التعامل العلني مع الخوف من الإسلام
الاثنين, 13-أكتوبر-2008
بروفيسور هاينر بيلفلد - تظهر استطلاعات رأي من ألمانيا وجود تحفظ شديد تجاه الإسلام يسود غالبية السكان‏.‏ وكما يبدو ازدادت وتيرته في السنوات الأخيرة بشكل واضح‏.‏ ويبدو أن كثيرا من الناس يقرن الإسلام بالأصولية والميل إلي استخدام العنف واضطهاد المرأة‏.‏ في نفس الوقت نجد أناسا كثيرين من خلفية أسرية إسلامية‏-‏ وبغض النظر‏,‏ عن التزامهم الديني أو عدمه‏-‏ يشكون من التمييز والإقصاء الناجمين بشكل عام عن الصورة السلبية للإسلام‏..‏ وتمثل نتائج استطلاعات الرأي هذه في حقيقتها تحديا كبيرا أمام سياسة الاندماج‏.‏

إن فهم أي مجتمع لذاته ينعكس بشكل عام في مسلماته وبكيفية تعامله مع الأقليات‏,‏ وفي هذه الحالة مع الأقليات المسلمة‏,‏ مما يضع وعي التنوير هنا علي المحك أيضا‏.‏ إذ أن المسألة تتعلق بالعمل علي إبراز ثقافة الحوار المستهدي بالحرية وحقوق الإنسان وقطع الطريق عن تلك التصورات التي يتحجر فيها ادعاء التنوير ويتحول إلي الإقصاء ونوع من الاستقطاب الثقافي التصارعي‏.‏

أولا‏:‏ انتشار الارتياب من الاسلام‏:‏

بناء علي نتائج استطلاع للرأي قام به معهد النزباخ‏Allensbach‏ والذي نشر في مايو‏2006‏ أيد‏83%‏ ممن أدلوا بآرائهم بأن الإسلام متعصب‏,‏ وينظر‏62%‏ إليه علي أنه ماضوي‏,‏ ويراه‏71%‏ غير متسامح‏,‏ بينما يعتبره‏60%‏ غير ديمقراطي‏.‏ حتي أن‏91%‏ من المستطلعين أفادوا بأنهم لدي سماعهم لكلمة إسلام يذهب تفكيرهم تلقائيا نحو اضطهاد المرأة‏.‏ كنتيجة لاستطلاعهما سجل الباحثان إليزابيث نوله‏ElisabethNoelle‏ وتوماس بيترسين‏ThomasPetersen‏ استنتاجهما‏'‏ كانت نظرة الألمان الي الإسلام سلبية في السنوات الماضية ولكنها بالتأكيد ازدادت في الوقت الراهن وصارت أكثر سوءا‏'(1).‏

وبينت الدراسة عن المجموعات المستهدفة بالعداء التي أعدها معهد الدراسات المتداخلة لدراسة النزاع والعنف التابع لجامعة بيلفلد‏,‏ والتي قام بها علي مدي زمني طويل‏,‏ أن قرابة ثلاثة أرباع الأشخاص الذين شملهم البحث الذي أجري في يونيو‏2005‏ عبروا عن رأيهم برفض الثقافة الإسلامية‏,‏ أو بقولهم إنها لا تنسجم مع‏'‏ ثقافتنا الغربية‏'(2).‏ وهذا الموقف المتشدد ليس ظاهرة ألمانية خاصة‏.‏ فالرهاب من الإسلام‏Islamophobie‏ يسجل وفقا لتقرير نشره في نهاية عام‏2006‏ المركز الأوروبي لرصد التمييز العنصري ورهاب الغريب‏EuropeanMonitoringCentreonRacismandXenophobia(EUMC),‏ تصاعدا في جميع بلدان الاتحاد الأوروبي‏(3).‏

هناك أسباب مركبة ومعقدة تقف خلف تصاعد التحفظ ضد المسلمين في السنوات الأخيرة‏:‏ فعلي نطاق محلي تتشابك مشكلة بناء المساجد مع مشاعر الخوف من الدخيل الغريب‏,‏ والتي غالبا ما تكون نتيجة للتحريض والاستغلال السياسي‏,‏ وفي المناطق والأحياء المنهارة التي تعاني من ضغط اجتماعي بخاصة‏.‏ إن مشاكل الاندماج داخل المدارس وفي الأحياء ومع الجيران وفي العمل تفاقم من أسباب التحفظ الراهن إزاء الأشخاص من أصول مهاجرة‏.‏ وساهم الجدل الحاد الذي تناول موضوع الحجاب في إطلاق هذه المخاوف إلي العلن‏,‏ بأن كل العمل الدؤوب الذي أنجز في موضوع الحريات وأوصل إلي حرية المرأة والمكاسب مثل المساواة في الحقوق بين الجنسين‏,‏ يتناقض مع التركيبة العشائرية المتسلطة المدعومة من الدين‏,‏ والتي تعاني منها الفتيات والنساء علي وجه خاص‏.‏ وزادت عملية قتل الشابة البرلينية خاتون سيريجي‏HatunSrc‏ في فبراير من عام‏2005‏ من حدة الجدل العلني حيال الزواج القسري والعنف باسم‏'‏ الشرف‏'‏ في ألمانيا‏,‏ مما أعطي وقودا لمزيد من الخشية‏.‏ وساهمت الصور المنشورة في التلفاز عن التظاهرات الاحتجاجية الغاضبة‏,‏ والتي تبدو مدبرة‏,‏ في العالم الإسلامي علي رسوم النبي محمد الكاريكاتورية في إيقاظ هذه المخاوف‏,‏ من أن الحضور الفاعل للإسلام سوف يقوض الثقافة الليبرالية للمجتمعات الغربية‏-‏ هذه المخاوف وجدها البعض أيضا مناسبة لنشر الكاريكاتير مرارا كحالة اختبار ليصيغ من خلالها الإصرار علي المبادئ الليبرالية‏.‏ في المقابل هناك تقارير تتحدث عن خطب في بعض الجوامع تحث علي عداء الغرب ومعاداة السامية‏.‏ ومع احتدام الجدل حول الإسلام منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر‏2001‏ صار الخوف من عمليات إرهابية سائدا في كل مكان‏.‏ وبناء علي استطلاع النزباخ‏Allensbach‏ صوت‏42%‏ من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع علي سؤال‏:'‏ نعم‏,‏ أري أن عدد المسلمين الذين يعيشون عندنا في ألمانيا كبير جدا‏.‏ وفي بعض الأحيان أشعر بخوف مباشر‏,‏ وأتساءل إن كان بينهم كثيرون من الإرهابيين‏'(4).‏

الريبة إزاء الإسلام موجودة بوجه عام في كل التيارات السياسية وبين مختلف أوساط المجتمع‏.‏ وهذا يعود إلي كثرة الأسباب واختلاف الدوافع التي تقف خلف الأحكام المسبقة علي الإسلام‏,‏ منها مخاوف المحافظين علي تطور الهوية الثقافية لهذا المجتمع‏,‏ أو انتشار دائرة الرعب فيما يتعلق بالأمن الداخلي‏,‏ ويصل حتي القلق من فقدان الحفاظ علي ما أنجز من مكاسب علي صعيد الحريات‏.‏ في حين تذكر بعض التصريحات المنتقدة الإسلام ارتباطها بالأنموذج الذي كان سائدا في الماضي الذي يضع حدودا ما بين الغرب المسيحي في مواجهة الشرق‏(5),‏ يري آخرون في الإسلام تهديدا لقيم التنوير الحديثة والليبرالية‏(6).‏

في كلتا الحالتين تجد الإسلام بصيغة‏'‏ الآخر‏':‏ فهو إما دين غريب آت من الشرق‏,‏ أو أنه نمط حياة متخلفة قائمة علي الاستبداد‏.‏ أما في أوساط اليمين المحافظ عموما فيرتبط الخوف من الاسلام مع سيناريو الأزمة الديموغرافية‏,‏ بإشارتهم إلي اختلاف معدلات الولادة بين المسلمين وغير المسلمين مع تشخيصهم وجود‏'‏ تسلل الأسلمة‏'‏ إلي داخل المجتمع‏(7).‏ وتخفي بعض التصريحات الرافضة للمسلمين أيضا مواقف يسارية رافضة ناقدة للدين‏,‏ التي قد تحتوي علي بعض من جذور الإيديولوجية الماركسية‏,‏ حيث يشكل الإسلام لديها أنموذجا للعنف الديني أكثر من المسيحية بكثير‏(8).‏

ترتفع كذلك وتيرة التصريحات الرسمية للكنائس المسيحية عما كنا نشهده في السابق بأخذها مواقف ناقدة للإسلام‏.‏ أما الكتيب الذي نشر في نوفمبر عام‏2006‏ بعنوان‏'‏ الشفافية وحسن الجوار‏'KlarheitundguteNachbarschaft‏ الصادر عن مجلس الكنيسة الإنجيلية حول الحوار الإسلامي المسيحي في ألمانيا فقد تضمن مواقف تختلف في جوهرها عن المواقف السابقة لمجلس الكنيسة الإنجيلية المعروفة من هذا الموضوع بمحافظتها علي مسافة وباستعمالها لغة محايدة‏(9).‏ وكان رد فعل الروابط الإسلامية علي محتويات الكتيب مليئا بالاستياء ومشاعر المرارة‏.‏ أما الكنيسة الكاثوليكية فيغلب التحفظ علي خطابها الراهن‏(10).‏

إن اللافت للنظر هو أن أصحاب الدوافع المختلفة للمواقف المتحفظة حيال الإسلام غالبا ما يتفقون مع بعضهم بعضا‏,‏ إما بالقفز علي مواقفهم السابقة أو بتغيير مواقعهم السياسية وعبر حملات وتحالفات غير مألوفة‏.‏ فمعروف مثلا ما قامت به وزارة الداخلية في بادن فورتنبيرغ

‏Baden-WrttembergischesInnenministerium‏ في بداية عام‏2006‏ حينما وضعت قواعد جديدة لدوائر التجنيس لديها‏,‏ ومن بينها ما يطالب الكل‏,‏ والمقصود بها المسلمون في الواقع‏,‏ بالموافقة علي عيش المثليين مع بعضهم كأحد شروط التجنيس‏(11).‏ والغريب أن هذا الشرط يأتي من وزارة يقودها المحافظون الذين لم يكونوا في مجتمع الاغلبية علي استعداد لتقبل المساواة بحقوق المثليين عموما‏.‏ ومع ذلك يجعلونها كنقطة أساسية لاستيفاء شروط الحصول علي الجنسية‏.‏ وقد بينوا بذلك رغبتهم في وضع حدود أمام المسلمين الراغبين في التجنس‏,‏ زيادة علي إقامة عراقيل شديدة أمامهم‏.‏ ومن جانب آخر تعكس المواقف من الإسلام التي يتخذها بعض كتاب وكاتبات اليسار تعبيرات‏'‏ غريبة‏'‏ نادرة وغير معتادة‏.‏ ومثال ذلك ما صرح به المؤرخ الاجتماعي اليساري الليبرالي المعروف هانس أولريش فيلر‏Hans-UlrichWehler‏ في مقابلة صحافية معتمدا فيها علي مقولة صامويل هانتينغتون عن‏'‏ صراع الحضارات‏'‏ إذ ادعي‏'..‏ استحالة اندماج المسلمين مع التشريعات الحرة‏,‏ لأنهم يمثلون التوحيد المكافح أو‏'‏ المجاهد بالأحري‏'‏ الذي لا يستطيع التنكر لأصله الضارب في عالم القبائل العربية البدوية المتحاربة‏'(12).‏

