رئيس الجمهورية يدعو إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة حقنا للدماء
السبت, 21-مايو-2011
الميثاق إنفو -
شهدت العاصمة صنعاء أمس تجمعا جماهيرياً هائلا وغير مسبوق لملايين المواطنين الذين توافدوا منذ يوم أمس الأول من مختلف محافظات الجمهورية للمشاركة في جمعة 22 مايو العظيم والمهرجان الجماهيري الحاشد والتظاهرة الكبرى في العاصمة صنعاء لإعلان تأييدهم المطلق للشرعية الدستورية، ورفض أية محاولات للانقلاب عليها أو أية مشاريع تآمرية للانزلاق بالوطن نحو ويلات الفتن والصراع والشقاق والتشرذم .

وبعد أن أدى جموع المصلين صلاة الجمعة في ساحة ميدان السبعين والشوارع والأحياء المحيطة بها، أقيم المهرجان الملاييني الحاشد الذي يتزامن مع احتفالات شعبنا اليمني بالعيد الوطني الحادي والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م.

ورفع المشاركون في المهرجان الملاييني الحاشد الذي يعد الأضخم والأكبر في تاريخ اليمن على الإطلاق شعارات تمجد منجز الوحدة العظيم الذي يعد أهم منجز قومي في تاريخ العرب الحديث.. لافتين إلى أنه تم تسمية هذه الجمعة بجمعة 22 مايو العظيم تيمناً بهذا التاريخ الخالد الذي ارتفع فيه علم الجمهورية اليمنية معلناً تحقيق حلم الشعب بإنهاء عهود التشطير البغيضة وتحقيق الوحدة اليمنية بجهود المناضل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، ومن خلفه كافة جماهير الشعب اليمني.



وثمنوا عاليا الإنجازات الكبرى والتحولات العظيمة التي تحققت للوطن في عهد الوحدة المباركة وفي ظل القيادة الحكيمة لفخامة الأخ رئيس الجمهورية .. معبرين عن ابتهاجاتهم بالعيد الوطني الـ21 للجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق وحدة الوطن .

وأشاروا إلى ما تمثله هذه المناسبة الوطنية الغالية من دلالات عميقة لارتباطها بتحقيق منجز الوحدة العظيم والتاريخي ترجمة لإرادة الشعب اليمني الواحد ولأهم أهداف الثورة اليمنية المباركة (26 سبتمبر و14 أكتوبر) ووفاء لتضحيات شهدائها الأبرار.

كما رفعت الحشود الملايينية في هذا المهرجان والتظاهرة الكبرى علم الجمهورية اليمنية وصور فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، ورددوا الهتافات المستنكرة لمختلف الدعوات الساعية للسير بالوطن نحو الفوضى والعنف والفتن ، ولافتات كتب عليها شعارات تقول « نعم للحوار .. نعم للتنمية والأمن والاستقرار ..لا للتخريب.. لا للفوضى .. لا للتقطع ..لا للأزمات المفتعلة ..لا للانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية».



وأشادت الحشود الملايينية بالحرص الوطني الذي أبداه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وتعاطيه البناء والإيجابي مع مبادرة الأشقاء في دول الخليج وموافقته على التوقيع والتنازل عن حقه الدستوري المشروع عن السلطة وذلك حرصاً منه على تفويت الفرصة على من يسعون إلى الانزلاق بالوطن إلى ويلات الحروب والفتن والتمزق .

وأكد المشاركون أن الغالبية العظمى والسواد الأعظم من جماهير الشعب اليمني متمسكون بالشرعية الدستورية، ومع ما يتخذه فخامة الأخ الرئيس من قرارات لتحقيق الوفاق الوطني لما فيه خدمة المصالح الوطنية العليا..مشددين على أن ترجمة أهداف المبادرة الخليجية لتحقيق الانتقال السلمي والسلس للسلطة تقتضي تنفيذ بنود المبادرة أولاً بأول الأمر الذي يستوجب ضرورة تعاطي وتجاوب أحزاب (اللقاء المشترك) وحلفائها بالشكل الكامل مع بنود المبادرة مما يضع حداً للأزمة السياسية المفتعلة والبدء بإنهاء الاعتصامات ووقف التظاهرات والكف عن أعمال العنف والفوضى وغيرها من الممارسات الخارجة على النظام والقانون، وكذا وضع حد للتمرد في بعض وحدات القوات المسلحة، وإيقاف أعمال التخريب والاعتداءات على المرافق والمنشآت العامة والخاصة ، بما يهيئ الأجواء للخروج من الأزمة الحالية المفتعلة، وتحقيق الوفاق وتعزيز الاصطفاف الوطني لتسريع وتائر التنمية الشاملة في الوطن .



