وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية يجاهدون لاحتواء
الأحد, 10-أكتوبر-2010
الميثاق إنفو -


سعى وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية في الاقتصادات الكبرى في العالم لإخماد التوترات المتنامية بشأن العملة التي تهدد الانتعاش الاقتصادي الضعيف حيث دعت الولايات المتحدة صندوق النقد الدولي إلى التصرف بحزم لتعزيز الاستقرار .



وقال وزير الخزانة الامريكي تيموثي جايتنر ان اعادة التوازن الى الاقتصاد العالمي لا تسير بالوتيرة المطلوبة وان تدخل الدول ذات العملات المقومة بأقل من قيمتها في أسعار الصرف يعيق هذه الجهود .



وقال “إنها في النهاية مسؤولية الدول أن تتصرف . . لكن يتعين على صندوق النقد الدولي أن يوضح التحديات بشكل فعال وان يحشد الدعم للتحرك” .



واجتمع وزراء مالية دول مجموعة العشرين لبحث مشكلات العملة التي تتصدر جدول أعمال اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي، والتي تعقد مرتين سنوياً .



أثارت سياسة الصين في التحكم في قيمة اليوان استياء الشركاء التجاريين الذين يرون أنه مقوم بأقل من قيمته الفعلية ويقولون إن هذا يسمح للصين بتحقيق فائض تجاري ضخم على حساب الدول الأخرى .



وأنهى اليوان تعاملات يوم الجمعة عند أعلى مستوى اغلاق منذ يوليو/تموز 2005 وهو ما قد يكون مؤشراً إلى أن بكين باتت حساسة تجاه المطالب المتزايدة للسماح بارتفاعه بوتيرة أسرع .



وفي الوقت نفسه تراجع الدولار إلى أدنى مستوى في ثمانية أشهر ونصف أمام سلة عملات بسبب توقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سيتخذ مزيداً من الخطوات لتيسير السياسة النقدية والتي عززها تقرير أظهر أن الاقتصاد الأمريكي فقد 95 ألفاً في الشهر الماضي .



من جانبه، قال يوسف بطرس غالي رئيس اللجنة النقدية والمالية الدولية بصندوق النقد الدولي ان التوترات بشأن اسعار صرف العملات العالمية تحتاج الى ان يتم تسويتها في هدوء “في غرف مغلقة”، وليس من خلال مناقشات علنية .



وأضاف وزير المالية المصري ان توترات اسعار الصرف التي اثارت مخاوف من جولة منافسة عالمية على خفض قيم العملات سيناقشها وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية في الاقتصادات الكبرى في العالم في واشنطن في مطلع الاسبوع المقبل .



وأبلغ بطرس غالي مطبوعة داخلية في صندوق النقد “مسألة سعر الصرف ستكون في جدول الاعمال لكنها لن تكون في جدول المناقشات العلنية . . . هذه مسائل يمكن حلها في غرف مغلقة ومحاولة ايجاد ارضية مشتركة لجميع الأطراف المعنية بشأن كيف نريد التعامل مع المسألة” .



وقال إن توترات اسعار الصرف هي أحد الاعراض لمشكلة اقتصادية أوسع .



“نموذجياً فإن تلك المشكلة لها أكثر من عرض واحد . اننا وضعنا يدنا على العرض الاكثر وضوحاً لكن هناك أشياء أخرى يمكن عملها لمعالجة نفس المسألة وحل نفس المشكلة . . . هذا سيحتاج الى معالجة هادئة وفي روح من التعاون” .



وقال بطرس غالي إنه حتى اذا لم تتوصل الدول إلى تفاهم بشأن كيفة حل المسألة فإن مجرد مناقشتها شيء مفيد وصندوق النقد الدولي هو المكان لتلك المناقشات .



وأضاف قائلاً “كلما ناقشنا المسألة أصبح لدينا تفهماً أفضل لطبيعة المشكلة” .



وقال بطرس غالي ان اتفاق الدول على كيفة اعادة موازنة النمو سيستغرق وقتاً . وأضاف قائلا “انه ليس شيئاً الحل فيه يأتي بمجرد الدخول إلى غرفة . انه شيء يحتاج الى مناقشات هادئة ودبلوماسية هادئة لتحريك الأمور” .



وفي وقت سابق من هذا الاسبوع قال بطرس غالي انه ما لم تشعر الاقتصادات الصاعدة بأن أصواتها مسموعة داخل صندوق النقد الدولي فإن الصندق لا يمكنه ان يكون فعالا في التعامل مع المسائل العالمية الصعبة بما في ذلك التوترات بشان اسعار صرف العملات .



ولخص وزير الخزينة الأمريكي تيموتي غايتنر موقفهم امام الاجتماع العلني لصندوق النقد الدولي مندداً “باتساع نطاق التدخلات في اسواق الصرف من جانب بلدان تسعى إلى عرقلة رفع قيمة عملتها الأدنى من قيمتها” . ولم يشر صراحة الى الصين لكن حاكم البنك المركزي الصيني زهو شياوشوان رفض مجددا هذه الضغوط .



وذكر في مقابلة مع “بي بي سي” ان الصين سمحت بتعويم عملتها اليوان بشكل أكثر حرية منذ يونيو/حزيران مضيفاً “ونحن نقوم بذلك بشكل تدريجي بدلاً من اتباع علاج الصدمة” . واليوان الذي أصبح عملياً مربوطاً بالدولار منذ نحو عامين لم يرتفع الا بنسبة 4 .2 في المئة خلال ثلاثة اشهر بيد انه ارتفع الجمعة الى اعلى مستوى له منذ تخفيضه في 1994 .