إن عدم وضوح الحدود الفاصلة بين الدوافع المختلفة للمواقف المتشككة حيال الإسلام هو ما يفسر بعض المظاهر مثل صعود نجم السياسي الشعبوي الهولندي‏'‏ بيم فورتاين‏'PimFortuyn‏ وتجعله أمرا قائما‏,‏ وهو الذي قتل علي يد أحد متطرفي حماية الحيوان في مايو عام‏2002(13).‏ لقد عرف فورتاين كيف يستفيد من الاعتداد بالهوية الهولندية‏,‏ والتي تتغذي من الاعتزاز بالمكتسبات الليبرالية‏-‏ ومن ضمنها المساواة في الحقوق بين الجنسين والاعتراف بالأقليات الجنسية‏-‏ كوسيلة للوقوف في وجه المسلمين من المهاجرين والمهاجرات ومحاربتهم‏.‏ وهذا الربط ما بين الليبرالية ومعاداة الليبرالية قد مكنه من إعلاء صوت خطابه السياسي‏.‏ علي الرغم من عدم وجود سياسي شعبوي وكارزمي مثل‏'‏ بيم فورتاين‏'‏ عندنا في الوقت الحالي‏,‏ إلا أنه يوجد أيضا في ألمانيا ممثلون لأجندته السياسية ولأنموذجه الخطابي‏.‏ وهكذا ينزلق المجتمع المنفتح الليبرالي إلي النقيض الحاد المعادي لليبرالية ويضع حدودا في مواجهة الأشخاص من خلفية إسلامية‏(14).‏

ثانيا‏:‏ عناصر لحوار ثقافي تنويري‏:‏

ليس مفيدا ومن غير المعقول أو اللائق الحكم علي التصريحات المتحفظة أو الناقدة‏,‏ وكذلك المعبرة عن مخاوف تجاه الإسلام علي أنها عموما باطلة‏.‏ فلا بد من التعامل مع التحفظات والمخاوف القائمة بعناية فائقة للتمكن من كشف أسبابها الكامنة وتجاوز التصورات والتوضيحات النمطية‏,‏ والتصدي لما يراد من إساءات‏.‏ لذلك فإن الخط الأساسي لثقافة الحوار الليبرالي التنويري لا يمر كحد فاصل بين ما هي تصورات صديقة للإسلام وأخري أقل صداقة له ولأتباعه‏,‏ بل كحد فاصل بين ما هو دقيق وما هي كليشيهات مفتعلة‏.‏ وهذا المطلب لتحقيق الدقة في البحث يجب أن يقوم أخيرا علي الإنصاف‏,‏ وبصورة مخلصة مستقيمة‏,‏ وهما الأساس لبناء حوار ثقافي مستنير‏.‏ يجب التأكيد دائما علي هذه القناعة الأساسية نظرا لما يجري من مجادلات حامية وما ينتشر من إشاعات‏,‏ وما ينشر من تقارير صحفية سريعة علي حساب الدقة والأمانة المهنية‏.‏

عن ضرورة تحليل تعقيدات الأسباب الكامنة‏:‏

كون النقاش الحاصل حيال الاندماج في هذا البلد يتركز بشكل قوي علي الإسلام‏,‏ فهذا من ناحية أمر مفهوم‏,‏ بسبب ما شهده المجتمع الألماني خلال العقود القليلة من تحولات عميقة جاءت مع المهاجرين وصارت ظاهرة للعيان‏,‏ مثل ارتداء الحجاب أو بناء الجوامع والمآذن‏.‏ إلا أن التركيز في مناقشة مواضيع الاندماج وحصرها بالإسلام فقط‏,‏ يخفي في طياته خطر ترسيخ الأحكام المسبقة وبأن المشاكل المتنوعة للاندماج ومتطلباته لا بد وأنها تقع في المقام الأول علي عاتق‏(‏ الآخر‏)‏ الغريب دينا و ثقافة‏.‏ في نفس الوقت يتم إغفال دور العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية‏.‏

لا يمكن النظر إلي تمركز العائلات المهاجرة في أحياء معينة من برلين‏-‏ نويكولن‏Berlin-Neuklln‏ أو في دوزبورغ‏-‏ ماركسلو‏Duisburg-Marxloh‏ وإلي مشاكل الاندماج في تلك الأحياء ومدارسها علي أن هذه المشاكل نابعة من دين أو ثقافة‏(‏ الآخر المختلف‏)‏ أو بتفسيرها برغبة الآخر في الانغلاق الديني الثقافي وبناء مجتمع منعزل خاص به‏.‏ في أغلب الظن لهذا علاقة بإيجار العقارات في تلك المناطق السكنية‏.‏

فالمهاجرات والمهاجرون أولو الدخل المتدني في المتوسط يسكنون غالبا في المناطق التي يحصلون فيها علي بيوت رخيصة الأجرة‏,‏ بينما تغادر تلك العائلات ذات الدخل الأعلي‏(‏ بما فيها أولو الأصول المهاجرة‏)‏ للسكن في الأحياء الراقية الغالية للطبقة الوسطي والتي تتمكن من دفع تكاليفها‏(15).‏ وينسحب الأمر كذلك عند الحديث عن الخيار ما بين مدارس الأحياء المختلفة‏,‏ إذا يبقي عند المجموعات الراغبة في التعلم‏(‏ من بينها أيضا عائلات المهاجرين التي تتوخي مستوي تعلم عاليا لأبنائها‏),‏ القوة الفاعلة المحتملة في عملية التمايز الاجتماعي‏.‏ ويجب أن لا ننسي الانتقائية العالية لنظام التعليم في ألمانيا‏(16).‏

كل هذا معروف جيدا‏.‏ لكن هناك مع ذلك العديد من مواضيع الجدل التي تثير الانطباع وكأننا نواجه مع هذه الظواهر المذكورة بنتائج تهدف بالتحديد لاحتلال ديني ثقافي من أجل إقامة‏(‏ مجتمع إسلامي مواز‏)(17).‏ ويدعي‏'‏ جونتر لاخمان‏'GntherLachmann‏ أن‏'...‏ القادم إلي برلين من أي بلد مسلم يبحث عن أحياء معينة ليسكن ويعيش في موقع يجد فيه إخوته وأخواته المؤمنين‏'(18).‏ والمحصلة عند لاخمان هي‏:'..‏ أن الوطن عند المسلمين في ألمانيا هو الجيتو‏'(19).‏ إن قضايا التمايز الاجتماعي المعقدة تفسر ببساطة وكأنها احتلال ديني وثقافي للبلد‏.‏

مثال آخر‏:‏ تجمعات شعبية يقوم بها حشد من بعض السكان القدامي اعتراضا علي مشروع بناء جامع يعبر من خلالها وفي الوقت نفسه عن احتجاجات اجتماعية منتظمة‏(20).‏ إن المرارة التي تظهر في مثل هذه التجمعات تتجه بشكل نموذجي أيضا ضد السياسة الحكومية التي يشعر السكان بأنها قد تخلت عنهم منذ زمن طويل‏.‏ وعندما يقال أيضا بأن هناك مسجدا سيبني في الجوار يضيف هذا مزيدا من الحنق‏,‏ ويكون‏'‏ كنقطة الماء التي تجعل الإناء يفيض‏'(21).‏ وهذا الأمر هو ما نقرؤه كثيرا في رسائل القراء‏.‏ إن من يقدم مشاكل محلية تتعلق بمشروع بناء مسجد ويصورها علي أنها صراع ديني بين المسيحيين والمسلمين‏,‏ يبحث في الجانب الخاطئ‏.‏ وبتعبير مبالغ فيه‏:‏ إن الصراع ليس للدفاع عن صورة المسيحية عن الرب‏(‏ الثالوث‏)‏ ولا هو ضد الأنموذج الإسلامي موحد الله‏,‏ ولكنه ناجم بسبب محدودية مواقف السيارات أو بسبب المعايشة اليومية لأعمال الشغب والتخريب المتعمد في أحياء المدينة الفقيرة‏.‏ إن للنزاعات المذكورة في الوقت نفسه بعدا ثقافيا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معني‏,‏ نظرا لحق كل المعنيين بالعيش كمواطنين‏:‏ مما يعني الرغبة في اختيار العيش في المحيط التقليدي المألوف‏,‏ الأمر الذي يصطدم مع مطالب الروابط الإسلامية في بناء المساجد كخطوة رمزية ظاهرة لحق المواطنة لمهاجرين يقيمون منذ عشرات السنين في ألمانيا‏,‏ وبالتالي فإنه لا علاقة لهذا بتاتا بما يسمي صراع الحضارات ما بين المسيحية والإسلام‏.‏

ما يراد هنا قوله‏:‏ إن الأخذ بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية بعين الاعتبار لا يعني إغفال العوامل الثقافية والدينية عند التطرق لكل نواحي المعضلات‏.‏ فإن لها بالتأكيد تأثيرا لا يمكن إهماله‏,‏ وذلك علي سبيل المثال عندما يتعلق الأمر بتركيبة العائلة الأبوية كما نجدها عند بعض عائلات المهاجرين‏,‏ مما يوضح الرؤية الثقافية لديها في العلاقة ما بين الجنسين‏.‏ ويدعم الدين هذه الرؤية كما يعتقد بذلك أناس كثيرون‏.‏ إن لكل هذه الأشياء دورا مهما في النقاش الدائر حاليا بشأن موضوع الزواج القسري والعنف باسم‏'‏ الشرف‏'(22).‏ في هذا السياق يسارع كثيرون للإشارة إلي آيات قرآنية‏(23)‏ للبرهنة علي صحة مواقفهم‏.‏ لكن ذلك لا يكفي للتوضيح مطلقا ويؤدي في نهاية المطاف إلي الخطأ‏.‏ فالتصورات الثقافية عن أدوار الجنسين تتطور باستمرار بالارتباط مع العوامل الاجتماعية والسياسية أيضا‏.‏

وهكذا فإن العيش في مجتمع عصري ليبرالي بإمكانه أن يؤدي من جانب إلي انفتاح في التركيبة العائلية لدي المهاجرين والمهاجرات عندما يفسح المجال للفتيات والنساء لأخذ فرص التعليم المتاحة كمدخل للتحرر من نموذج الأدوار التقليدية المتوارثة‏.‏ ان فقدان الذكور مواقعهم في عصر التحديث يجعلهم يتشبثون بالتصورات الرجعية عن‏'‏ شرف الرجل‏'(24).‏ وهذه الظاهرة منتشرة كذلك عند بعض جماعات‏Hooligans,‏ مشاغبي الملاعب الألمان‏.‏ وهي لذلك لا تكون ظاهرة‏'‏ إسلامية‏'‏ خاصة‏.‏ وكما كتبت سايران أتيش‏SeyranAtes:'‏ الرجال يخسرون أدوارهم كمعيلين‏,‏ وعليهم أن يعترفوا بأن النساء أفضل وأكثر نجاحا بدءا من المدرسة‏.‏ وهكذا لا يبقي سوي العنف‏,‏ الموقع الأخير المتبقي لإبراز الرجولة‏'(25).‏ وعلي العموم لابد من القول‏:‏ يجب عدم عزل عوامل الثقافة والدين عند أي توصيف منطقي لإشكالية العائلات ذات التركيبة الأبوية المتسلطة‏,‏ لما لهذه العوامل من أهمية‏(26).‏ علاوة علي ذلك‏,‏ يجب عدم إغفال العوامل الاجتماعية مما يوجب أخذها بعين الاعتبار وهي التي تساعد علي استمرار التصورات الثقافية الرجعية عن العلاقة بين الجنسين في التعاطي بين البشر والتي تحافظ علي وزنها في الممارسة العملية‏,‏ أو أنها في ظروف معينة تكتسب انتشارا جديدا‏.‏

