تأثير العولمة... في الثقافة والأدب في اليمن
الأحد, 15-أغسطس-2010
أحلام صالح عباس -

 


انتشر استخدام مصطلح العولمة في كتابات سياسية واقتصادية عديدة بعيدة عن الإنتاج الفكري العالمي الأكاديمي في البداية وذلك قبل أن يكتسب المصطلح دلالات إستراتيجية وثقافية مهمة من خلال تطورات واقعية عديدة في العالم منذ أوائل التسعينات.
ويستخدم مفهوم العولمة لوصف كل العمليات التي بها تكتسب العلاقات الاجتماعية نوعاً من عدم الفصل "سقوط الحدود" وتلاشي المسافات حيث تجري الحياة في العالم كمكان واحد – قرية واحدة صغيرة – ومن ثم فالعلاقات الاجتماعية التي لا تحصى عدداً أصبحت أكثر اتصالاً وأكثر تنظيماً على أساس تزايد سرعة ومعدل تفاعل البشر وتأثرهم ببعضهم البعض.
وترتكز العولمة على التقدم الهائل في التكنولوجيا والمعلوماتية بالإضافة إلى الروابط المتزايدة على كافة الأصعدة على الساحة الدولية وقد كثر الحديث في هذا العصر عن العولمة ومفهومها وأبعادها المختلفة لذلك نجد أن كثيراً من المهتمين بها يختلفون فيما بينهم بين مؤيد ومعارض لها واختلفوا كثيرا في تعريفها هل هي عولمة اقتصادية أو ثقافية أو سياسية أو غيرها وبما أن منطلقات هذا البحث هي قبول العولمة كأمر واقع نعيشه ويفرض علينا من جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية الثقافية فلن يعبر وبشكل مباشر عن طبيعة المرحلة التي يعيشها العالم الآن كدلالة على هذا التحول الحضاري الذي تمر به الإنسانية قاطبة في بداية الألفية الثالثة ولقد أدى تسارع الأحداث السياسية التطورات العلمية والتقنية الاتصالية والثقافية على الصعيد العالمي في السنوات القليلة الماضية الى جعل العولمة كلمة مفتاحيه لا غنى عنها للحديث عن أي ظاهرة من الظواهر التي تسود العالم.

تعريف العولمة:
تعني العولمة في مدلولها اللغوي "تعميم الشيء وتوسيعه لشمل العالم كله وهي تعني تعميم فكر أو أسلوب أو ثقافة أو قيم أو أنماط أو سلوكية أو توسيع دائري ليشمل العالم بأسره"
وقد عرفها الشيرازي بأنها "إعطاء الشيء صفة عالمية من النطاق والتطبيق"ولقد عرف احد المعاجم بأنها تعني "إكساب الشيء طابع العالمية"ومنها جاءت عولمة الطب وعولمة الثقافة وعولمة التكنولوجيا وعولمة الإنتاج وغيرها.
والعولمة في اللسان العربي من العالم ويتصل بها فعل "عولم" على صيغة فوعل وهي من الأبنية الصرفية العربية ويرى د/باسم علي خريسان أنه لا يوجد تعريف محدد للعولمة لكون العولمة ظاهرة جديدة لا تزال في طور التكوين بالإضافة إلى كونها ذات طابع شمولي تسمى العولمة Globalization وتعني لغوياً تعميم الشيء أو المفهوم أو القيمة أو السلعة أو الموقف وتوسيع دائرة تأثيره لتشمل كل الكرة الأرضية على اعتبار أن Globe هي الكرة.
ذكر برهان غليون أن "العولمة هي ديناميكية جديدة تبرز داخل العلاقات الدولية من خلال تحقيق درجة عالية من الكثافة والسرعة في عملية انتشار المعلومات والمكتسبات التقنية والعملية للحضارة يتزايد فيها دور العامل الخارجي في تحديد مصير الأطراف الوطنية المكونة لهذه الدائرة المندمجة وبالتالي لهوامشها أيضاً".
أما أحمد أبو زيد فقد عرفها بقوله: إن العولمة تعمل على توحيد الأفكار والقيم وأنماط السلوك وأساليب التفكير بين مختلف شعوب العالم كوسيلة لتوفير مساحة واسعة من الفهم المتبادل والتقريب بين البشر وإقرار السلام العالمي.
العولمة من العالم ومعناه أن تتحد شعوب العالم في جميع أمورها على نحو واحد فكأن العالم بيت واحد أو قرية واحدة إلا أن الجدل يظل مستمراً حول تحدي مفهوم العولمة فضلاً عن دوافعها وأهدافها وهو أهم جدل معاصر بدليل سيل الدراسات والعديد من الندوات والمؤتمرات المنعقدة حول العولمة وبمختلف اللغات.
وإن صياغة تعريف العولمة تعريفاً دقيقاً تبدو شاقة لتعدد تعريفات العولمة التي تختلف باختلاف إيديولوجيات الباحثين أو رؤيتهم السياسية أو وجهتهم العامة التي ينحازون إليها إزاء العولمة رفضاً أو قبولاً وقد تجاذب مفهوم العولمة ثلاثة تيارات:
o التيار الأول: يرى أن العولمة هي هيمنة القوى الاقتصادية والعسكرية على الأرض وبكلام أكثر دقة أمركة النظام الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي.
o التيار الثاني: يرى أنها عملية تبادل منافع وخبرات ومعارف بين أمم وشعوب الأرض وتحرر وتكامل اقتصادي.
o التيار الثالث: يرى أنها ظاهرة حضارية تؤدي إلى تحويل العالم إلى قرية كبيرة تتلقى نفس التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإعلامية وهذا كله يقود إلى الاندماج المتسارع للاقتصاد العالمي.

