رئيس الجمهورية خلال لقائه رجال الدين: أسقطنا ذرائع التوريث والتمديد ومن يتهرب من الحوار يضمر شراً للوطن
الثلاثاء, 01-مارس-2011
الميثاق إنفو -
التقى فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية يوم أمس الاثنين في جامع الصالح بأعضاء جمعية رجال الدين في اليمن.

حيث تحدث القاضي محمد إسماعيل الحجي رئيس الجمعية والشيخ عبد المجيد الزنداني والشيخ حسين الهدار والشيخ أبو الحسن مصطفى أحمد المأربي والقاضي محمد الاكوع.



استعرضوا في كلماتهم الدور الذي يضطلع به رجال الدين والجهود التي بذلوها من اجل رأب الصدع وإصلاح ذات البين وإخماد الفتنة التي يسعى البعض لإشعالها في الوطن مع ما سيترتب على ذلك من إزهاق للأرواح وتدمير للممتلكات العامة والخاصة وإشاعة للخراب.

كما استعرضوا نقاط المبادرة التي حملها فخامته للجنة رجال الدين المرجعية لنقلها إلى أحزاب اللقاء المشترك والمتضمنة ثماني نقاط هي:

- سحب قانون الانتخابات والاستفتاء وإعادته إلى مجلس النواب لإقراره بالتوافق.

- سحب مشروع التعديلات الدستورية المنظورة حاليا أمام مجلس النواب وتشكيل حكومة وحدة وطنية لإجراء التعديلات الدستورية بالتوافق.

- تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتوافق.

- إحالة الفاسدين إلى القضاء وسرعة البت في قضايا الفساد المنظورة أمام القضاء.

- إطلاق أي سجين ممن لم تثبت إدانته أو لم يكن له قضايا منظورة أمام القضاء.

- يتم اختيار خمسة قضاة يقوم كل طرف باختيار اثنين منهم والخامس يتم اختياره من لجنة رجال الدين المرجعية أو بالتوافق بين القضاة الأربعة وذلك للفصل في النزاع القائم بين إطراف العمل السياسي.

- إيقاف الحملات الإعلامية والمهاترات والتحريض وذلك بما يهيئ الأجواء لإنجاح الحولار الوطني.

- إيقاف المظاهرات والاعتصامات بما يكفل إزالة أعمال الفوضى والتخريب والاحتقان في الشارع ومن كل الأطراف.

ودعا رجال الدين أطياف العمل السياسي إلى أن يتقوا الله في أنفسهم وان يعملوا من اجل تحقيق التقارب والتفاهم بما يجنب الوطن الفتنة والاقتتال..مشيرين إلى أن رجال الدين عليهم واجب أمام الله أولا وأمام الشعب وضمائرهم عليهم أن يؤدوه للتقريب بين الناس وجمع كلمتهم وتوحيد الصف.

وأوضحوا أن فخامة الأخ الرئيس قد استقبل لجنة رجال الدين المرجعية لعدة ساعات واستمع منهم بسعة صدر وتحاور معهم بعقل منفتح وروح مسؤولة حريصة على الحوار والتفاهم وتجنيب الوطن الانزلاق إلى أي منزلقات خطرة.

وأكدوا ما يتوجب على الجميع فعله من أجل مراعاة مصلحة الوطن والشعب وبخاصة في ظل الظروف الراهنة التي يواجه فيها الكثير من التحديات التي تتهدد أمنه واستقراره ووحدته ومكاسبه وسكينته العامة وسلمه الاجتماعي.

كما أكدوا ضرورة الاستجابة لصوت العقل والمنطق والاحتكام إلى شرع الله في ما تنازع فيه المتنازعون.. وان يعتصم الجميع بحبل الله تجسيدا لقوله تعالى « واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا».

وأشار رجال الدين إلى أن هذا هو وقت النصيحة ووقت اللجوء إلى العقل والحكمة لتدارك عواقب الأمور والوصول بالوطن إلى بر الأمان.

وقد ألقى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كلمة رحب في مستهلها رجال الدين من كل محافظات الجمهورية .

وقال « إن شاء الله يكون هذا الاجتماع فيه الخير والبركة على أيدي هذه الكوكبة من رجال الدين في اليمن الزاهدين والعاقلين الذين سيقولون كلمة الحق ولو على أنفسهم، ويقولون للمخطئ أخطأت، والمحسن أحسنت بعيدا عن المجاملات والمحاباة للحاكم والمحكوم».