هذا ما ينطبق أيضا علي دراسة وتحليل الإرهاب الإسلاموي و دائرة مؤيديه‏.‏ وواضح هنا بجلاء أن لنماذج التبرير الدينية دورا كبيرا في ذلك‏.‏ ويدخل في الحساب الحط من قيمة‏'‏ الكافرين‏'‏ في الأدبيات الإسلاموية‏.‏ كما يدخل فيه التصور العسكري للجهاد وتبجيل‏'‏ الاستشهاد‏'‏ وتزيينه وملؤه بخيالات وتصورات ذكورية‏,‏ لما ينتظر الشهيد في الجنة‏.‏ وكل هذه الأشياء تجد نقاط ارتكاز لها من القرآن والسنة يستند إليها كوصفة لزيادة تطرف الحركات الجهادية‏(27).‏ إن أي توصيف منطقي للإرهاب الإسلاموي وما يحيط به لا يمكن حصره في فقرات معينة مأخوذة من مصادر الإسلام‏.‏ فلكي تكتمل الصورة لا بد من أخذ العوامل السياسية والاجتماعية في البلدان ذات الطابع الإسلامي بعين الاعتبار‏.‏ ومن هذه العوامل‏:‏ الخيبة التي نشأت بعد فشل سياسات التنمية الاقتصادية‏,‏ والانطباع بأن الدول الغربية تنتهج سياسة مزدوجة المعايير في الشرق الأوسط وكذلك انعدام الآمال لدي عدد كبير من الشباب‏,‏ إضافة إلي شعورهم باحتقار ثقافتهم من غرب مفرط القوة تتعارض هيمنته مع إيمانهم بالتفوق عليه أخلاقيا ودينيا بالمقابل‏(28).‏ وتساهم الإنترنت في بث دعاية إسلاموية معادية للغرب وللسامية بين المسلمين‏,‏ وتجد لها انتشارا بين مسلمي الشتات في أوروبا أيضا‏(29).‏

ثالثا‏:‏ تجاوز النظرة التعميمية إلي الإسلام‏:‏

إن من الخطأ الادعاء في النقاش المعلن بعدم وجود استعداد للنظر إلي الإسلام بحيادية‏.‏ فالأمر هو علي العكس من ذلك‏.‏ فقد كان هذا بالفعل ما لوحظ بعد الأحداث الإرهابية في سبتمبر‏2001.‏ لأن السياسيات والسياسيين الذين أدلوا برأيهم تعليقا علي الأحداث عبروا علي الدوام عن ضرورة التفريق بين الإسلام والإسلاموية والإرهاب‏.‏ ونذكر مثالا علي ذلك كريستوفر ألن‏ChristopherAllen‏ و يورجن نيلسن‏JorgenNielsen‏ في تقريرهما الذي نشر في بدايات عام‏2002‏ عن المركز الأوروبي لرصد التمييز العنصري ورهاب الغريب‏(EUMC),‏ الذي أدان علي كل الصعد سياسة جرائم القتل الجماعي الإرهابية في كل أوروبا رابطا ذلك بتوجيه نداء للتضامن مع الأقلية المسلمة التي تعيش في أوروبا‏(30)‏ وبوجوب عدم ربط الغالبية العظمي من المسلمين بالتطرف الديني أو بالإرهاب‏.‏ ومن وقتها أصبحت هذه المقولة جزءا من الخطاب السياسي الإعلامي في ألمانيا‏.‏

تظهر نتائج الاستطلاع الذي قام به معهد ألنز باخ‏Allensbach‏ الذي سبق ذكره‏,‏ بأنه في أوساط الناس أيضا يسود من حيث المبدأ استعداد للتفريق في الرؤية‏.‏ وردا علي سؤال‏'‏ هل تعتبرون أن الإسلام عموما مصدر للتهديد‏,‏ أو بأن هناك مجموعات معينة من أتباع هذا الدين‏,‏ هم مصدر للتهديد‏'‏ أجاب ثلثا المستجوبين بأن الخطر يأتي من المجموعات المتطرفة فقط‏.‏ مع ذلك فقد لخص نوله‏Noelle‏ وبيترسن‏Petersen‏ محصلة استطلاعهما بقولهما‏:'‏ المشاعر الأساسية هي شيء آخر‏'‏ وتوصلا إلي الاستنتاج المشكوك فيه‏,‏ بأن‏'..‏ صراع الحضارات قد بدأ في عقول الناس‏'(31).‏ عند متابعة النقاش الإعلامي بشأن الإسلام يخرج المرء حقا بانطباع أن التمييز يحصل في الغالب بين المفاهيم مثل الإسلام‏,‏ والإسلاموية والإرهاب‏.‏ لكن ذلك غالبا ما يبقي بلا تبعات‏.‏ وتظهر كذلك‏-‏ علي ما يبدو بنفس السوية‏-‏ نتائج استطلاع ألنز باخ‏Allensbach‏ تناقضا ما بين النتيجة المعروفة والمقبولة بالتفريق من الناحية النظرية‏,‏ وبين استعمال مثل هذا التمييز عمليا في الموقف العام إزاء الإسلام‏.‏ وهي في كثير منها إما مزدوجة المعني أو تصل إلي حد السلبية‏.‏ وقد تكون الخلفية لهذا ظاهرة التسلط الديني‏,‏ أو ظاهرة العنف الديني بدوافع إرهابية‏.‏ وينظر إليها علي أنها سمة ترتبط بالإسلام وتظهر‏'‏ جوهره الحقيقي‏'(32).‏ إلا أن الحقيقة التي لا يجادل فيها هي أن غالبية المسلمين لا تقبل واقعيا الزواج بالإكراه‏,‏ وتبتعد عن الناشطين الإسلامويين أولي النزعات الإرهابية‏.‏ ومع أن هذه الحقائق لا خلاف عليها‏,‏ إلا أن مثل هذه الرؤية لا قيمة جوهرية لها‏.‏ إن الأنماط المختلفة لعيش المسلمين والمسلمات‏,‏ بدءا بالمعتقدات ومرورا بالتقاليد والعادات الشعبية ووصولا إلي المشاريع الليبرالية الواضحة‏,‏ وكذلك دعاة الإصلاح الديني الإسلامي المدافعين عن حقوق النساء أيضا‏,‏ كل هذا يبقي في ظل ما يدعي بالإسلام‏'‏ الفعلي‏'‏ والذي لا يزال يقرن بالتعصب والتسلط والعدوانية‏(33).‏

وبما أن الإسلام نفسه يقرن في كثير من الأحيان في وسائل الإعلام بمواقف ضد الليبرالية وتطبيقاتها العملية‏,‏ يصبح علي الليبراليين المسلمات والمسلمين هنا أن يواجهوا دائما‏,(‏ بكل ما تعنيه الكلمة من معني‏)‏ عدم الاعتراف بليبراليتهم أو التشكيك بمصداقية هويتهم الإسلامية‏.‏ في الحالة الأولي تبدو مواقفهم الليبرالية وطريقة حياتهم مشكوكا فيها أو معرضة للخطر ضمنا‏,‏ كأنها تهديد لهم ولتربيتهم الدينية‏,‏ وبما يعني علي الدوام الارتداد إلي السلوك والفكر المتسلط‏.‏ وسيتوجب عليهم في الحالة الثانية تقبل الاتهام بأنهم أيضا ليسوا مسلمين‏'‏ حقيقيين‏'.‏

أن وصفا كهذا يأتي في بعض المناسبات كنوع من المجاملة أيضا‏,‏ ويقترب بطريقة هزلية من الاتهامات التي يواجهها المسلمون والمسلمات الليبراليون من الأوساط التقليدية والأصولية في بيئتهم‏.‏ وبكلمة أخري‏:‏ الليبراليون المسلمون‏,‏ وكذلك من يعرفون بالمحافظين المعتدلين‏,‏ يحسبون مقدما إما في صف إسلام‏'‏ فعلي‏'‏ معبأ عسكريا‏,‏ أو يعتبرون غرباء عن الإسلام‏.‏

ومع أن رؤية كهذه لا تنكر وجود إسلام ليبرالي كحقيقة‏,‏ إلا أنها تدرج علي لائحة غريبة من الشك والارتياب‏.‏ يعيش في ألمانيا والدول الأوروبية الأخري عدد كبير ممن يعتبرون أنفسهم مسلمين‏,‏ ويقفون في نفس الوقت مع مبادئ الحرية والدستور‏,‏ ويعتبرون وقوفهم هذا أمرا طبيعيا مفروغا منه‏,‏ وكذلك كأنموذج عملي للممارسة أيضا‏.‏ ومع ذلك فإن الاعتقاد العام السائد بأن الإسلام معاد لليبرالية يعتم علي هذه الحقيقة ويمنع ظهورها‏.‏ إن معني هذا المفهوم‏'‏ البديهي‏'‏ للتعامل مع الإسلام ينشأ عنه معوق أساسي لإيجاد انطباعات محايدة عن الإسلام والمسلمين‏.‏ وهذا ما يجعل التعامل مع كل حالة علي حدة‏,‏ في حال اتباعه كمنهج‏,‏ يبقي في الغالب مجردا وبلا نتائج لاحقة‏,‏ كما لو كانت هذه بلا معني‏(34).‏ من جانب آخر يكمن الخطر‏,‏ من أن الأشخاص‏-‏ مسلمين وغير مسلمين‏-‏ الذين عملوا سنوات طويلة في سبيل النظر إلي الإسلام بطريقة محايدة‏,‏ يتوقفون مع مرور الوقت ويستسلمون لشعورهم بأنهم لم ولن يحققوا شيئا‏.‏ اليأس والإحباط هو ما ينجم عن ذلك ويكون غالبا مصحوبا بالمرارة‏.‏

إن حياة المسلمين في ألمانيا أيضا لا تتحرك بالطبع ما بين قطبي الليبرالية والاصولية‏.‏ فهنا توجد‏-‏ وبشكل أساسي لا يختلف عن واقع أغلبية الناس هنا‏-‏ حالة من التنوع في أنماط الحياة والمواقف في السياسة والمجتمع والدين‏(35).‏ فإلي جانب المسلمين الملتزمين هناك غير المتدينين من خلفية إسلامية‏,‏ أو من تعتمد ممارستهم الدينية ومشاركتهم في الأعياد الدينية علي ظروفهم الحياتية‏,‏ وممارستهم هذه تهدف إلي تقوية اللحمة العائلية‏.‏ أخيرا وليس آخرا‏:‏ قد يتأرجح هذا المعيار‏-‏قل أو كثر‏-‏ بعامل السن‏.‏

وتجد بين المؤمنين الظرفاء وغير الظرفاء‏,‏ الليبراليين والمحافظين‏,‏ المنفتحين والمتعنتين‏.‏ وهناك أيضا أيديولجيون وبراجماتيون محبون للناس وآخرون معادون للناس‏.‏ وينسحب هذا أيضا علي غير المتدينين أو متديني المناسبات‏.‏ وتشمل أشكال ممارسة الشعائر الدينية من التشدد في تفسير الأحكام الدينية إلي ترتيب عالم الحياة‏(‏ دنيا العيش‏)‏ العملية بكل أشكالها حتي رحابة الصدر الصوفية‏.‏ ويلاحظ بشكل مستجد ازدياد تأثير موسيقي‏(‏ بوب‏-‏ إسلام‏)‏ بين الشباب المسلم الذي يقدم لنمط حياة إسلامية ملونة محافظة يمكن للحجاب أن يكون جزءا منها‏,‏ إنما ليس حكما‏,‏ ورابطا إياها ببديهية الاندماج في المجتمع الغربي‏(36).‏

بينما يحدد بعض المسلمين لأنفسهم علاقة وثيقة تربط ما بين القناعة الدينية والتوجه السياسي‏,‏ لا يظهر عند غالبية المسلمين ارتباط قوي للعلاقة بين الدين والسياسة‏.‏ فالبعض يعطي أهمية لفصل الاتجاهين عن بعضهما بشكل خاص‏.‏ كما يوجد اختلاف كبير في المواقف من الشريعة الإسلامية‏(37)‏ ومضمون أحكامها والتطبيقات العملية الميدانية للعيش في مجتمع علماني القوانين أيضا‏(38).‏ التصورات الإسلاموية الخيالية لإقامة دولة الشريعة في ألمانيا في المستقبل بعيدة عن اعتقاد السواد الأعظم من المسلمين القاطنين فيها‏.‏ وإلي جانب المواقف الشخصية المختلفة من الدين والسياسة والمجتمع‏,‏ تفيض عن هذا في النهاية فوارق المذاهب الدينية‏'‏ التقليدية‏'‏ بين السنة والشيعة والعلوية أيضا‏-‏ علما أن العلويين‏,‏ سواء أكانوا في تركيا أم في ألمانيا‏,‏ راحوا اعتبارا من بداية التسعينيات يبتعدون بشكل حاد عن غالبية المسلمين السنة‏(39).‏