العولمة الثقافية وأثرها على الأدب في اليمن:
الأدب في اليمن تعبير لغوي خاص جداًُ بالمبدع المنتمي لمكان محدد والمبدع يتأثر بالمكان ويؤثر فيه بقدر طاقته الإبداعية والعولمة بمعنى الخروج من حدود المكان إلى مساحات العالم الأخرى تسمح للمبدع أن يؤثر بصورة أو بأخرى وقد تأثر مبدعون عرب بالغرب وانبهروا به وعلى الجانب الأخر تأثر مبدعون من الغرب بالشرق العربي وغير العربي حين انبهروا بسحره الأدبي أو الخيالي مثل حكايات ألف ليلة وليلة ومما لا شك فيه أن العولمة تمثل مادة ثرية للنقاش والتحاور بين كثير من العلماء والمفكرين حيث أنها ليست بحالة بسيطة يمكن معالجتها بسهولة بل هي حالة مركبة من أحداث ووقائع متعددة ومتنوعة من الصعب حصرها في موضوع واحد أو حتى في عدة موضوعات.
وبالنسبة للعولمة وأثرها على الأدب اليمني هناك من يتساءل شعراً عن العولمة وما هي كما في قصيدة الشاعر "شهاب محمد غانم" الذي يقول في قصيدة بعنوان "العولمة":
ما هي العولمة؟
أهي دين جديد؟
كل شيء يلوح جميلاً به – من بعيد
الانتخابات والجات والتقنيات
دائماً للأمام
وحقوق الأنام
أي دين مفيد؟
فلماذا يسن عليَّ بالنار أو بالحديد
ولماذا إذن قد أحال العباد عبيد؟"
ومنهم من تحدث عن العولمة مثل الشاعر الشعبي اليمني محمد عبدالله الناعري فقال:
"فرقونا الغرب لأحزاب وأجناس وحدود
وقسمونا لين صرنا دول متباعدة
أشعلوا نار التفرق وزادوها وقود
تحت اسم العولمة ما وجدنا فايدة
التعاير صار مبني على عدة بنود
والجواز أظهر علينا مشاكل واجدة"
ومن تأثير العولمة على الشعراء الشباب قصيدة قرأتها في صحيفة الثقافية لـ"سيف رسام بعنوان: ريبورتاج:
"عربٌ...
مازلنا نبحث عنا في
مزابل التأريخ
ومانشتات الوطن الهامش؟!
عربٌ...
ما زال قبحنا عارياً في
"فترينات" السياسة
وهالات الفرقد؟!
عربٌ...
ما زلنا نبحث عن جلاد
يعتنق الاسلام
ويبول على أنقاض المستقبل
كي نتمكن من إلقاء القبض على إبليس؟!
عربٌ...
لا نستطيع إلا أن
نكون منحرفين
أو متسولين
أو منتحرين
أو ........
أو عابري سبيل؟!
فمن سيخلصنا من غبار الكراسي
وشراء المخلفات؟!
من سيخلصنا من غرف النوم
وشاليهات الجسد؟!
من سيخلصنا من شبق
المرايا المحدبة..
ومساحيق التجميل."
وفي قصيدته الطويلة التي يطلب فيها من سيخلصه من أشياء كثيرة قديمة وحديثة منها على سبيل المثال:
من امرئ القيس ومن عنتر ومن مسيلمة ومن أمية ومن بني العباس ومن الفرس والروم ومن المذاهب ومن الطوائف ومن العنصرية ومن الدودحية ومن الاستعمار ومن الاستثمار ومن الإغاثة ومن الإعاقة ومن الإدانة،الشجب،الاستنكار،السياسة، الديمقراطية، الحش، الكلفتة، مغالاة المهور، الزواج السياحي، الفياجرا، العسل البلدي، خلطة العريس، من الثقافة، واللقافة والتحرر والانفتاح والانغلاق، الفساد والعباد، فقه الضرورات من هوليوود، الشرق، الغرب، من اليمين، اليسار، الأقصى، من المنفى من الموت من المار ينز من البشمرجة من التطور والبناء والتنمية من الوصاية من الجباية من ضد المجهول من التغيير من التنظير إلى آخره من الميمات إلى أن قال:
من ....؟!
عرب...
ليس إلا...!!
فمن سيخلصنا من
هذا الإدعاء اللعين؟!!
ولكي أعرف مدى تأثير العولمة على الأدب في اليمن قمت بعمل استطلاع لأراء عدد من الأدباء والكتاب والمختصين لمعرفة هل للعولمة تأثير على الأدب في اليمن ومدى هذا التأثير. وهذه فقرات الاستطلاع:

استطلاع حول تأثير العولمة على الأدب
1. في زمن العولمة والقرية الكوكبية والتقارب بين الشعوب هل تعتقد أن هذا التقارب يتم لفائدة الأنسان أم على حسابه؟
2. هل هناك تأثير للعولمة على الأدب العربي واليمني بصفة خاصة ( الشعر – القصة – الرواية – المسرح )؟
3. ما هي حدود هذا التأثير ؟ ( كثير – قليل – إلى حدٍ ما – لا يوجد - سلبي - إيجابي)
4. هل نعيش فعلاً عصر عولمة ثقافية؟ وكيف يمكن أن نحافظ على هويتنا الثقافية؟

وكانت نتيجة الاستطلاع كالتالي:
1. في زمن العولمة والقرية الكوكبية والتقارب بين الشعوب هل تعتقد أن هذا التقارب يتم لفائدة الإنسان أم على حسابه؟
كانت الإجابات متفاوتة حيث يرى البعض أن الفائدة تتم لعدد محدود من البشر والشعوب على حساب عدد آخر بينما يرى آخر أنه في بلد كاليمن لا توجد بنية تحتية متينة ولا توجد دولة نظام وقانون ومؤسسات حقيقية ووضع اقتصادي قوي فإن العولمة تكون ضارة والعولمة كثورة معلوماتية واتصالات لها فوائد إنسانية كبيرة والمهم كيف يستفاد منها كدول وشعوب.
وترى بعض الأخوات بأن العولمة سلاح ذو حدين طريق الاستفادة منها هي التي تحدد فائدتها من عدمها كما يرى البعض بأن لتقارب الشعوب فائدة جمة للإنسان إذا تعامل معها بوعي وحذر وقد يكون لها تأثير سلبي إذا تم التعامل معها بارتجالية وعدم مسئولية بينما يرى آخرون بأن علينا أن نأخذ من العولمة ما يلاءم مجتمعنا ويفيدها ونبتعد عن مضارها في جميع المجالات.

2. هل هناك تأثير للعولمة على الأدب العربي واليمني بصفة خاصة ( الشعر – القصة – الرواية – المسرح )؟
كانت الإجابات مختلفة فبعضهم يرى أن له تأثير على الأدب دون ذكر أي تفاصيل وبعضهم يرى أن التأثير منصب على الأشكال والصيغ فقط ليس له تأثير بمعنى تقليص حركة الأدب ومسارها.
ويرى أخر بأن هناك تأثيراً للعولمة في الأدب على الأدباء والكتاب اليمنيين في حدود بسيطة في نسيج اللغة من ناحية دخول كلمات ومصطلحات جديدة كالانترنت والموبايل والفضائيات والديسكو والتقنيات الجديدة وغيرها.
وترى أخرى بأن الأدب اليمني تأثر بدوره هو الآخر بما وصلت إليه الآداب العالمية من تطورات على جميع نواحي الأدب كما أنه سيكون له تأثير في نشر الأدب اليمني على مستوى العالم إذا كانت هناك ترجمة للأدب على يد يمنيين وعرب وأجانب بمعنى أنه سيؤثر ويتأثر ما حوله.