وتطالب العديد من الدول وفي طليعتها الولايات المتحدة، برفع اسرع للعملة الصينية . بيد ان مدير عام صندوق النقد الدولي دومنيك ستروس كان قال إنه “لا يمكن ان نتوقع من الصين ان تفعل ذلك بين عشية وضحاها” .



ويمكن أن يوفر صندوق النقد مخرجاً لهذه الازمة من خلال تشديد اجراءاته في مراقبة اسعار الصرف .



وكان اطلق في مارس/آذار مقترحا لنشر تقارير حول آثار السياسة الاقتصادية (الميزانية والنقدية او نسب الصرف) للاقتصادات العالمية الكبرى على الاقتصاد العالمي . ولم يحصل مشروع “التقارير عن الآثار الدولية” لسلوك بلاد ما حتى الآن على الاغلبية الضرورية لاعتماده .



ويقتصر صندوق النقد الدولي حالياً في تقاريره عن اقتصادات الدول الاعضاء على الانعكاسات الوطنية للخيارات الاقتصادية . ويقلل التعقيد الذي يحيط الاجراء الخاص بالتنبيه على دولة ذات عملية مخفضة القيمة، من جدوى مثل هذا الاجراء .



وجهد ستروس كان في تهدئة التوتر بشأن “حرب العملات” التعبير الذي اطلقته البرازيل نهاية سبتمبر/ايلول . وقال “إنها على الارجح عبارة قوية جداً” . واعربت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كرستين لاغارد من جهتها عن الأسف للحديث عن حرب في هذا المجال واعتبرتها “فكرة سيئة” .



وإزاء غياب اجراء قوي حول العملات يتوقع أن يتوصل الأوروبيون في وقت لاحق إلى اتفاق حول تقسيم مقاعد مجلس ادارة صندوق النقد . وهي تسيطر على تسعة من المقاعد ال 24 بيد أنه طلب منها التنازل عن بعض المقاعد لفسح المجال أمام الدول الناشئة .



وقال مساعد وزير المالية الالماني يورغ اسموسن “اننا بحاجة على الارجح للمزيد من الوقت” .



قال وزير المال الكندي جيم فلاهيرتي أمس الأول في واشنطن إنه لن يكون هناك اتفاق بالاجماع للتصدي إلى “حرب العملات” .



وقال فلاهيرتي على هامش مشاركته في الجمعية السنوية لصندوق النقد الدولي “لا أتوقع بتاتاً أن يكون هناك اتفاق بالاجماع في واشنطن حول العملات، حول تلك التي تملك سعر صرف جامداً” مثل اليوان الصيني “وحول الطريقة التي يجب أن تتقلب فيها” .



ويتبادل قادة الدول الغنية والصاعدة في مجموعة العشرين الاتهامات اما بإضعاف عملتهم بشكل مقصود لتشجيع صادراتهم، أو بممارسة ضغوط عن غير وجه حق بهدف رفع سعر الصرف لعملة أخرى .



والتقى وزراء مال دول مجموعة العشرين صباح أمس الأول على فطور عمل، لكنه شكل على الاخص مناسبة للتطرق إلى مسألة إصلاح صندوق النقد الدولي، على ما أشارت من جانبها وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد .



كما أشار الوزير الكندي إلى أنه سيكون هناك موقف مشترك من جانب الدول التي تتقلب فيها العملة بشكل حر، “مثل الولايات المتحدة، كندا، استراليا، نيوزيلندا، البرازيل وغيرها”، للتنبيه من الخطر الذي تشكله سياسة سعر الصرف الجامد لدى بعض الدول على الانتعاش الاقتصادي العالمي .



وتتهم دول عدة، في مقدمتها الولايات المتحدة، الصين بالتلاعب بقيمة عملتها لدعم صادراتها .



وسعت الولايات المتحدة وأوروبا واليابان لجعل أسعار العملات المسألة الرئيسية خلال المحادثات، ومارست ضغوطاً على الصين وغيرها من الدول الناشئة أخرى للسماح لعملاتها بالارتفاع بسرعة أكبر . وقال فلاهرتي إنه على الرغم من وجود “إرادة دولية” لوضع حد للخلاف بشأن العملة، فإنه لا يرى طريقاً يؤدي إلى الوصول لاتفاق .

اليابان: مجموعة السبع متفقة على رفض التحركات الجامحة للعملات



قال وزير المالية الياباني يوشيهيكو نودا، الجمعة، إن وزراء مالية مجموعة السبع اتفقوا خلال اجتماع على أن التقلبات الجامحة لاسعار الصرف الأجنبي غير مرغوبة .



وأضاف نودا أنه يعتقد أنه كسب تفهم نظرائه في المجموعة لموقف اليابان بشأن التدخل في سوق العملة وذلك خلال اجتماع غير رسمي .



وأبلغ الصحفيين بعد الاجتماع “لم نبحث أي شيء بشأن المستقبل لكن أعتقد أننا كسبنا تفهما لموقفنا الأساسي” . وتتصدر التوترات بشأن العملة جدول أعمال اجتماعات مجموعة السبع وصندوق النقد الدولي في وقت يواجه فيه صناع السياسات توجها لدى عديد من الاقتصادات العالمية لكبح قوة عملاتها . وتدخلت طوكيو في سوق العملة للمرة الأولى في ست سنوات يوم 15 سبتمبر/ أيلول حيث هدد الصعود المطرد للين مقابل الدولار بإخراج تعافي الاقتصاد الياباني الذي يعتمد على الصادرات عن مساره وذلك بعد أسوأ ركود تشهده البلاد منذ عقود . ويتأهب المستثمرون لتدخل جديد من جانب اليابان بعدما دفع تراجع مفاجئ في بيانات الوظائف الأمريكية الدولار إلى مستوى منخفض جديد في 15 عاماً مقابل الين يوم الجمعة . (رويترز)