتكزات الدولة المدنية، بأي وسيلة حتى ولو كان المدخل إلى ذلك الزج بالبلاد في حرب أهلية مدمرة تأكل الأخضر واليابس.
نقول ذلك ليس رجماً بالغيب أو اعتماداً على بعض التخمينات، وإنما استناداً إلى العديد من المؤشرات والوقائع، التي تكشف جميعها عن أن أحزاب اللقاء المشترك وفي المقدمة منها عناصر الإخوان المسلمين في التجمع اليمني للإصلاح تمضي بدأب في تنفيذ هذا المخطط الهادف إلى صوملة اليمن أو أفغنته، وهو ما يمكن استشرافه في الأحداث التي تشهدها العديد من المناطق ومنها أرحب ونهم وتعز وأبين والجوف وغيرها، والتي يتبين من خلالها أن هذه الأحزاب ومعها جماعات التطرف والإرهاب "الإخوان والقاعدة" وكذا العناصر المتمردة على الشرعية الدستورية، قد انتقلت إلى تنفيذ مخططها التدميري، بوسائل العنف والتخريب والإرهاب وهي بهذا المسلك العدواني لا تستهدف فقط مؤسسة القوات المسلحة والأمن التي تشكل الحصن المنيع وصمام الأمان للثورة والوحدة والديمقراطية، بل أنها تستهدف من خلال ذلك المخطط سلامة الوطن بأكمله وكرامة كل اليمنيين وكل المكتسبات والتحولات التي حققوها بتضحياتهم وكفاحهم من أجل الحرية والديمقراطية والنماء والتقدم.
وما ينبغي أن يدركه أبناء الشعب اليمني بمختلف أطيافهم السياسية والحزبية والثقافية والفكرية وشرائحهم الاجتماعية من مشائخ ووجهاء وأعيان وقبائل وأفراد ورجال أعمال وعمال وفلاحين، أن ما يعتمل اليوم على أرض الواقع قد أظهر كل المواقف على حقيقتها، وأن أحزاب اللقاء المشترك ومن أجل أن تصل إلى السلطة لديها الاستعداد لتدمير كل شيء في هذا الوطن، وقد باشرت ذلك من خلال دفعها عناصر التطرف والإرهاب ومليشياتها المسلحة للاعتداء على النقاط الأمنية ومعسكرات القوات المسلحة وسلب ونهب مؤسسات الدولة والاستيلاء عليها، حتى وصل بها الحال إلى استخدام بعض القبائل كواجهات لمخططاتها العدوانية، حيث تقوم بالزج بهذه القبائل في مواجهات عبثية مع أبناء القوات المسلحة والأمن من أجل إنهاك هذه المؤسسة الوطنية في حروب قبلية تفضي في النهاية إلى حرب أهلية تهلك الحرث والنسل.
وإزاء كل ذلك فلا خيار أمام كل الشرفاء والصادقين والمخلصين والأوفياء لوطنهم سوى رصِّ الصفوف وتوحيد الجهود في مواجهة هذا المخطط الإجرامي، وإسقاط رهانات كل من يتربصون بهذا الوطن ويسعون إلى العبث بمقدراته ومكاسبه وخيراته ووحدته وأمنه واستقراره.
وأي تقاعس في هذا الجانب إنما يعني التفريط الوطن والهوية والكرامة والحاضر والمستقبل وذلك هو الخسران المبين.