واستنكر المشاركون في هذه التظاهرة الملايينية استمرار الأعمال الخارجة على القانون التي تمارسها عناصر المشترك في أكثر من محافظة بهدف تعطيل مصالح المواطنين والإضرار بها وإقلاق الأمن والسكينة العامة وفي مقدمة تلك الأعمال جرائم قطع الطرقات و افتراش بعض شوارع المدن الرئيسية وإجبار التجار على إغلاق محالهم التجارية بالقوة، بالإضافة إلى اقتحام المدارس وترويع الطلاب والطالبات ومحاولة منعهم من أداء امتحاناتهم فضلا عن استمرار أعمال التقطع في طريق (مأرب- صنعاء) لمنع وصول قاطرات المشتقات النفطية وقاطرات الغاز الأمر الذي احدث أزمة وخلق معاناة لدى المواطنين في عموم المحافظات بجانب تكرار استهداف خطوط نقل الكهرباء لقطع التيار الكهربائي عن منازل المواطنين .

وحملت ملايين الجماهير المحتشدة قادة أحزاب (اللقاء المشترك) وحلفاءهم من عناصر تنظيم القاعدة مسؤولية تصعيد الأزمة والاستمرار في تحريض بعض المواطنين والشباب والتغرير بهم ودفعهم لممارسة العنف والفوضى والاعتداء واقتحام المؤسسات والمنشآت الحكومية بجانب تحميلهم مسؤولية ما يتكبده الاقتصاد الوطني من خسائر جراء هذه الأزمة المفتعلة من (المشترك) . . منددين في الوقت ذاته بأعمال العنف والتخريب التي تقوم بها عناصر من (اللقاء المشترك) و كذلك بالخطاب الإعلامي التحريضي والمضلل الذي تنتهجه بعض القنوات الفضائية سعيا نحو تأجيج التوتر في اليمن ودفعه نحو الفتنة.



وقد ألقى فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كلمة حيا فيها الحشود الملايينية ، وهنأ جماهير الشعب اليمني العظيم رجالا ونساء بمناسبة العيد الوطني الحادي والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م .

وقال فخامة الأخ الرئيس :« يهل علينا غداً العيد الوطني الحادي والعشرين للوحدة اليمنية المباركة الـ 22 من مايو، فتهانينا لشعبنا اليمني العظيم بهذه المناسبة الوطنية الغالية، ونجدد شكرنا لجماهير شعبنا على هذه المشاعر الوطنية الفياضة وعلى هذا الحماس المنقطع النظير والتفافهم حول الشرعية الدستورية ».

تابع فخامته قائلاً :« ادعوا الأشقاء والأصدقاء إلى أن يلبسوا نظارات بيضاء ولا يلبسوا النظارات السوداء فالنظارات البيضاء ستمكنهم من أن يروا جماهير شعبنا التي تأتي من كل حدب وصوب رافعة شعارات نعم للشرعية الدستورية لا للفوضى لا للانقلابات لا لقطع الألسن نعم للوحدة وللحرية وللديمقراطية وللأمن والاستقرار والتنمية ».

واستطرد فخامته قائلا :«تحية لأبناء شعبنا اليمني العظيم بقدوم العيد الوطني الثاني والعشرين من مايو الذي سنحتفل به غداً السبت (اليوم) ان شاء الله » .

وأردف فخامته قائلا:« الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات.. لا استطيع أن أعبر إلا عن الشكر والتقدير لكل جماهير شعبنا رجالا ونساء ومشايخ وعلماء ومثقفين وسياسيين ومنظمات مجتمع مدني ».