إن التنوع في الرؤي والمواقف الجوهرية وأنماط العيش ينسحب أيضا علي الجوانب التي جري الحديث عن نماذج عنها مسبقا‏.‏ ولنأخذ مثالا علاقات العائلة الأبوية‏.‏ في الوقت الذي يأخذ بعض المسلمين التصورات الموروثة عن الجنسين والشرف علي أنها مكون أساسي لعالم حياة تقليدية دينية‏-‏ ثقافية‏(40),‏ يعلق آخرون أهمية علي التمييز الواضح ما بين الإسلام والتقاليد الأبوية‏.‏ كما أن المسلمات والمسلمين الليبراليين يجهدون أنفسهم بعض الشيء أيضا في التوصل إلي قراءة جديدة للقرآن يدعمون بها مطالبهم بالحصول علي مساواة حقوقية للجنسين‏,‏ وليستندوا علي الدين لإلغاء شرعية ما يمارس بشكل عملي من عنف داخل الأسرة أو الزواج بالإكراه‏(41).‏ وثمة أناس آخرون أولو خلفية إسلامية يحتمل أن تكون غالبيتهم علي عكس ذلك‏:‏ لا يظهرون اهتماما بالجدل الأساسي في الدين أو السياسة‏,‏ بل يفضلون أن يروا طريقهم‏,‏ ويتعاملوا بذرائعية مع التعاليم التقليدية‏(‏ دينية ثقافية‏)‏ الموجودة في محيطهم العائلي‏,‏ أو أن يرفضوها في قرارة نفوسهم‏.‏ ويذهب بعضهم في عكس هذا الطريق ويتخذون قرارهم‏-‏ معرضين أنفسهم إلي معارضة لا حدود لها‏-‏ في سبيل قطيعة واضحة مع الدين الموروث‏.‏ إذا لا بد للمرء من أن يستخلص من هذا أن الغالبية العظمي من المسلمين القاطنين في ألمانيا ترفض كليا أمر الزواج بالإكراه وانتهاكات أخري باسم الشرف‏.‏ وينسحب هذا علي الموقف من الإرهاب العالمي للإسلامويين أيضا‏.‏ كما أن رسائل التهديد التي ينشرها الإرهابيون عبر وسائل الإعلام‏,‏ وصور الأسري المهانين والخائفين الذين يفرض عليهم التوسل أمام عدسات الكاميرا من أجل إبقائهم علي قيد الحياة‏,‏ تثير في أوساط السكان المسلمين مشاعر القرف والغضب أيضا‏,‏ مثلما يحصل لدي غير المسلمين تماما‏.‏ وقد أدانت الروابط الإسلامية في ألمانيا مرارا عبر الإعلام أعمال العنف ذات الدوافع الدينية الإرهابية‏(42).‏

ترد علي الدوام تقارير مربكة تتحدث عن رواج وازدياد عدد زوار صفحات إلكترونية إسلاموية تعرض مشاهد قطع الرؤوس وأعمال عنف أخري‏.‏ هذه المشاهد المحتقرة للإنسان‏,‏ والتي يعملون علي نشرها‏,‏ ليست بأي حال ظاهرة‏'‏ إسلامية‏'.‏ لكنها تعبير عن همجية طالت أفعالها في نفس الوقت أجزاء كبيرة من المجتمع‏.‏ وبينما ينشط بعض المسلمين ويناضلون ضد إعطاء الشرعية الدينية لأعمال العنف هذه‏,‏ يبقي بعضهم مكتفيا بالدفاع العاطفي‏.‏ كما أن البعض يتفاعل غاضبا علي المهانة أيضا‏,‏ ولمجرد كونهم مسلمين أو لأنهم يحملون أسماء لها وقع اسلامي يطلب منهم دوما إدانة العمليات الانتحارية في العراق أو أفغانستان‏,‏ وهي عندهم لا تدخل في حيز اهتمامهم تماما‏,‏ مثل اهتمام ألماني كاثوليكي أو بروتستانتي متوسط بشأن أزمة إيرلندا الشمالية‏(43).‏

صورة الإسلام في ألمانيا متنوعة‏,‏ وتياراته مختلفة‏,‏ وكذا التنوع في المواقف وأنماط حياة المسلمين القاطنين فيها‏,‏ وكذا‏,‏ وقبل كل شيء‏,‏ عن الحضور الإسلامي غير المحوط بالمشاكل في هذا المجتمع في معظم الحالات اليومية إنها كلها تفتح الأعين علي قناعة عادية‏,‏ لكنها تمثل في نفس الوقت الشرط الأساسي لكل أشكال التنوير‏:‏ القناعة التي تري الناس كعناصر نشطة‏,‏ وفيما يخص مواقفهم وممارساتهم الدينية أيضا‏.‏ فالناس ليسوا فقط‏'‏ أتباع‏'‏ دين سمتهم الانقياد‏,‏ بل يتغيرون ويتطورون في شخصيتهم الدينية وهوياتهم‏,‏ سواء أكان هذا عبر صراع واع‏,‏ أو‏-‏ وهذا كثير الحصول‏-‏ عبر ما يتعلمونه من تجارب الحياة اليومية‏.‏

إن تغيير المسلمات الدينية ليس دوما بالأمر السهل‏,‏ وغالبا ما يصطدم بعقبات ومقاومة‏.‏ فالرجال والنساء بخاصة‏,‏ ممن يرغبون في الخروج عن السياق الاسلامي التقليدي‏(44)‏ أو في فتح الطريق لدعم وتثبيت مفاهيم تحررية في الإسلام‏,‏ غالبا ما يتحدثون عن تعرضهم لإرهاب نفسي شديد ومضايقات في أماكن عملهم‏(45).‏ فالمسلمون والمسلمات الذين يناضلون داخل مجتمعاتهم من أجل المزيد من المساواة بين الجنسين وحرية تقرير مصير الفرد‏,‏ مهددون إلي جانب ذلك بقيام مجتمع الأغلبية بنزع هويتهم الإسلامية عنهم أيضا‏,‏ لأنهم لا يقدمون الصورة النمطية التي تتناسب مع الإسلام‏.‏ وهذا ما يشكل في هذا السياق أمرا غير عادل وغير موضوعي‏(46).‏ وعلي العكس من ذلك فإن كل ما يحتاجونه هو الاعتراف بهم والتضامن معهم‏.‏

رابعا‏:‏ التنوير قضية تعليمية لا تنتهي‏:‏

تعتبر ألمانيا نفسها بلدا قائما علي التنوير الداعم لثقافته العامة‏,‏ ثقافة جدل حيوية‏,‏ متنوعة الآراء والقناعات وأنماط الحياة‏,‏ تسعي إلي التخلص التدريجي من بنية العائلة الأبوية‏,‏ وهي دولة القانون والمؤسسات‏,‏ وتعمل علي مواجهة الماضي الديكتاتوري‏,‏ والاشتراكية القومية‏(‏ النازية‏)‏ البربرية بخاصة‏.‏ ولمثل مكتسبات التنوير هذه قيمتها‏,‏ وكذا لصيانتها والدفاع عنها ضد نزعات التآكل الممكنة لأجزاء من المجتمع‏.‏ ولا تتحقق إمكانية الدفاع عن التنوير إلا بذهنية التنويرمما يعني بالسعي الجاد من أجل التحليل الدقيق‏,‏ في نقد التعميم النمطي وفي الاستعداد للجدل التواصلي ومقارعة الحجة بالحجة‏.‏

وبعبارة أخري‏:‏ إن الحفاظ علي التنوير و إنجازاته لا يمكن إلا بمواصلة التنوير‏,‏ والتي‏-‏ بهذه الطريقة‏-‏ تبرهن مرة أخري عن أنها لا تزال حالة غير مكتملة‏.‏ هذا التوضيح موجه ضد التصورات الشائعة‏,‏ بأن غالبية السكان في المجتمعات الغربية تخطت مرحلة التنوير‏,‏ بينما هي لم تبدأ لدي‏'‏ الإسلام‏'.‏ بمثل هذا التوطين الذاتي عند الغرب في مرحلة ما بعد التنوير‏,‏ وتوطين الإسلام جملة وتفصيلا‏-‏ بما في ذلك المسلمون والمسلمات المقيمون في ألمانيا‏-‏ في مرحلة ما قبل التنوير‏,‏ يسقط مصطلح التنوير ليرسم حدودا بين‏'‏ الذات والغريب‏'.‏ إن الاستناد إلي التنوير في هذه المقولة يفترض قبول مثل هذا الدور الإقصائي الذي قلما يجري الحديث عنه بكل تلك الصراحة التي تحدث بها الفيلسوف هانس إيبلينغ‏HansEbeling.‏ وهو يحرض علي مواجهة المهاجرات والمهاجرين المسلمين باسم التنوير‏,‏ وهذا لا يتعدي كونه بداية تعريف لمركزية أوروبية ضيقه ومشحونة بالتعبئة العسكرية في نفس الوقت‏.‏ وتصل كتابة إيبلينغ‏Ebeling‏ إلي حد المطالبة‏,‏ بأن علي التنوير اليوم واجب القيام بدور‏,‏ كما حصل في زمن شارل مارتل ومعركة‏'‏ تور‏'Tours‏ و‏'‏بواتييه‏'(Poitiers‏ عام‏732).‏ إن أخذ العبرة من تلك الواقعة علي امتداد الزمن قضية بالغة الأهمية امتد تأثيرها علي المسيحية بخاصة خلال الألف سنة الماضية‏'(47).‏

إن الدور الإقصائي لبعض تساؤلات التنوير تقدم نفسها بنماذج لحجج مختلفة‏.‏ فكثيرا ما يقدم الإسلام علي أنه بجوهره يتناقض ويقاوم التنوير‏,‏ مع بعض الإشارات إلي أن للإسلام‏-‏ علي عكس اليهودية والمسيحية‏-‏ كتابا مقدسا‏,‏ وكل كلمة فيه هي إملاء الرب‏,‏ وأن البشر ليس بإمكانهم تطوير تأويلاته‏(48).‏ وكيما يتهم المسلمون عموما بأنهم‏-‏ في أفق إيمانهم‏-‏ عاجزون عن إنجاز تقدم معرفي باتجاه الليبرالية والتنوير‏.‏ وآخرون يتصدرون بالمقابل من أجل إسلام تنويري‏-‏ كمتتبعي خطي بسام طيبي ممن يفضلون تسمية الإسلام الأوروبي‏(‏ يوروإسلام‏)-‏ يعرفون في نفس الوقت الطريق التي سيسيرون عليها‏,‏ وكذلك مواصفات تنوير ناجح بالتالي‏.‏ غير أن النجاح هكذا قليل الاحتمال منذ البداية‏,‏ أو غير ممكن من الناحية العملية‏(49).‏ وهناك من يرغب علي سبيل المثال في امتلاك تصور لمستقبل جذاب‏,‏ مستقبل تصبح فيه قراءة كتاب سلمان رشدي‏'‏ آيات شيطانية‏'‏ في الجوامع ممكنة يوما ما‏.‏ إلا أن من يطالب بمثل تلك القراءة‏-‏ هنا واليوم‏-‏ كاختبار لقابلية الاندماج والقدرة علي التنوير‏,‏ يقيم في كل الأحوال العوائق رغب أم لم يرغب في ذلك‏.‏ وكل ما يتوقع منها هي المساهمة في تعثر المسلمين الليبراليين الحاسمين‏.‏