وأضاف : «ما من شك في أن الوطن العربي كله يمر بمرحلة خطيرة، ووطننا اليمن جزء لا يتجزأ من الأمة العربية ويمر هو أيضا بهذه الأزمة، بمعنى أنها تقليد في تقليد المراقب يراقب والمتابع يتابع، وأكثر ما يحدث في اليمن وفي أقطار أخرى من الوطن العربي في الوقت الحاضر تقليد ليس إلا».. مؤكدا أن لكل مشكلة حلاً.

وتابع « هناك صراع في أقطار عربية وأجنبية، وفي نهاية المطاف يجلس المتصارعون على طاولة المفاوضات بعد أن تسال الدماء وتهدر الطاقات ويدمر الاقتصاد، في حين أننا دعونا أخواننا وأبناءنا من أبناء جلدتنا إلى طاولة الحوار لنحكم شرع الله وكتابه، باعتبار أن كتاب الله وسنة رسوله هما المرجعية، وهما ليسا من انجاز علي عبدالله صالح أو من انجاز آخرين، لكنهم تهربوا من الحوار لأنهم يضمرون شرا للوطن، وإلا لماذا يتهربون من الحوار».

وقال فخامته «هناك نقاط ثمان اتفقنا فيها مع رجال الدين، وكما تحدث الشيخ عبدالمجيد الزنداني جلسنا أكثر من ساعات نبحث عن حلول في ضوء بيان هيئة رجال الدين الذي تحدث عنه الشيخ عبدالمجيد، وتبلورت أفكار ونقاط ثمان، وقالوا سنذهب إلى الطرف الآخر نسمع منه، لكن هناك تسويف من الطرف الآخر، لان لديه أجندة فوضوية، وأنا أقولها رجال الدين يتحملون مسؤولية في الدنيا والآخرة، ويتحملون مسؤولية ما يترتب على الفوضى من إزهاق للأرواح وهدر للطاقات وإخافة للطفل والمرأة، ستتحملونها انتم اليوم وبعد اليوم».

وأردف قائلا « أن الهدف من الدعوة إلى هذا الاجتماع ليس للخروج ببيان، وإنما لتدارس الوضع اليمني الخطير، وأنتم كوكبة من رجال الدين فقولوا كلمة الحق للحاكم والمحكوم، فقد قدمنا مبادرة وحزمة من الإصلاحات عن طريق ممثلي الأمة في مجلس النواب ولم نسمع أي إجابة عليها على الإطلاق ، كما قدمنا ما توصلنا إليه من خلال الحوار مع مرجعية رجال الدين ولم نستلم أي إجابة بل تسويف، وبالحرف الواحد رافضين الحوار وراكبين موجة الفوضى ويحتكمون إلى الشارع غير قابلين بالحوار، وهذه معلوماتنا صحيحة منهم، لان الحوار بحسب كلامهم انتهى وقته ونحن نحتكم إلى الشارع، فيما نقول نحن نحتكم للشعب فهو مالك السلطة ومصدرها، ندعوهم إلى كلمة سواء إلى انتخابات نيابية ومن ثم نأتي بعدها إلى انتخابات رئاسية، وقد أفشلنا كل الذرائع والإدعاءات التي كانوا يدعون بها كالتوريث والتمديد، وهي الاسطوانة المشروخة التي يرددونها للمزايدة».

ومضى فخامة الأخ الرئيس : «هؤلاء متأبطون شراً بالوطن اليمني لتجزيئه وأنا أحذر من التجزئة, لن يقدروا على أن يحكموا حتى أسبوعا واحداً وأجزم بذلك ..وأن اليمن سيتقسم وسيتشطر أكثر مما كان عليه من شطرين إلى أربعة، هؤلاء راكبون موجة حماقة وأقول موجة حماقة.. وأقول خافوا الله في وطنكم رجال الدين وقولوا كلمة حق، هؤلاء راكبون موجة حماقة».

وأردف : «الآن انتم تشاهدون عبر شاشات التلفزيون والله سبحانه وتعالى خلق لنا سمعاً وبصرا، لسنا صماً بكماً لا نفهم أو لا نعقل، نحن نتابع ما يجري في عدن الآن هم داعون إلى هبة غداً (اليوم) للتضامن مع عدن يتضامنون مع من يقوم بإحراق وإتلاف الممتلكات والسطو على أقسام الشرطة وعلى مراكز الدولة في عدن وحرق سيارات الناس وسيتضامن معهم اللقاء المشترك في هبة ويوم الجمعة في هبة على أساس أنه يتضامن مع محافظة عدن بينما هو يتضامن مع العناصر التي خربت كل شيء جميل بنيناه في عدن، فقد قتلوا أفرادا من الشرطة وأزهقوا الأرواح وأطلقوا النار من بيت إلى بيت بعد غروب الشمس ويدعون أن الشرطة هي من تقوم بذلك بقصد إحداث فتنة داخلية بينما من يقوم بذلك هي عناصر حاقدة ومأجورة من عناصر الردة والانفصال».