ومضى قائلا :« نثق بإن شعبنا الصامد طوال الأشهر الأربعة المنصرمة أمام الحركة الانقلابية وأمام الخيانة والعمالة سيظل صامدا أمام كل الصعاب والتحديات».

وتابع:« ندعو إلى انتخابات رئاسية مبكرة حقنا للدماء وصونا للأعراض ليتمكن الشعب اليمني من انتخاب الرئيس الذي يثق به لقيادة اليمن في المرحلة القادمة وبطريقة ديمقراطية سلسة ».



وقال فخامة الأخ الرئيس :«نحن مع الانتخابات والمؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي سيظلون موجودين سواء في السلطة أو خارج السلطة ».

وأضاف :« وفي حال أصبح المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف خارج السلطة فإنهم سيحرصون على ممارسة المعارضة وفقا للمبادئ الديمقراطية وسيعلمون الأحزاب التي لا تعرف كيف تكون المعارضة، كيفية ممارسة المعارضة في الأطر الديمقراطية وبطريقة مسؤولة بعيدا عن قطع الطرقات أو قطع الألسن ودون فوضى أو تخريب أو خيانة أو متاجرة بقضايا الوطن».

والقى عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام الدكتور يحيى الشعيبي كلمة المؤتمر الشعبي والتحالف الوطني حيا فيها الحشد الجماهيري الكبير الحريص على الوطن وعلى تحمل أعباء ومشاق السفر إلى صنعاء وتحمل حرارة الشمس من أجل إيصال رسالة الشعب اليمني إلى أصقاع العالم بأنه عن بكرة أبيه مع الوطن وقيادته السياسية وشرعيته الدستورية.

وقال الدكتور الشعيبي :« يا أبناء شعبنا اليمني العظيم يا أبناء الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر يا حكماء وعقلاء اليمن يا شباب وشابات اليمن يا جيل الثاني والعشرين من مايو أحييكم من هذا الميدان ميدان السبعين ونحن ندشن احتفالات شعبنا بالعيد الوطني الحادي والعشرين لإعادة تحقيق وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو90 هذه المناسبة التي تأتي هذا العام ونحن على اعتاب انجاز آخر يضاف إلي انجازات شعبنا اليمني العظيم الذي يتهيأ لتجاوز اخطر أزمة سياسية مرت بها بلادنا منذ حرب صيف94م .. وها هو الشعب اليمني بقيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يثبت مرة أخرى ان اليمنيين يدركون خطورة ما يحاك ضد اليمن ضد بلادهم ووحدتهم واستطاعوا بوعيهم وحنكتهم ان يحبطوا هذا المخطط الذي حاكه له أعداء الأمة للنيل من قيمنا ومن حقنا في الحرية والديمقراطية والوحدة ».

وأكد الشعيبي «أن فخامة الأخ رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح استطاع بحكمته وصبره وترفعه عن الصغائر ان يجنب اليمن والسلم الاجتماعي مخاطر الانزلاق إلى الصراع الدموي الذي كان البعض يراهن بجر البلاد إليه تنفيذا لمخططات تمزيقه والقضاء على انجازات ومكتسبات الثورة والجمهورية والوحدة والعودة إلى ما قبل السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر والثاني والعشرين من مايو المجيد ».

وأشاد الدكتور الشعيبي بالدور البناء للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي الذين وقفوا إلى جانب اليمن وساهموا في صياغة مبادرتهم الخيرة من اجل التوصل إلى حل للأزمة اليمنية .

وحيا كافة جماهير شعبنا في كل ربوع الوطن الذين تحملوا بصبر وجلد وإيمان لا يتزعزع تبعات الألم وعذابات هذا المخاض العسير طيلة الأشهر الأربعة الماضية وكلهم ثقة بحتمية انتصار الحكمة اليمانية على الأحقاد والصغائر وعلى نشر الزيف وثقافة الكيد والكراهية بين أبناء اليمن في محاولة مستميتة لشق وحدة الصف اليمني وتفتيت اليمن ولكن شعبنا قد ارتضى المضي نحو المستقبل بعيدا عن العنف والانقلابات والثارات والعصبيات المقيتة ، وفضل ان يتم الاحتكام إلى الدستور والى صندوق الانتخابات كوسيلة حضارية وعصرية تكفل له اختيار حكامه بملء إرادته دون إملاء أو ضغط أو هيمنة من احد لان شعبنا سئم الحروب والدماء وأراد ان يحيا حياة كريمة في امن واستقرار ووئام .