لا يمكن إغفال أن مفهوم التنوير في المساهمات الجدالية العديدة المتعلقة بالتعامل مع الأقليات المسلمة يأخذ دائما بعدا حادا لصراع عدواني ثقافي‏.‏ وإن الإصرار علي الدقة وتنوع الخطاب لا يجد هنا الاحترام الكافي‏.‏ فمن يراعي الأصول المهنية‏-‏ علمية أو صحفية‏-‏ يسقط بسرعة في حلبة الشك بمواصلته التعلق بأوهام التنوع الثقافي المنصرم‏.‏ ومع تزايد الاستقطاب في الجدال فإن الاستناد علي التنوير كثيرا ما يخدم هدف فضح الحساسيات المكتسبة‏-‏ في التعامل مع الأقليات الدينية‏-‏ الثقافية علي اعتبار أنها محظورات مزعومة لدي ما يعرف بالصواب السياسي‏Politicalcorrectness,‏ وتمهيد الطريق لاستدلال استفزازي فج لا يتورع عن التلاعب العلني بالمشاعر الدفينة‏(50).‏ إن التنوير الذي يدعي دقة التحليل ويري نفسه معفيا من الحرص علي الأمانة المهنية‏,‏ وفي التعامل المنصف مع الأقليات بخاصة‏,‏ لا يجمعه إطلاقا أي تقليد تنويري إنساني يقوم علي حقوق الإنسان‏,‏ وكذلك المعايير ومؤسسات دولة القانون الديمقراطية‏(51).‏

إن من يستخدم التنوير كفاصل في الصراع الثقافي ضد المسلمين ويجعل منه حجة للتعالي والانعزال الفكري يتناقض مع التنوير ذاته‏.‏ ونافد كرماني يفضح بأسلوبه التهكمي الغطرسة المهينة‏,‏ التي تحدث في مثل هذا الموقف‏:'...‏ إذا لم أضرب زوجتي ولم أكره ابنتي علي الزواج‏,‏ وإن لم أقم مساء بعملية انتحارية في حي‏'‏ إنغلشتاين‏',‏ فهذا فقط لكونكم ربيتموني علي روح التسامح والتنوير‏,‏ وتطهرت من تراثي الأصولي‏..'(52).‏

إن حصر التنوير كإرث للغرب فقط والدفاع عنه ضد التهديدات القادمة من الخارج لا غير‏,‏ إنما هو امتهان لجوهر التنوير‏,‏ الذي حدده كانت‏Kant‏ في مقالته الشهيرة‏'‏ التنوير هو خروج الإنسان من قصوره الذي اقترفه بحق نفسه‏'(53).‏ بذلك يفهم التنوير‏,‏ سواء أكان فرديا أم جماعيا‏,‏ كعملية تعلم مستمرة يمكن أن يتخللها تقدم أو تأخر علي حد سواء‏,‏ وليس كفرعين منفصلين بالإطلاق بعد نهاية مرحلة‏,‏ أي بين ما بعد التنوير وبين مرحلة البداية‏'‏ نقطة الصفر‏'‏ بزعم انعدام التنوير‏.‏ حتي وان وجدت مراحل مختلفة في عملية الخروج من القصور المقترف بحق النفس‏,‏ لا يمكن عموما حصر هذه المراحل في مناطق ثقافية كبيرة‏:'‏ الغرب‏'‏ و‏'‏الإسلام‏'‏ وجعلها متعارضة مع بعضها بعضا‏.‏

إن الإكراه علي الزواج‏,‏ والأصولية الدينية وتمجيد العنف لا تلتقي بالطبع مع إدعاء التنوير أبدا‏.‏ فهي تنكر جوهر فكرة التنوير الكامنة في‏:‏ رشد الإنسان‏.‏ وإذا ما حدثت مثل هذه الظواهر الدالة وقويت في محيط إسلامي في هذا البلد‏,‏ يتوجب توجيه النقد العلني الصريح‏-‏ بهدف‏-‏ إيجاد الوسائل المناسبة لمكافحتها‏(54).‏ ويمكن أن يكون مثل هذا النقد فعالا‏,‏ عند تجنب التعميم والتصريحات المتسرعة‏,‏ وكذلك تجنب الغطرسة وإدعاء العصمة‏.‏ إن توجيه النقد الضروري لمواقف محددة مقاومة للتنوير في أوساط معينة من البيئة الإسلامية وربطها بالاستعداد للنقد الذاتي‏,‏ لا علاقة له بما هو قائم في أوروبا‏.-'‏ الرغبة في الخضوع‏',‏ كما يريد أن يلقي في روعنا حاليا هنريك م‏.‏ برودر‏HenrykM.Broder(55),‏ وإنما هي دعوة من أجل الصدق‏,‏ والإنصاف والثقة‏.‏ والذي يقود إلي ذلك هو أن يفهم التنوير علي أنه عملية تعليمية‏,‏ ولا يمكن علي الإطلاق اعتباره بأنه منته عند أي كان‏.‏

خامسا‏:‏ الحد الصعب بين نقد الإسلام ورهاب الإسلام‏:‏

‏1-‏ حول مفهوم رهاب الإسلام‏:‏

يمكن للتحفظات والمخاوف حيال الإسلام أن تتصلب من موقف تعميمي قائم علي الرفض العنصري لأناس أولي خلفية إسلامية إلي موقف أصبح منذ بضع سنين يعرف بمفهوم الرهاب الإسلامي‏.‏ ويبدو أن هذا المفهوم قد فرض نفسه تدريجيا في نطاق الأدبيات الألمانية أيضا‏.‏ وليس المقصود من وراء ذلك المخاوف العامة من الإسلام‏-‏ مثلما توحي هذه الكلمة خطأ‏-‏ وإنما المواقف النمطية السلبية إزاء الإسلام ومعتنقيه الحقيقيين أو المفترضين‏(56).‏ يمكن أن يظهر رهاب الاسلام في انتقاصات وإهانات شفهية وتمييز بنيوي أو في اعتداءات علي الناس أولي الخلفية الإسلامية أيضا‏.‏

وعلي النقيض من التمييز الديني بالمفهوم الضيق‏,‏ الذي يعول علي الاعتناق الفردي والتطبيق الديني الشخصي لطقوس معينة‏,‏ أو بالأحري علي تبعية الأشخاص الجماعية‏,‏ يمكن أن يشمل الرهاب الإسلامي من لا يعتقدون أنهم مسلمون‏,‏ لكنهم يرتبطون بالإسلام بطريقة غير مباشرة بسبب اسمهم أو خلفيتهم العائلية‏.‏ بمثل هذ الرؤية المجردة من الانفرادية أو النزعة الشخصية يؤسس في حدود تكثر أو تقل للأمثلة المطابقة والمتبادلة من أولئك مع أنماط تقليدية عنصرية تحدد وتختزل أصولهم بيولوجيا وثقافيا كمجموعة‏.‏ ولذلك يعتبر الرهاب الإسلامي أحيانا ضربا من العنصرية الثقافية‏(57).‏

اشتهر‏'‏ مفهوم رهاب الإسلام‏'‏ علي صعيد الرأي العام عبر تقرير‏'‏ رهاب الإسلام‏'‏

‏IslamophobiaReport‏ الموثق من‏RunnymedeTrust‏ البريطاني الصادر عام‏1997(58),‏ وكذلك من اللجنة الأوروبية لرصد التمييز العنصري ورهاب الغريب‏EUMC‏ المعد من قبل الاتحاد الأوروبي التي تبنت هذه المسودة‏,‏ ونشرت في هذه الأثناء تقريرين عن الرهبة من الإسلام بين مايو‏2000‏ وديسمبر‏2006.‏ كذلك تستخدم اللجنة الأوروبية العاملة ضمن إطار المجلس الأوروبي ضد العنصرية وعدم التسامح‏ECRI‏ هذا المفهوم الذي يرد كمثال في التقرير الألماني الأخير‏(59).‏ يتحدث المقرر الخاص للأمم المتحدة‏'‏ داودو ديني‏DoudouDiene'‏ المختص بالأشكال المعاصرة للعنصرية عن علاقة رهاب الاسلام مع الأنواع الأخري من العنصرية الموجهة للمجموعات الدينية أو العرقية مثل العداء للسامية والخوف من المسيحية‏(60).‏ المفهوم الأخير حتي الآن لم يترسخ بعد‏.‏ ووجد مفهوم رهاب الإسلام في المناقشة الألمانية قبولا في البحث المرتبط بالمجموعات المستهدفة بالعداء‏,‏ وتنسيقا مع معهد الدراسات المتداخلة لدراسة النزاع والعنف التابع لجامعة بيلفلد‏Bielefeld'‏ دراسات التماس‏'‏ المسماة بالألمانية
‏InterdisziplinreKonflikt-undGewaltforschung.‏

‏2-‏ أداة حول فرض آليات الرقابة‏:‏

لقد واجه مفهوم رهاب الإسلام شكوكا قوية بعض الشيء‏-‏ في سياق الصور الكاريكاتورية عن النبي محمد‏.‏ إذ نشرت الصحيفة الفرنسية الأسبوعية‏'‏ شارلي هبدو‏'CharlieHebdo‏ في مارس‏2006‏ خطابا مفتوحا لاثني عشر كاتبا وكاتبة يحذرون فيه من تقييد حرية الرأي بحجة مكافحة الرهبة من الإسلام‏.‏ من بين الموقعين أيان هرزي علي‏AyaanHirsiAli‏ وبرنارد هنري ليفي‏BernardHenriLevi‏ وتسليمة نسرين وسلمان رشدي‏.‏ وورد في الخطاب ما يلي‏:‏ نرفض أن نترك روحنا‏(‏ اتجاهنا‏)-‏ النقدية خوفا من اتهامنا بمعاداة الإسلام‏.‏ إنه مفهوم بائس أن نخلط بين نقد الإسلام وبين السمات التي تلحق بالمؤمنين به‏(61).‏ كما حذر البعض في ألمانيا من مفهوم رهاب الإسلام الذي وصفه بسام طيبي‏(‏ أكاديمي ألماني من أصل سوري‏/‏المترجم‏)‏ كسلاح يستخدمه الإخوان المسلمون في حرب دعائية للإسلام السياسي ضد أوروبا والغرب‏(62).‏

ثمة أمثلة لمثل هذا الاستخدام الاستراتيجي لمفهوم رهاب الإسلام‏.‏ منظمة المؤتمر الإسلامي‏OIC‏ التي تضم في الوقت الراهن‏57‏ من الدول الأعضاء في هيئات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تقدم منذ بضع سنوات‏,‏ وعلي نحو منتظم قرارات تتعلق بمكافحة الحط من الأديان‏,‏ وفي هذا الصدد مكافحة الرهبة من الإسلام‏(63).‏ وتعتبر هذه النصوص من وجهة النظر المتعلقة بحقوق الإنسان ذات إشكالية مزدوجة‏:‏ فهي من جانب توقظ الانطباع بأن مثل هذه الأديان يمكن أن تكون سندا شخصيا مباشرا لحماية حقوق الإنسان‏,‏ مما يتعارض وأسس حقوق الإنسان‏(64).‏ ومن جانب آخر تعطي قرارات منظمة المؤتمر الإسلامي سببا للتخوف بأن تكون هناك تقييدات لحرية الرأي علي الأقل‏,‏ إن لم تكن ذات مسعي سياسي مباشر‏.‏

يظهر الاستخدام السياسي لمأخذ رهاب الإسلام كذلك في حالة مشروع‏Islamophobiawatch‏ الذي أسس في يناير عام‏2005.‏ وهو المشروع الذي يقدم كأداة إيديولوجية نضالية ضد الغرب‏,‏ ويمكن الاطلاع عليه بشكل جلي علي الموقع الإلكتروني حيث يرد ما يلي‏:'‏ أسست‏Islamophobiawatch‏ بتصميم لا يسمح لإيديولوجية الإمبريالية العنصرية الغربية بكسب رواج متداول في خبثها حيال الإسلام‏'(65).‏ وتثير الانتباه‏'‏ لجنة حقوق الإنسان الإسلامية‏'IHRC‏ الموجودة في بريطانيا بحملات دعائية إعلامية عدوانية علي الدوام‏,‏ وذلك بمنحها سنويا جوائز عبثية‏(‏ سخرية‏)‏ تقدم لأقطاب السياسة والإعلام بسبب رهاب الإسلام المزعوم لكي يمارسوا ضغطا علي الرأي العام‏(66).‏