وتابع : «نتحدث بالعربي الفصيح من يقوم بتلك الأعمال هي عناصر الردة والانفصال، وما أحزاب اللقاء المشترك إلا راكبون الموجة مخيمين على باب الأمن السياسي للمطالبة بإطلاق عناصر تنظيم (القاعدة) الذين يقتلون ضباطاً وأفراداً في الشرطة والجيش ويقتلون الضباط في حضرموت وأبين وشبوة ويخيمون على باب الأمن السياسي مطالبين بإطلاق سراح عناصر تنظيم القاعدة هذه هي المفارقات «.

وقال فخامة الأخ الرئيس : «نحن دعيناكم كرجال الدين ومرشدين وكخطباء لنتحدث بوضوح في هذا اللقاء الذي مدة انعقاده ليست محددة بوقت زمني لما من شأنه الخروج بقرارات تصب في خدمة المصالح العليا للوطن، ونحن نقول علينا أن نحتكم إلى كتاب الله والوثيقة التي أرسلناها مع الشيخ عبد المجيد الزنداني إلى أحزاب اللقاء المشترك نريد الإجابة دون انتظار حتى تتطور الأحداث يوما بعد يوم ونصبح كلنا نادمين».

واستطرد قائلا : «يا أخي هذه مبادرة قدمها رئيس الجمهورية في البرلمان رد على هذه المبادرة واتفق مع رجال الدين ..رد عليها وماذا تتوقع من إجراءات الآن في ظل أزمة لا نستطيع أن نتخذ إجراءات إلا في أجواء آمنة نحيل الفاسدين إلى القضاء وغير الصالحين إلى الخروج من السلطة، فهذه الإجراءات تتخذ في ظل أجواء هادئة وآمنة وليس في ظل أزمة والذي يقول لك إنه من الضروري المعالجة الآن فنقول له طيب تعالوا شكلوا حكومة وحدة وطنية وأعطوا لنا أسماء ممثليكم ضمن التشكيلة لنعلنها».

وقال فخامة الأخ الرئيس « البلد ليس ملكاً لعلي عبدالله صالح ولا لأحزاب المعارضة ولا لعالم وشيخ قبيلة، بل هو ملك لهذه الأمة، فالوطن ملكنا جميعا، والذي يطالب بالرحيل من السلطة نقول له على الرحب والسعة بحيث يتم ذلك عبر صناديق الاقتراع والالتزام بالدستور والقانون، وليس بالفوضى، وهذا كلام مستحيل، فالقرار ليس قرار علي عبدالله صالح، وإنما قرار كل مواطن يمني».

وأضاف « لا جيش ولا امن تدخل، فالجيش في معسكراته والأمن يحمي المتظاهرين، وقد كفل الدستور حق التعبير لكل مواطن بالطرق السلمية، لكنهم بأعمال الفوضى حرموا المواطنين من فتح محلاتهم ومتاجرهم، فكيف لهم أن يفتحوها وهم جالسون مخيمون على أبوابها ، وبدلا من ذلك عليهم الاعتصام أمام البرلمان أمام ممثلي الأمة وأمام مجلس الوزراء، بدلا من حرمان الناس من عيشهم وقوتهم وإلحاق الضرر بهم بإغلاق محلاتهم»..

وتساءل عن الجدوى من التمترس في الشوارع والتنقل من مكان إلى آخر ومن مديرية إلى أخرى عبر السيارات سواء من قبل المعارضة أو المناصرين بغض النظر عن الإعداد مع المعارضة أو الدولة، فكل واحد يعرف حجمه.وقال « اتقوا الله في بلدكم، وفي أنفسكم، وفي أطفالكم».. واصفا مثل هؤلاء بالمغامرين .

وخاطب فخامته الداعين إلى السلطة قائلا « تعالوا إلى السلطة عبر القنوات الرسمية والقنوات الشعبية، تعالوا نتفاهم عبر الحوار، لكنهم يقولون نريد السلطة عن طريق الشارع، لان الحوار انتهى وليس وقته الآن بحجة ارتباطهم بالشارع».

