مخطط الفتنة..!!
الخميس, 12-مايو-2011
أفتتاحية صحيفة الثورة -
لم يكن مفاجئاً ما جرى يوم أمس من محاولة لاقتحام مبنى مجلس الوزراء، وغيره من المنشآت الحكومية من قبل بعض المجاميع التخريبية التابعة لأحزاب اللقاء المشترك، لأن سيناريو هذا التصعيد بدأت تفاصيله بالظهور قبل يومين في تعز والحديدة اللتين تعرضت العديد من المنشآت فيهما لاعتداءات سافرة وتخريب متعمد نفذتها عناصر تابعة لهذه الأحزاب، في إطار مخطط أعدَّ سلفاً، هدفه الانزلاق باليمن إلى أتون الفوضى إن لم يكن إلى حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس.
إلاّ أنّ الجديد يوم أمس هو انكشاف تفاصيل هذا المخطط وأطرافه والداعين له، والواقفين وراءه، والراسمين لأجندته والمعدين لتفاصيل أعماله التخريبية بكل وضوح، حيث شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن تتعرى أطراف هذا المخطط أمام شعبنا، وتتساقط الأقنعة وأوراق التوت التي ظلت تتخفى وتحتمي بها تلك الأطراف طوال الأشهر الماضية، ليتأكد الجميع داخل هذا الوطن وخارجه أن الشباب الذين تم الدفع بهم إلى ساحات الاعتصامات ليسوا سوى أدوات بريئة تستخدم من قبل جلاوزة هذا المخطط، لخدمة غايات غير نبيلة وغير وطنية، بدليل أنهم يُدْفَعُون دَفْعاً إلى مُمَارسات يُجَرِّمُها الدستور والقانون وترفضها أخلاقيات المجتمع، فيما المحرضون لهم على القيام بمثل تلك الممارسات الطائشة والمتهورة التي تقودهم إلى محرقة الهلاك والضياع، يتمتعون بغدق العيش وملذات الدنيا في قصورهم وفللهم الفارهة، ولا شيء يربطهم بهؤلاء الشباب سوى تلك التصريحات التي يلمعون بها أنفسهم في بعض الفضائيات، ويتاجرون ويحصلون على ملايين الدولارات من جهات خارجية باسم أولئك الشباب المغلوبين على أمرهم.
وبدخول هذا المخطط منعطفه الأخطر فقد تعددت المفاجآت وأزيل الغبار عن الكثير من المواقف. وكم كان مثيراً يوم أمس أن تعلن فضائية "الجزيرة" بقناتيها في خبر عاجل عن احتلال ما أسمته بالمسيرة المليونية لمبنى مجلس الوزراء وأن تورد تفاصيل عن معارك جرت بين حراس المبنى ومن أسمتهم بالثوار، وأن هذه المواجهات قد أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين السلميين، لتثبت الجزيرة من خلال تلك التفاصيل أنها تتحدث عن سيناريو تمتلك نسخة منه ولم تتوقع – ربما- أن تحبط محاولة اقتحام مبنى مجلس الوزراء، على بعد مسافة من هذا المبنى الذي لم تصل إليه تلك المجاميع التابعة لأحزاب اللقاء المشترك والتي واجهت مقاومة من المواطنين الذين أرغموها على العودة من حيث أتت.
ولم ينته أمر الجزيرة عند هذه الفضيحة، بل أنها منيت بفضيحة مجلجلة أخرى، حينما اتصلت بأحد الإعلاميين البارزين باعتباره أحد الشباب المعتصمين أمام جامعة صنعاء وذهبت إلى تلقينه ما يقول عن الزحف إلى مجلس الوزراء.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لمصلحة مَنْ قيام أحزاب اللقاء المشترك بتنفيذ هذا المخطط الذي يجر الوطن صوب الفتنة والفوضى والتوتر ؟.. ولمصلحة من تَصَدّرَ حزب الإخوان المسلمين "الإصلاح" لأعمال التحريض على العنف وتجريد الاعتصامات من سلميتها، وتحويلها إلى فعل تخريبي يستهدف الإضرار بالمصالح العليا للوطن والشعب؟.
وما علاقة قناة الجزيرة التي بدت يوم أمس وكأنها الموجه السياسي والإعلامي أو غرفة العمليات لتنفيذ هذا المخطط؟.
وما الرابط بين من يدعمون هذه القناة، وأحزاب اللقاء المشترك وبالذات حزب الإخوان المسلمين "الإصلاح"..؟.
وهل ما يجري في اليمن بالفعل يتصل بأجندات مشبوهة لأطراف إقليمية تسعى إلى تصفية حساباتها مع أطراف أخرى على الساحة اليمنية..؟.
ومَنْ المستفيد من تأجيج الأزمة في اليمن واستدراج هذا البلد إلى منزلقات خطيرة تغذي في داخله الفوضى والفتن؟.
ومهما تعددت جبهات الاستهداف فإن أحزاب اللقاء المشترك ستتحمل المسؤولية كاملة عن انحراف الاعتصامات السلمية إلى أعمال عنف، وما يترتب على ذلك من أضرار على النسيج الاجتماعي والوطني والسلم الأهلي ومقدرات البلاد، وما قد ينتج عن ذلك من إراقة لدماء المواطنين.
وعلى هذه الأحزاب أن تتدارك أمرها قبل فوات الأوان.