أما إلي أي حد يفضي اللوم العلني المتعلق برهاب الإسلام إلي التعتيم علي التقارير النقدية والحوارات فالأمر يبقي هنا قابلا للنقاش‏.‏ إذ أن مثل هذا التأثير يكون غرض المنظمات مثل‏Islamophobiawatch‏ ولجنة حقوق الإنسان الإسلامية بما لا يمكن الشك فيه‏.‏ أما النقد‏,‏ الموجه إلي هذه المنظمات القائل إنها تستهدف ممارسة رقابة علنية‏,‏ وفرض آليات رقابة ذاتية‏,‏ والإعراب عن تهديدات مستترة أو صريحة‏,‏ فإنه مشروع‏(67).‏

وبمعني آخر‏:‏ إن مفهوم رهاب الإسلام يساء استخدامه‏.‏ فعندما يتنبأ الصحفي البريطاني ضياء الدين ساردار‏ZiauddinSardar‏ بعد رحلة عبر بلدان القارة الأوروبية‏,‏ من بينها ألمانيا‏,‏ بمحرقة جديدة

‏Holocaust‏ ترتكب ضد المسلمين قريبا‏,‏ فإن مفهوم رهاب الإسلام يتخذ في عرضه‏'‏ صفحة واضحة من العداء للسامية‏'(68).‏

ان تخيلات ساردار التآمرية والمشوهة لا تحسب الوضع الحقيقي للأقليات المسلمة في أوروبا فحسب‏,‏ وانما يراد بها في الوقت عينه إنكار الإبادة الجماعية ليهود أوروبا بأسلوب صناعي لم يسبق له مثيل‏(69).‏

إن التحذيرات من سوء استعمال مصطلح رهاب الإسلام‏-‏ وهذا ما ترينا إياه الأمثلة القليلة المعروضة‏-‏ هي في الواقع في محلها‏.‏ فإساءة استخدام مصطلح ما‏,‏ مهما كانت درجة تلك الإساءة‏,‏ ليست بالضرورة سببا كافيا للكف عن استخدام ذلك المصطلح‏.‏

وأخيرا ليس ثمة مفهوم سياسي مهم كمفهوم حقوق الإنسان يمكن أن يكون محميا من عدم استخدامه استراتيجيا‏.‏ وإن القصد من التنبيه في استخدام مفهوم رهاب الإسلام بشكل مبالغ فيه إنما هو مناسبة للاحتراس من استحسان التحالفات التي تقود إلي الجانب الخاطئ‏.‏ إلا أن ملاحظة سوء استخدام المفهوم وحدها لا تقدم سببا كافيا لشطب المفهوم عموما من القاموس السياسي المستخدم لمجتمع حر‏.‏

لم يقتصر ناقدات ونقاد مشروع رهاب الإسلام علي إبراز الاستخدام السيئ له بل يذهبون إلي خطوة أبعد من ذلك‏,‏ ليبرهنوا علي أن المشروع بسبب عدم وضوحه يقود الي سوء استعمال كهذا‏(70).‏ ويعني ذلك أن مفهوم رهاب الإسلام دون تحديد واضح من النقد العام للدين أو الإسلام لا يكون مصانا من الاستخدام السيئ له‏.‏ وهذا ما يؤكده التقرير الأخير‏(71)‏

‏Islamophobie-BerichtdesEuropeanMonitoringCentre.‏ من هنا تأتي أهمية إضفاء ملامح أكثر دقة عليه‏,‏ وهذا ما شرع به‏RunnymedeTrust‏ آنفا وما توصل إلي تحقيقه في تقرير‏IslamophobieReport‏ لسنة‏1997‏ مميزا بين‏Openviewsofislamandclosedviewsofislam'‏ وجهات النظر المنفتحة للإسلام‏,‏ ووجهات النظر المنغلقة وبالتالي يجب أن لا تعتبر التقديرات النقدية حالة من حالات رهاب الإسلام شريطة استقامتها وارتباطها مع الفروق الداخلية للإسلام والتطورات الإسلامية‏(72).‏

يرتبط تقرير‏EUMC‏ بهذا الاقتراح ويصف أشكال التحفظ الشديدة حيال المسلمين‏,‏ التي لا تمنح فرصة لعرض الفروق الإسلامية الداخلية ولتقدير الممارسة الفردية كحالة من حالات رهاب الاسلام‏(73).‏ وعلي شاكلة المواقف العنصرية يتكون رهاب الإسلام من تعميمات سلبية تنكر علي البشر المعنيين صفة الأشخاص ضمنا أو ظاهرا‏,‏ وغالبا ما تظهر في إهانات عملية‏(74).‏

سادسا‏:‏ الدستور كأساس بديهي للتعايش‏:‏

ليس أقل بداهة من الاعتراف بحضور الإسلام المستمر في ألمانيا الإدراك أن الدستور يقدم الأساس المعياري للتعايش في هذا المجتمع‏.‏ ولدي صياغة هذا الإدراك في الأساس يحدث مرارا فهم مبتذل ويؤدي إلي استنتاجات خاطئة‏.‏ وهذا يحدث من إقرار المرء بأن صياغة النظام الدستوري كمطلب سياسي وموجه بصورة خاصة للمسلمين‏.‏ وغالبا ما يتفاعل المسلمون الليبراليون مباشرة وعلي نحو غاضب حينما يأخذون انطباعا أن أحدا يريد تدجينهم علي قيم الدستور الحر ويلزمهم مرة أخري به علي الأخص‏.‏

مثال علي أحد الاستنتاجات الخاطئة فيما يتعلق بالتواصل يقدمه الدليل الصادر من دوائر التجنيس في مقاطعة بادن فورتمبرغ‏Baden-Wrttemberg‏ الذي يتميز بموقف متشكك حيال المسلمين‏.‏ ومشكلة هذا الدليل لا تكمن في مضمونه وحسب‏,‏ بل وفي مدلوله أيضا‏.‏ أما الحجة التي يصوغها مؤيدوه فتري أنه يحتوي علي القواعد المعروفة للتعايش في المجتمع الحر‏.‏ وهذا ما يشير بالضبط إلي المشكلة بصورة قاطعة‏.‏ إذ أن الناس الذين يعتبرون قواعد الدستور بديهية ويظهرونها في حياتهم اليومية يصيبهم الإحساس بالغضب عندما يطالبهم أحد بذلك لأنهم مسلمون أو يحملون أسماء ذات رنة إسلامية‏,‏ ويطالبهم مرة أخري بتأييد ذلك بشدة والإجابة علي الاستفسارات‏.‏ إنها صورة تبرز الارتياب وسوء الظن‏.‏ لهذا فإ الإدارة الحكومية الواقعة تحت الضغط تسمح بإساءة استخدامها لمواصلة سياسة الضغط التي يعيشها الكثيرون من المواطنين أولي الخلفية الإسلامية كتمييز اجتماعي يومي‏(75),‏ بل وتشديدها‏.‏

ان النداءات ذات الدافع السياسي المتعلقة بالاندماج والداعية إلي‏'‏ الحوار مع الاسلام‏'‏ تكاد تكون غير فاعلة‏(76).‏ فالمراهنة علي التواصل مفيدة دائما في الأساس‏.‏ لكن ارتباكا وإحباطا‏,‏ وربما شكوكا متبادلة جديدة بالنتيجة قد تنشأ إذ وضع الدستور في مواجهة القرآن في ندوات الحوار بغية الدخول علي هذه الأسس في الحديث‏.‏ فالدستور يمثل حينئذ بالضرورة وثيقة متناقضة مع القرآن‏,‏ وثيقة لتأكيد الذات السياسية‏-‏ الثقافية للأكثرية المسيحية علي حساب كونه أساسا قانونيا للعيش المشترك‏.‏ وإذ يوضع االقرآن في مواجهة الدستور مقدما كأنموذج بديل‏,‏ تلقي إذ ذاك علي عاتقه مهمة تفعيل التأقلم السياسي الثقافي مثلما يظهر ذلك في الكتابات الدعائية للإيدلوجية الإسلاموية‏.‏ وحينها تكون للحوار إذا مهمة متناقضة‏:‏ إما التغلب علي العوائق الثقافية المتمخضة جزئيا عند صياغة أهداف الحوار أو تعميقها عن غير قصد‏.‏

إن من البدهيات أن يبلور الدستور الأساس المعياري للتعايش في مجتمعنا المتعدد‏.‏ وهذه البديهية يجب أن تجد تعبيرا لها بتجنب تكرارها دوما وبالحاح أمام المسلمين‏,‏ أو كهدف يشكل مقاصد الحوار التقافي المتداخل‏.‏ فحيثما توجد أسباب للشك في عدم الوفاء للدستور من قبل بعض المجموعات أو أفرادها ينبغي أن تخاطب هذه المجموعة بصورة محددة دون أن يعمم هذا علي‏'‏ الإسلام‏'‏ أو المسلمين القاطنين في ألمانيا‏.‏ وبالقياس فان التهمة الموجهة للمسلمين الذين يعيشون هنا بعدم الولاء للدستور السياسي لا تختلف عمليا عن اتهام أفراد مجتمع الأغلبية غير المسلمة‏.‏ فهذا لا يمت بصلة للغبطة‏'‏ الساذجة متعددة الثقافات‏'‏ التي تغمض العيون أمام مخاطر ملموسة للمجتمع المنفتح‏.‏ وبدلا من ذلك فإن الأمر يتعلق بالفهم الجوهري القائل إن الصراع من أجل المجتمع المنفتح قد ضاع إلي حين‏,‏ عندما تفشي منطق الشك‏,‏ الذي يصادر من الأقلية كل فرصة كشريك يصغي اليه في الخطاب العام‏.‏

الهوامش‏:‏

‏1-‏ إليزابيث نوله‏/‏ توماس بيترسن‏ElisabethNoelle/ThomasPetersen'‏ عالم غريب مهدد‏'Einefremde,bedrohlicheWelt,‏ صحيفة فرانكفورتر ألغمانيه تسايتونغ‏FAZ,17‏ مايو‏2006,‏ ص‏5.‏

‏2-‏ راجع‏.‏ يورغن لايبولد‏/‏شتيفان كونل‏JrgenLeibold/SteffenKhnel'‏ رهاب الاسلام‏,‏ الحاجة الماسة إلي التمييز‏'Islamophobie-DifferenzierungtutNot‏ في‏:‏ فيلهلم هايتماير‏(WilhelmHeitmeyer)‏ الناشر‏,‏ الأحوال الألمانية‏.‏ المجلد الرابع‏,‏ فرانكفورت‏2006,‏ ص‏135-155,‏ راجع ص‏.142‏

‏3-‏ راجع تقرير المركر الأوروبي لرصد التمييز العنصرية ورهاب الغريب‏,‏ المسلمون في الاتحاد الأوروبي‏MuslimsintheEuropeanUnion.‏
‏EuropeanMonitoringCentreonRacismandXenophobia(EUMC),‏ العدد الأخير للمركز في آذار‏2007‏ في وكالة الاتحاد الاوربي للحقوق الأساسية‏EUFundamentalRightsAgency‏ والتمييز و الرهاب من الاسلام‏,DiscriminationandIslamophobia,‏ فيينا‏2006,‏ ص‏.60‏

‏4-‏ راجع اليزابيث نوله‏/‏ توماس بيترسن‏Noelle/Petersen,‏ ولايبولد وكونل‏LeiboldundKhnel‏ في نفس المكان أيضا‏(‏ تجدها علي ص‏151)‏ تؤكد علي ما يبدو اتساع دائرة الربط بين الاسلام والارهاب‏,'‏ الاشكالية تبدو في هذا الشأن‏,‏ عندما تجد أن أكثر من‏62%‏ من الذين خضعوا للاستجواب يتوقعون أن الكثيرين من المسلمين يتعاطفون مع الإسلامويين الإرهابيين‏'.‏

‏5-‏ راجع علي سبيل المثال كريستيان هيل غروبر‏ChristianHillgruber,‏ ثقافة الدولة الألمانية واستيراد الثفافة الاسلامية‏-‏ اجابة القانون الأساسي علي احدي التحديات الدينية‏'‏ في‏:‏ صحيفة القانونيين‏11(1999),‏ ص‏538-547.‏