وأضاف « للأسف أن من بينهم أناس لم يكونوا عند هذا المستوى من التفكير، وكانوا يعرفون بالعقلاء، واليوم شلت عقولهم وانجروا وراء الغوغاء والفوضى».

وتابع فخامة الأخ الرئيس قائلا « لقد شكلنا لجنة للحوار مع الشباب، إلا أن الشباب الآن منشغل».. متسائلا عمن يحرك الشباب ويصرف عليهم ويتولى نقلهم بالحافلات، ومن أين الأموال التي تستخدم لتنقلهم.

وقال « الساكت عن الحق شيطان أخرس سواء كان عالماً أو مواطناً أو رئيساً، والكثير يعرف من أين تأتي هذه الأموال ومن أين تصرف، ولا داعي للمجاملة، وأنا اعرف لكن لا أحب أن أقولها الآن، ومعظمكم في هذه القاعة يعرف من أين وكيف.. سيحاسبكم الله يوم القيامة، سيحاسب رجال الدين أكثر من غيرهم إذا ما سكتوا عن قول الحق.. سيحاسبهم الله حسابا مضاعفا».

وأضاف « لا نود الخروج من هذا اللقاء مع رجال الدين بدون فائدة للوطن،تحاوروا وتفاهموا وعينوا من كل محافظة أو من كل فئة شخصية من العقلاء يصيغون ما تريد كل الأطراف بحيادية تامة وبمسئولية».

وقال فخامة الرئيس : «دعونا نتفاهم بلغة القرآن كتاب الله كمرجعية واخرجوا بقرارات مفيدة، ونحملكم يا رجال الدين كامل المسؤولية أمام الله وأمام هذا الوطن ما رأيتموه سنقول لكم سمعا وطاعة وعليكم أن تراجعوا الطرف الآخر» .. مشيرا إلى انه رغم تعدد المبادرات إلا انه لم يأت من الطرف الآخر أي رد بما في ذلك مبادرة رئيس الجمهورية التي لم يأت منهم أي رد عليها، إضافة إلى ما تم الاتفاق عليه مع الإخوة المرجعية من رجال الدين وإنما ردوا علينا بقولهم « لا نقدر نرد.. نحن نحتكم إلى الشارع «وكل يوم تزيد الخيام».

وأضاف : «لقد جعلوا مشكلة الوطن هي الخيام وفي نهاية المطاف إلى أين ستفضي هذه الفوضى مع هؤلاء الذين ترعرعوا في ظل الجمهورية والوحدة.. لا يعرفون ما كانت عليه اليمن في عهد التشطير وكيف كان وضع معيشة المواطنين».

وتابع: «نعم .. نحن نطلب المزيد من الإصلاحات .. نطلب المزيد من استكمال البنية التحتية في مجال الخدمات والتربية والصحة.. كلنا ننشد ذلك، ولكن أين إمكانياتنا.. وهم يقولون الأمر بيد الأخ الرئيس وأنا قلت والله أنا آخر مبادرة أطلقتها في مجلس النواب ومع رجال الدين فهؤلاء هم المرجعية يذهبون إلى المعارضة» .

وأردف فخامة الأخ الرئيس قائلا» : قلت مبادرتي في مجلس النواب.. وهناك من يطرح انتخابات رئاسية مبكرة، وآخر يقول نريد أن ترحل من السلطة.. ونحن نقول نحن مستعدون نرحل، لكن ليس عن طريق الفوضى فليخافوا الله, وانتم رجال الدين.. نحن مستعدون، ونؤكد أننا قد مللنا وسئمنا من السلطة (32) سنة وهناك أناس سئموا منا وهكذا الحياة لكن كيف يتم ذلك بطرق سلمية» .

واستطرد فخامة رئيس الجمهورية قائلا : «هكذا أتحدث مع رجال الدين بشفافية، وهنا يكمن دور رجال الدين عندما يتحدثون ويقولون للمحسن أحسنت وللمخطأ أخطأت دون مجاملة ودون محاباة» .

وقال :« لقد قدمت حزمة من الإصلاحات ولم يستجب أحد، وجئتم إلي بمبادرات وقلت لكم موافق عليها .. فخافوا الله وراقبوا الله في بلدكم وفي شعبكم.

وتمنى فخامته في ختام كلمته لهذا الاجتماع التوفيق والنجاح وان لا ينفض حتى يخرج رجال الدين بنتائج تجنب اليمن الفتنة كون أي فتنة ستحصل في اليمن ستكونون المسؤولين عنها أمام الله وأمام الوطن.

حضر اللقاء رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي .