مؤتمر لكل اليمنيين..!!
الخميس, 10-مارس-2011
أفتتاحية صحيفة الثورة -

تلتئم اليوم أكثر من 40 ألف شخصية وطنية من كافة محافظات الجمهورية ومختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية والشبابية والفكرية ومنظمات المجتمع المدني في مؤتمر وطني عام هو الأكبر في تاريخ اليمن المعاصر ينعقد تحت شعار "الاحتكام للشعب والتمسك بالثوابت الوطنية على طريق التداول السلمي للسلطة"، حيث سيقف هذا المؤتمر الذي دعا إليه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، أمام الأوضاع الراهنة على الساحة الوطنية بهدف الخروج برؤى موحدة تنهي الأزمة القائمة بين شركاء الحياة السياسية وتجنب الوطن كل ما قد يهدد أمنه واستقراره ويُلحق الضرر بوحدة وسلامة نسيجه الاجتماعي، ويحول دون انزلاق اليمن في أتون الفوضى والفتن والأزمات والمحن التي قد تنال من كل مكتسباته التي تحققت في ظل ثورته ووحدته ونهجه الديمقراطي.
وما ينتظره أبناء الشعب اليمني ويعولونه على هذا المؤتمر الذي سيضم كل نخبه من أهل الحل والعقد من أصحاب الفضيلة العلماء وأعضاء مجلسي النواب والشورى والمجالس المحلية ووجاهاته الاجتماعية وقياداته الشبابية ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات السياسية والحزبية، هو الالتقاء على كلمة سواء، والإجماع على وثيقة وطنية تضع حداً فاصلاً لحالة الانسداد السياسي التي أصبحت تمثل شرخاً يتسلل منه أصحاب الأجندات الخاصة والمتربصون باليمن والحاقدون عليه وعلى ثورته ووحدته ومسيرته التنموية والديمقراطية.
وليس هذا وحسب، بل أن هذا المؤتمر الوطني غير المسبوق معني أيضاً بإغلاق الباب أمام رياح عاصفة الفوضى الهوجاء التي تجتاح المنطقة العربية، والتي وجد فيها البعض - مع الأسف الشديد- فرصة لتصفية حساباته الذاتية الضيقة مع هذا الوطن عن طريق خلط الأوراق ومحاولة الانقلاب على الديمقراطية وإرادة الشعب في صناديق الاقتراع وشرعية مؤسساته الدستورية، وذلك عبر التحريض على محاكاة ما يعتمل في بعض البلدان العربية وإسقاط ما يجري فيها من أحداث على الواقع اليمني، برغم اختلافه الكلي عن أوضاع وظروف تلك البلدان!!.
وعليه فإذا كان فخامة الأخ رئيس الجمهورية قد أراد بدعوته لعقد هذا المؤتمر الوطني الهام، وضع جميع أبناء الشعب أمام مسؤولياتهم الوطنية تجاه بلادهم وتحديات الحاضر واستحقاقات المستقبل، فإنه بعودته إلى الشعب إنما يؤكد من جديد على أن الشعب اليمني هو بالفعل مالك السلطة ومصدرها وأنه لا سبيل لتجاوز إرادته أو الالتفاف عليها تحت أية يافطة كانت، بعد أن أنهى بوحدته ونظامه الديمقراطي عهود الانقلابات، وأطاحت ثورته بأزمنة الوصاية والتسلط والهيمنة على خياراته، وأصبح يملك حق اختيار حكامه والتعبير عن قراره بكل حرية.
ويبقى التفاؤل والأمل في أن يكون هذا المؤتمر محطة جديدة من محطات مسيرة الديمقراطية ومسارات الحوار الوطني، التي من شأنها إعادة تصويب بعض المواقف، التي تسعى إلى ركوب الموجة وشرعنة الفوضى والتسيب والانفلات في الشارع اليمني دون وعي أو إدراك لفداحة العواقب والكوارث الجسيمة التي يمكن أن تحل باليمن جراء مثل هذه الاندفاعات غير المسؤولة، والتي سيكون ثمنها باهظاً على الوطن وكافة أبنائه.
وخلاصة القول: إننا اليوم أمام لحظة مفصلية هامة تتطلب استنفار الروح الوطنية، واستدعاء العقل والحكمة اليمانية، واستشعار حقيقة أن اليمن وطننا جميعاً وعلينا أن نحافظ عليه في حدقات عيوننا بتغليب مصالحه العليا على ما عداها من المصالح والاعتبارات.
وفي لحظة فارقة ومصيرية كهذه تظهر معادن الرجال على حقيقتها، ويبرز الغث من السمين، ويتضح بجلاء من يقف مع الوطن ومن يقف ضده.. والله مع من أحسن عملا.