‏6-‏ تجدها بشكل واضح خاصة في كتابات بسام طيبي‏BassamTibi.‏ راجع علي سبيل المثال بسام طيبي‏,‏ أوروبا بلا هوية‏.‏ ثقافة رائدة أو قيم مقبولة‏EuropaohneIdentit?t..‏ ميونيخ‏1998'‏ في ظل الله‏ImSchattenAllahs‏ الاسلام وحقوق الانسان‏.‏ طبعة جديدة موسعة‏,‏ دوسلدورف‏2003.‏

‏7-‏ راجع علي سبيل المثال أودو ألفكوته‏UdoUlfkotte'‏ الحرب المقدسة في أوروبا‏-‏ كيف يهدد الأخوان المسلمون مجتمعنا‏'‏ فرانكفورت‏2007‏ ص‏.20‏

‏8‏ راجع زيغفريد كولهامر‏SiegfriedKohlhammer'‏ أعداء وأصدقاء الإسلام‏'DieFeindeunddieFreundedesIslam,‏ غوتينغن‏1996.‏

‏9‏ راجع‏.‏ ادارة الكنيسة الانجيلية في ألمانيا‏(‏ الناشر‏),‏ الشفافية وحسن الجوار‏.‏ المسيحيون والمسلمون في المانيا‏.‏ كتيب صادر عن مجلس الكنيسة الانجيلية‏EKD‏ هانوفر‏.2006‏

‏10‏ راجع‏.‏ علي سبيل المثال تصريحات الأسقف فالتر ميكسا‏BischofWalterMixa,‏ نشرت في صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ‏FAZ‏ بتاريخ‏2007/7/28,‏ ص‏4.‏

‏11‏ حكومة بادن فورتنبيرغ صرحت بعدما تعرضت الاستمارة التي وضعتها للتجنيس للنقد بأن هذه القواعد عليها أن تتوفر بغض النظر عن الدين أو الخلفية الدينية لمقدم أو مقدمة الطلب‏.‏ وقد صححت بهذا التصريح الموقف الأصلي لوزارة الداخلية‏,‏ الذي كان قد ركز علي ضرورة وضع استمارة خاصة بالمسلمين‏.‏ طبيعة الأسئلة المطروحة تؤدي كما في سابقتها إلي معرفة أن الهدف من قواعد الاستبيان عدم الثقة بالاستعداد للاندماج الثقافي والقانوني السياسي لدي مقدمي طلبات الجنسية من المسلمين‏.‏

‏12‏ هانس‏-‏ أولرش فيلر‏Hans-UlrichWehler‏ في مقابلة صدرت بتاريخ‏10‏ أيلول‏2002‏ علي صفحات صحيفة‏(‏ تاتس‏),‏ بمقالة حملت عنوان‏(‏ المسلمون غير قادرون علي الاندماج‏)‏ ص‏6.‏

‏13‏ بالعودة لظاهرة‏'‏ بيم فورتاين‏'PimFortuyn‏ راجع غيرت ماك‏GertMak,‏ جريمة اغتيال فان غوخ‏'TheovanGogh-‏ حكاية فزع عاطفي‏',‏ فرانكفورت‏2005,‏ ص‏51.‏

‏14‏ راجع علي سبيل المثال العنوان الفرعي لكتاب‏'‏ غونتر لاخمان‏'GntherLachmann'‏ التسامح القاتل‏-‏ المسلمون ومجتمعنا المنفتح‏',‏ ميونيخ‏2005‏ ص‏276‏

‏15‏ راجع علي سبيل المثال فيلهلم هايتماير‏/‏رايموند أنهوت‏WilhelmHeitmeyer/ReimundAnhut(‏ الناشر‏),'‏ التجمعات المجتمعية المهددة‏-‏ عدم الاندماج الاجتماعي ومجمل المشاكل الآثنيه‏-‏ الثقافيه‏',‏ فاينهام‏/‏ ميونيخ‏2000.‏

‏16‏ راجع‏.‏ إضافة الي ذلك مني موتاكف‏MonaMotakef,'‏ حقوق الانسان في التعليم وفي الحماية من التمييز‏-‏ مخاطرالرفض وحظوظ القبول‏'.‏ دراسة من المعهد الألماني لحقوق الإنسان‏,‏ برلين‏2006.‏

‏17‏ موقف نقدي من مفهوم المجتمع الموازي‏,‏ قارن فولغانع كاشوبا‏WolfgangKaschuba'‏ كيف تصنع الغربة‏-‏ الحديث عن المجتمع الموازي ليس خاطئا فحسب‏,‏ بل إنه خطر أيضا‏'‏ عن تاغس شبيغل في‏2007/1/14,‏ ص‏8.‏

‏18‏ لاخمان‏,'‏ التسامح القاتل‏'‏ وقد سبقت الإشارة إليه‏,‏ ص‏75.‏

‏19‏ نفس المصدر السابق‏.‏

‏20‏ راجع‏,‏ بشكل اساسي‏:‏ توماس شميت‏ThomasSchmitt:'‏ الجوامع في ألمانيا‏-‏ أزمة بشأن بنائها واستخدامها‏',‏ فلنزبورغ‏2003,‏ يورغ هوترمان‏J?rgHttermann:'‏ المآذن‏-‏ من أجل ثقافة سياسية لأزمة النماذج التشكيلات الدينية‏',‏ فاينهايم‏/‏ميونيخ‏2006.‏

‏21‏ راجع‏.‏ هاينر بيلفلد‏/‏ فيلهيلم هايت ماير‏HeinerBielefeldt/WilhelmHeitmeyer:'‏ الصراع علي التشكيلات الدينية‏-‏ بناء المساجد وصوت الأذان في المدن الألمانية‏',‏ تجدها في‏:‏ مجلة البحوث في العنف والأزمات‏,‏ العدد‏2/2002,‏ ص‏150-.165‏

‏22‏ راجع‏TERREDESFEMMES(‏ الناشر‏):'‏ الزواج القسري‏-‏ التأبيد مدي الحياة من أجل الشرف‏',‏ توبينغن‏2002,‏ أحمد توبراك‏AhmetToprak:'‏ الجنس الضعيف‏-‏ الرجال الأتراك‏.‏ الزواج القسري‏-‏ التعنيف المنزلي‏-‏ المعايير المزدوجه للشرف‏'‏ الطبعة الثانية‏,‏ فرايبورغ‏/‏ بريمن‏2007.‏

‏23‏ راجع علي سبيل المثال‏:‏ الرابطة الاتحادية لحركة المواطنين لحماية الديمقراطية‏,‏ الوطن وحقوق الانسان‏e.V.,‏ الحرية المهددة‏.‏ القرآن في ساحة توتر مع القانون الأساسي و قوانين الحريات في جمهورية ألمانيا الاتحادية‏,‏ وكذلك في تهديد قواعد القوانين العالمية والاتفاقيات‏.‏ مرشد عملي مساعد من أجل الصراع الفكري مع الاسلام‏,‏ برلين الطبعة الثالثه‏2004‏ في هذا الكتيب اقتطعت آيات من سور القرآن ووضعت لتظهر متعارضة مع مواد محددة من القانون الأساسي‏,‏ وفي نفس السياق في تعارض مع مواثيق حقوق الإنسان العالمية‏.‏

‏24‏ فيرا كينج‏:'‏ الترقي التعليمي والتصميم الذكوري عند اليافعين الذكور من عائلات المهاجرين‏',‏فيرا كينج‏/‏ كارين فلاكه‏VeraKing/KarinFlaake(‏ الناشر‏).'‏ التأقلم المجتمعي و قضية التعليم بين الطفولة وسن البلوغ‏'.‏ فرانكفورت‏2005,‏ ص‏57-76.‏

‏25‏ اقتطفت من صحيفة تاتس‏Taz‏ بتاريخ‏02/09/2006,‏ ص‏6.‏

‏26‏ هكذا‏,‏ لكن الاهتمام عند نجلا كيليك‏NeclaKelek:'‏ العروس الغريبة‏-‏ تقرير من داخل الحياة التركية في ألمانيا‏',‏ كولونيا‏2005,‏ و‏'‏ الابناء الخاسرون‏-‏ مرافعة من أجل تحرير الرجل التركي المسلم‏',‏ كولونيا‏.2006‏

‏27‏ راجع‏,‏ بيتر هاينه‏PeterHeine:'‏ الاسلاموية‏-‏ نظرة ايديولوجية تاريخية‏'‏ تجدها في‏'‏ وزارة الداخلية الألمانية‏'(‏ الناشر‏):'‏ الاسلاموية‏-‏ نصوص من أجل الأمن الداخلي‏',‏ برلين‏2003,‏ ص‏7-18.‏

‏28‏ راجع‏.‏ غيدو شتاينبيرغ‏GuidoSteinberg''‏ الهزيمة الاسلامية ملاحظات حول نظريات غيل كيبل‏/‏ أوليفييه روي‏'GillesKepels/OlivierRoys‏ و‏'‏من أجل أبحاث الإسلام الأوروبية‏'‏ في‏:‏ وزارة الداخلية الاتحادية‏(‏ الناشر‏),'‏ الإسلاموية‏',‏ وقد سبقت الإشارة إليه‏.‏ ص‏.19-42.‏

‏29‏ راجع‏,‏ سعاد م‏-‏خ‏-‏نت‏/‏ كلاوديا ساوتر‏/‏ميشائيل هانف‏-‏لد‏SouadMekhenet/ClaudiaSautter/MichaelHanfeld:'‏ أطفال الجهاد‏-‏ الجيل الصاعد من الإرهاب الإسلاموي في أوروبا‏',‏ ميونيخ‏2006.‏ ص‏.156ff.‏

‏30-‏ قارن‏.‏ المركز الأوروبي لرصد التمييز العنصري ورهاب الغريب‏EuropeanMonitoringCentreonRacismandXenophobia(EUMC):'‏ محصلة موجزة عن رهاب الإسلام في الاتحاد الاوروبي بعد الحادي عشر من أيلول‏/‏سبتمبر‏2001,‏ إعداد كريستوفر ألن و يورغن س‏.‏ نيلسن‏ChristopherAllen/JorgenS.Nielsen,‏ فيينا أيار‏/‏مايو‏2002,‏ ص‏46:'‏ غالبية السياسيين في أوروبا أدانوا فورا المسوؤلين عن الهجمات في أميركا‏,‏ وربطها العديد بنداء للتضامن مع تجمعات المسلمين في الغرب مع المطالبة بضرورة التفربق ما بين المسلمين‏/‏الإسلام والإرهابين‏/‏الإرهاب‏'.‏

‏31‏ نوله‏/‏بيترسن‏,‏ مصدر سبق الإشارة إليه‏.‏

‏32‏ في النقد الموجه للتصور الذي يتوقع‏..'‏ الكائن المسلم خارج الزمان‏',‏ قارن عزيز العظمة‏AzizAl-Azmeh,'‏ أسلمة الإسلام‏-‏ عوالم متخيلة لسياسة الدين‏',‏ فرانكفورت‏1996,‏ آنا فورث‏AnnaWrth:'‏ الحوار مع الإسلام وسيلة للوقاية من الأزمات‏'‏ دراسة صادرة عن المعهد الألماني لحقوق الانسان‏,‏ برلين‏.2003.‏

‏33‏ راجع علي سبيل المثال راينر غلاغو‏RainerGlagow:'‏ مواصفات‏,‏ مضامين ونشاطات الإسلام الأصولي‏'‏ تجدها في‏:‏ مركز دراسات فايكرزهايم‏(‏ الناشر‏):'‏ الاسلام الاصولي‏,‏ خصائص استراتيجية ودفاع‏',‏ فايكرزهايم‏1999‏ ص‏9-41.‏ تجدها هنا علي ص‏20'‏ يعتمد الإسلام علي كثير من الآيات القرآنية وأمثولة نبيهم كقائد ومقاتل من أجل الإسلام‏-‏ إنها علاقة مع العنف مختلفة عن أديان أخري‏.'‏