كما أشاد عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام الدكتور يحيى الشعيبي بقواعد المؤتمر الشعبي العام الذي حقق المنجزات العظيمة خلال المرحلة الماضية والذي يقود اليوم هذا الالتفاف الجماهيري العظيم حول الشرعية الدستورية والقادرة على قيادة المرحلة القادمة بكل شجاعة واقتدار.

واختتم الشعيبي كلمته قائلاً « ونحن على وشك التوقيع على المبادرة الخليجية نؤكد أهمية احترام كافة الأطراف اليمنية بالتزاماتها وتنفيذ الاتفاقية كمنظومة متكاملة بدون تسويف أو انتقائية بما يصون وحدة اليمن واستقراره والحفاظ على استقلاله وسيادته والابتعاد عن كل ما من شأنه توتير الأوضاع أو إثارة الشقاق وأجواء الشك والريبة بين اليمنيين ، تحية للشهداء الذين سقطوا على درب النضال من اجل ان يحيا شعبنا حياة آمنة ومستقرة، المجد والخلود للثورة والجمهورية والوحدة ولمايو العظيم ومن نصر إلى نصر».

من جانبه أشار محافظ صنعاء نعمان دويد إلى أن ساعات قليلة تفصل اليمنيين عن الذكرى الحادية والعشرين لتحقيق الوحدة اليمنية العظيمة في يوم الثاني والعشرين من مايو 1990 الذي نتذكر فيه احد أعظم الانجازات من ديمقراطية وتنمية اقتصادية واجتماعية وسياسية بها عشنا ونعيش وسوف نعيش بهامات مرفوعة وقامات تطاول السماء وكرامات تملأ الدنيا.

وأكد أنه إذا كان هناك اليوم من يستحق الشكر والعرفان كقائد وزعيم ورمز وصانع لمنجز يوم الثاني والعشرين من مايو فهو فخامة المناضل الرئيس علي عبدالله صالح صاحب المحبة والتسامح فله كل التهنئة والشكر والعرفان.

وأشار إلى أن العظماء يجسدون صفاتهم في أقوالهم وأفعالهم وانجازاتهم وفي ذلك يتذوق المرء شرف الكرامة وشرف المواطنة وكبرياء العطاء.. لافتا إلى أن الأقزام لا يرون أنفسهم ولا يجدونها إلا في صغائر الأمور تجذبهم روائح العمالة والارتزاق ، لا عقيدة ولا هدف يجمعهم سوى ملة الحقد والكراهية على كل قائد عظيم أو منجز جميل.

وتساءل المحافظ دويد «من يتباكى اليوم على الوطن ويقابل الانجازات بالجحود .. ماذا أنجزتم بالأمس ؟؟ ..هل المتاجرة بكرامة وكبرياء كل يمني حينما تقفون شهريا على أبواب العمالة والارتزاق؟ أين انتم من وحدة وطن وبناء مدرسة او تأمين طريق وحماية مؤسسة أو مصنع؟؟، أين انتم من إصلاح ذات البين أين انتم من أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر؟؟، أين انتم من تسامح الإنسان اليمني أين انتم من مصلحة وطن وشعب؟؟».

ودعا دويد الشباب الحر الذين يتطلعون ليمن جديد في جمعة 22 مايو ان يحافظوا على طهارة أفكارهم وطموحاتهم ومطالبهم.. محذرا إياهم ممن سلبوا بالأمس جميل كبريائنا وقلعوا الشجرة قبل الثمرة ويريدونه اليوم كذلك.

وقال «كونوا مع الوحدة بروح الوحدة كونوا مع الديمقراطية ومع أدواتها كونوا مع البناء والتغيير بأدوات البناء والتغيير».