حمداً لله
الخميس, 11-أغسطس-2011
كلمة صحيفة الثورة -

بالقدر الذي عمت فيه البهجة والسعادة والفرحة جميع اليمنيين لتماثل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وكبار قيادات الدولة للشفاء، مما أصابهم جراء الحادث الغادر والجبان الذي تعرضوا له أثناء أدائهم لصلاة الجمعة في غرة شهر رجب الحرام بمسجد النهدين بدار الرئاسة، ارتفعت الأيدي إلى السماء تعبيراً عن الحمد والشكر لله عز وجل على ما أغدق به من نعمة الصحة والعافية، والسلامة لقائد هذا الوطن، الذي سكن في قلوب أبناء شعبه وأحاسيسهم ووجداناتهم لما قدمه لهذا الشعب من الإنجازات والتحولات والخير العميم، فكان من الطبيعي أن ترتفع الأكف متضرعة إلى الله بالثناء له سبحانه وتعالى على عنايته بفخامة الرئيس وكبار قيادات الدولة، ليرتد كيد الكائدين في نحورهم، ويلطف الله باليمن وأهله.
لقد تجلت عناية الله العلي العظيم في أنصع صورها في حفظه لأهم رموز الدولة اليمنية وعلى رأسهم ابن اليمن البار فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مما أريد لهم في ذلك الحادث الإرهابي والإجرامي الآثم، وتجلت عناية الله مرة ثانية في هذا الشهر الكريم في ظهور الأخ الرئيس ورئيسي مجلس النواب والوزراء وغيرهم من المسؤولين يوم أمس على شاشات الفضائيات على ذلك النحو من الصحة والحيوية والنشاط، وفي ذلك آية من آيات الله التي يُمنُّ بها على عباده الصالحين.
ونقلاً عمن حضروا اللقاء الذي ضم مساء أمس رئيس الجمهورية وعددا من المسؤولين وقيادات المؤتمر الشعبي العام في مقر إقامته بالرياض، فقد جاء حديث الأخ الرئيس في هذا اللقاء متلألئاً بأنوار الحكمة اليمانية والإيمان اليماني كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، ورسوخ الرجال العظام الواثقين بالله وبشعبهم.
ومن ذلك الثبات فقد كان من الطبيعي أن يتلقى الجميع بارتياح تلك التأكيدات الوقورة والرفيعة والمتسامية من فخامة الرئيس بشأن ما ينبغي اتخاذه من أجل تجاوز الأزمة الراهنة التي يمر بها اليمن، وضرورة البحث عن الآليات الموصلة لحل الخلاف مع المعارضة والانتقال السلس والسلمي للسلطة وفقا للدستور، حيث اجتمعت في تلك التأكيدات كل خصال رجال المواقف وهدوء العظماء وترفع الكرام ومسؤولية الراعي نحو رعيته، وجَلدِ وصبرِ المؤمن الصادق مع ربِّه وخالقه.
وتجلت عناية الله مرة ثالثة وهو يأبى إلاّ أن يثبت هذا الزعيم على صهوة الحق والمجد، ويمنحه محبة شعبه الذي صار يشكل معه ملحمة رائعة من التلاحم والتعاضد والوفاء الخالص، ليظهرا في الأزمة الراهنة "كالجسد الواحد، "إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
لقد عمت الفرحة أرجاء الوطن فاتبهج الأطفال، وزغردت النساء، وأشرقت أسارير كل الناس فرحاً بتماثل رئيس الجمهورية وكبار مسؤولي الدولة للشفاء، ووحدهم تجار الأزمات وتجار السياسة والمتاجرون بالوطن على اختلاف ولاءاتهم وضيق آفاقهم، والحقد الغالب عليهم يكابدون الغصة ويشتعلون غيظاً وحسرةً وألماً، وهم يرون هذا القائد الفذ يعلم الصغار كأمثالهم دروساً في الوطنية، ودروساً في التسامح، ودروسا في الأخلاق، ودروسا في السياسة، ودروساً في العزم والتصميم والإرادة التي لا تلين، ليزداد أولئك الصغار إحساساً بالخيبة، وهم ينظرون إلى وجه ذلك الفارس المغوار، وقد صار أكثر إشراقا وضياءً ليبعث في أبناء شعبه الآمال بتجاوز الراهن إلى غد أفضل.
فلله الحمد والشكر على فضله ونعمائه ولطفه باليمن وقيادته.