‏34‏ ما يعنية تعبير البديهيات‏,‏ ينتشر هذا التعبير بين المسلمين الذين يقدمون‏'‏ الإسلام الحقيقي‏'‏علي أنه مسالم وموحد ومحب للبشر أيضا‏.‏ ونتيجة لذلك قليلا ما تجد صراعا نقديا داخل الاسلام علي الواقع الميداني للتعصب الاسلامي و التسلط‏.‏ وكثيرا ما تبقي محصورة برؤي تجريدية‏.‏

‏35‏ قارن لودفيغ أمان‏LudwigAmman:'‏ الكولا والقرآن‏-‏ مغامرة إعادة إحياء الاسلام‏',‏ فرايبورغ بريمن‏2004‏ ص‏91‏ وما تليها‏.‏

‏36‏ قارن‏.‏ يوليا غيرلاخ‏JuliaGerlach:'‏ بين البوب والجهاد‏-‏ الشباب المسلم في ألمانيا‏',‏ برلين‏2006‏

‏37‏ راجع‏.‏ ماتياس روهه‏MathiasRohe:'‏ الاسلام‏-‏ مشاكل يومية وحلول‏'‏ الطبعة الثانية‏.‏ فرايبورغ‏-‏ بريمن‏2001.‏

‏38‏ لمزيد من الاطلاع‏,‏ هاينر بيلفلد‏HeinerBielefeldt:'‏ المسلمون في دولة القانون العلمانية‏-‏ حظوظ الاندماج عبر حرية الدين‏',‏ بيلفلد‏2003,‏ ص‏59‏ والصفحات التي تليها في هذا السياق ص‏94‏ والصفحات التي تليها‏.‏

‏39‏ راجع‏.‏ دورسون تان‏DursunTan:'‏ العلويون في ألمانيا‏-‏ ما بين صناعة ذات إثنية و التحرر‏'‏ تجدها في‏:‏ يونكر غيردين‏Jonker,Gerdien(‏ الناشر‏):'‏ لب وأطراف الأقليات الدينية من تركيا في ألمانيا‏',‏ برلين‏1999,‏ ص‏65-88.‏

‏40‏ راجع‏.‏ توبراك‏.‏ ما نشر في نفس المكان‏.‏

‏41‏ راجع‏,‏ المحاضرات في‏:‏ مشتهيلد رومف‏/‏أوته غيرهارد‏/‏ميشتهيلد م يانسن‏MechthildRumpf/UteGerhard/MechthildMJansen(‏ الناشر‏):'‏ فسيفساء العوالم الاسلامية‏-‏ ضوابط الجنسين‏,‏ النساء و حقوق الإنسان‏-‏ موضوع نقاش‏',‏ بيلفلد‏2003.‏

‏42‏ علي سبيل المثال‏:‏ أكد المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا‏ZentralratderMuslimeinDeutschland‏ في أحد بياناته الصحفية بتاريخ‏11/03/2007‏ بشأن اختطاف ألمانيين اثنين في العراق‏:'‏هذا الاختطاف مرفوض ويمس بكرامة الانسان‏,‏ ولا شئ يبرره‏.‏ وهو ليس سوي عمل إجرامي‏'‏ تجده علي الصفحة الإلكترونية‏:http://zentralrat.de/8093.php‏

‏43‏ اجع‏.‏ نافد كرماني‏NavidKermani:'‏ الإرهابيون بيننا‏'‏ تجدها في‏:‏ دي تسايت‏DIEZEIT‏ رقم‏40(28/09/2006)‏ ص‏51:'‏ في اللحظة التي أنأي بنفسي عنهم‏,‏ أقدم أنا للطرف المقابل الحق في الشك بي‏.‏ الشفافية أمام الإعلام هي جزء من واجبات وحقوق المؤسسات الإسلامية‏.‏ لكن عندما أكون أنا كفرد مشتبه بي بسبب الدين أو الأصل‏,‏ بتأييدي للأعمال البربرية‏,‏ في هذه الحالة من الأفضل لي أن أبحث فورا عن قارة أخري‏.'.‏

‏44‏ في بداية عام‏2007‏ تشكل في ألمانيا‏'‏ المجلس المركزي للمسلمين السابقين‏'‏
‏!!ZentralratderEx-Muslime,‏ فوجهت رسائل تهديد لأعضائه المعروفين‏.‏ راجع‏.‏ حسين الموزاني‏HussainAl-Monzany:'‏ ليس بامكان المرء الخروج من الإسلام‏-‏ المجلس المركزي للمسلمين السابقين يلامس ما هو محرم‏'.‏ تجدها في‏:‏ برلينر تسايتونغ‏BerlinerZeitung‏ بتاريخ‏03/04/2007,‏ ص‏2.‏

‏45‏ بعد مطالبة عضوتين مسلمتين في البرلمان الاتحادي الالماني‏,‏ لالي أغغون‏LaleAkgn‏ وإيكين دليغوز‏EkinDelig?z‏ عبر وسائل الإعلام النساء المسلمات بنزع الحجاب وصلتهما العديد من رسائل التقريع الإسلامية وفي جانب منها التهديد‏.‏ بعض ممثلي المؤسسات الإسلامية في ألمانيا أعلنواإادانتهم للتهديدات التي تعرضت لها عضوتا البرلمان في وسائل الاعلام‏.‏ راجع‏.‏ برلينر تسايتونغ بتاريخ‏2006/28/10‏ ص‏2.‏

‏46‏ راجع‏.‏ شيرين ه‏-.‏ رزاق‏ShereneH.Razack'‏ تهديدات المرأة المسلمة‏,‏ خطر الرجل المسلم‏,‏ وأوروبيون متحضرون‏-‏ المسئوليات القانونية والاجتماعية للزواج بالاكراه‏'‏ تجدها في‏:‏ الدراسات النسوية القانونية‏12(2004),‏ ص‏.129-174.‏

‏47‏ يعتبر شارل مارتل في عدد من الأدبيات التاريخية بأنه من حسم معركة السيطرة علي أوروبا بتحقيقة الانتصار علي جيوش المسلمين في فرنسا في القرن الثامن‏(732)‏ حيث أوقف بانتصاره زحف وتقدم جيوش العرب وحال دون سيطرتهم علي باقي مناطق أوروبا‏-‏ المترجم‏.‏
هانس ايبلينغ‏:'‏ حلم التعدد الثقافي‏-‏ من التآمر علي القانون والأخلاق‏',‏ هامبورغ‏1994,‏ ص‏75‏ يستخدم بسام طيبي أيضا مفهوم التنوير غالبا بطريقة استقطابية حادة‏.‏ ففي كتبه تتخذ نظرية هانتنغتون المختلف عليها حول‏'‏ صراع الحضارات‏'‏ بين الغرب والشرق عبارة التحديث النظري وكأنها تناقض ما بين الحداثة الغربية وما قبل الحداثة الاسلامية‏'.‏ راجع بسام طيبي‏:'‏ حرب الحضارات‏-‏ السياسة والدين بين العقلانية والتطرف‏',‏ هامبورغ‏1995.‏

‏48‏ راجع‏.‏ علي سبيل المثال‏.‏ كيليك‏,‏ العروس الغريبة في المكان الذكور ص‏164:'‏ مما لا خلاف عليه احتواء الإنجيل أيضا علي عدد كبير من الأقوال المعادية للنساء‏.‏ لكن بالمقارنة مع الإسلام فإن الكلمة الأخيرة ليست لكتاب المسيحيين المقدس‏.‏ ونادرا ما يخطر علي بال غربي أوروبي التعامل معه كلمة بكلمة وبناء حياته علي أساسه‏,‏ بعكس المسلم المؤمن‏.‏ لأن علي هذا أخذ القرآن بحرفيته‏,‏ وكثر من يحاولون إعادة إحيائه‏.‏ وبغض النظر عن السؤال‏,‏ كيف تفهم التعاليم الإسلامية الوحي بالقرآن‏,‏ ما يدعو في كل الاحوال إلي الاعتقاد بأن التأويلات بقراءة القرآن عمليا موجودة‏.‏ إذ لا يوجد نص وصفة دون تأويل‏.‏ وعليها‏-‏ شاءوا أم أبوا‏-‏ تقوم إمكانية تحقيق مقاربة عقلية مهمة مع الواقع الراهن‏.‏

‏49‏ راجع بسام طيبي‏:'‏ في ظل الله‏-‏ الإسلام وحقوق الانسان‏,.‏ إضافة واجب جديد‏',‏ دوسلدورف‏2003.‏ ص‏286‏ يتبع‏.‏ ويبدو التناقض في اعتبار مفهوم الإسلام الأوروبي‏,‏ كأنه من جهة يقف مع إسلام يتلاءم مع النمط الأوروبي السائد وتشريعات الحريات‏,‏ و يري بسام طيبي من جهة أخري أن يسود الفكر الديني اتجاه محدد‏,‏ ويرغب في استعمال‏'‏ الوسطية‏'‏ لرؤيته للإسلام‏.‏

‏50‏ أشير فقط إلي الصفحة الإلكترونية‏'‏ اللاصواب السياسي‏',‏ التي وصفت بشكل خاص الصراع ضد الاسلام‏.http://politicallyincorrect.de‏

‏51‏ راجع‏.‏ هاينر بيلفلد‏HeinerBielefeldt,'‏ فلسفة حقوق الانسان‏'‏
‏MenschenrechtePhilosophieder,‏ دارمشتات‏1998.‏

‏52‏ نافد كرماني‏NavidKermani,‏ جيد‏,‏ لانكم علمتموني‏...‏تجدها‏:‏ الصحيفة اليومية‏Taz‏ بتاريخ‏20/11/2004,‏ ص‏3.‏

‏53‏ إمانوييل كانت‏ImmanuelKant,‏ ما هو التنوير النشره الاكاديمية لأعمال كانت‏,‏ المجلد‏VIII,‏ ص‏.35.‏

‏54‏ راجع‏.‏ علي سبيل المثال مونيكا شروتله‏MonikaSchr?ttle:'‏ الزواج القسري‏-‏ العنف وعدد من العلاقات لنساء من خلفية مهاجرة وبلا خلفية مهاجرة في ألمانيا‏-‏ التمييز بدل الاصطفاف‏'‏ تجدها في‏:‏ الوزارة الفدرالية للعائلة‏,‏ المسنون‏,‏ النساء والشباب‏(‏ الناشر‏),‏ الزواج القسري في ألمانيا‏.‏ التصميم والتحرير‏:‏ المعهد الألماني لحقوق الانسان‏,‏ بادن بادن‏2007,‏ ص‏.149-170.‏

‏55‏ راجع‏,‏ هنريك م برودر‏HenrykM.Broder:'‏ يا سلام‏,‏ نحن نستسلم‏!‏ من الرغبة في الإخضاع‏',‏ برلين‏2006‏

‏56‏ كمطابق يمكن اعتبار المفهوم المترسخ في الانجليزية‏Homophobia‏ أيضا كموقف عدائي عنصري يخاطب به المثليون‏.‏

‏57‏ إن العنصرية ليست عقيدة بيولوجية فحسب بل تنطوي دائما علي مكونات ثقافية‏.‏ هذا ما ترينا إياه دراسة كارين بريستر‏KarinPriester'‏ العنصرية‏-‏ تاريخ اجتماعي‏'Rassismus.EineSozialgeschichte,‏ لايبزيغ‏2003.‏ راجع أيضا مارك تركسيدس‏MarkTerkessidis:‏
‏'‏ ابتذال العنصرية‏-‏ الجيل الثاني من المهاجرين يطور آفاقا جديدة‏'DieBanalit?tdesRassismus-MigrantenzweiterGenerationentwickelneineneuePerspektive.,‏ بيل‏-‏ف‏-‏لد‏2004.‏
‏Vgl.RunnymedeTrust,Islamophobia:Achallengetousall,58London1997‏

‏59‏ راجع‏.‏ البعثة الأوروبية ضد العنصرية وعدم التسامح‏,‏ التقرير الثالث في ألمانيا‏,‏ أضيف في‏5‏ كانون الأول‏/‏ ديسمبر‏2003,‏ ونشر بتاريخ‏0