3. ما هي حدود هذا التأثير ؟ ( كثير – قليل – إلى حدٍ ما – لا يوجد – سلبي - إيجابي )
هناك من يرى أنه له تأثير كبير والبعض يرى أن تأثيره بسيط والبعض يرى أن له تأثير إلى حدٍ ما أما بالنسبة للطرف الثاني من السؤال بالسلب أو الايجاب فاختلف بعضهم بالقول انه سلبي والبعض الأخر ايجابي والبعض يرى أن القضية نسبية في جانبيها السلبي والايجابي.
4. هل نعيش فعلاً عصر عولمة ثقافية؟ وكيف يمكن أن نحافظ على هويتنا الثقافية؟
وكانت الإجابات كالتالي:
يرى البعض أننا نعيش عصراً ثقافياً مختلفاً تطغى فيه الصورة على الكلمة المكتوبة والمقروءة والحفاظ على الهوية الثقافية يختلف من مجتمع لآخر وبقدر ما البنية الاجتماعية الشاملة متينة يصعب اختراقها والعكس صحيح.
ويرى الأخر بأن الحفاظ على الهوية بالانفتاح الواعي على الهويات الأخرى والتفاعل معها والإفادة منها قدر الإمكان.
وهناك من يرى أننا نعيش فعلاً عصر عولمة ثقافية كمتلقين سلبيين وليس كمشاركين فعليين في صياغة روح العولمة الثقافية الجارية والحفاظ على الهوية الثقافية سؤال كبير يرتبط بمدى القدرة على الإجابة عليه بالسياسات القائمة في هذه البلدان ومدى مشاركتها الاقتصادية والإنتاجية والتعليمية والعلمية في العولمة ومدى خروجها من دائرة التبعية والهامشية في العلاقة مع الآخر ومدى انفتاحنا أولاً على الداخل فينا ومنا ومدى إسهامنا في توثيق علاقات الترابط والتكامل مع الآخر على جميع المستويات من موقع الند أو على الأقل المشارك الفاعل في حدود ما يستطيع ويجب الحفاظ على الهوية الثقافية بطريقة ايجابية وفاعله وحرة ومستقلة وليس بالعودة للانعزال والانغلاق والتقوقع على الذات بحجة حمايتها والحفاظ عليها من الآخر بالعودة إلى الماضي.
وترى أخرى أننا نعيش عصر عولمة ثقافية والحفاظ عليها يكون عن طريق التوعية منذ الصغر في المنزل والمدرسة ووسائل الإعلام بمخاطر العولمة.
ويرى آخر بأن الهويات الضعيفة تعاني أمام سيطرة الثقافات الوافدة خصوصاً الغربية ولكن الهويات لن تندثر وستمارس تجديداً لآليات تتغلب من خلالها على أزمات الذات على الرغم من عناء المواجهة غير المتكافئة في قيم التبادل الثقافي والاقتصادي ولأن الأدب يتبع الاقتصاد ويسيره حسب القوى المسيطرة والمهيمنة له وترى إحدى الأخوات المهتمات بالموضوع بأننا لكي نحافظ على هويتنا الثقافية لابد من المحافظة على خصوصياتنا الثقافية ممثلة باللغة الأداة الأساسية للثقافة وكذا الحفاظ على تراثنا الثقافي وأخرى لها رأي آخر بأن هناك تأثيراً سلبياً للعولمة لإنفتاح الثقافات العالمية على بعضها البعض وتأثرت الثقافة العربية بالثقافات الغربية بسبب الاستعمار الأجنبي والغزو الثقافي كما هو حاصل في العراق الآن بينما ترى أخرى أننا لا نعيش عصر عولمة ثقافية عكسية بمعنى أننا غير مؤثرين في ألآداب الأخرى لقصور الترجمة وإيصال أدبنا إلى الغرب بينما أرى أننا بدأنا خطوات في هذا الاتجاه حيث ترجمت بعض الأعمال الأدبية اليمنية إلى لغات أخرى كبعض أعمال زيد مطيع دماج وقصة الملكة المغدورة لحبيب سروري وقصص محمد عبدالولي وقصص محمد مثنى وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم وحظيت هذه الأعمال باهتمام كبير لما لها من سمات يمنية أصيلة تحكي عن الواقع اليمني بصدق وشفافية تمس الوجدان وتؤثر في القلوب.
وأخيراً:
لم تحظ قضية باهتمام الشرق والغرب على المستوى الرسمي والشعبي مثل قضية العولمة باعتبارها أهم الظواهر التي تحتاج البشرية في القرن الواحد والعشرين وإنه رغم انقسام الآراء وتناقض المواقف حولها فقد استطاعت استقطاب الشرائح الفكرية والفئات الاجتماعية المتعددة الانتماءات المشارب والتخصصات من اقتصاديين وسياسيين وعلماء اجتماع ومثقفين لا يربط بينهم سوى اهتماماتهم بجملة التغييرات النوعية المتلاحقة التي يشهدها العالم في مجال الاقتصاد والسياسة والثقافة والاجتماع والبيئة والتي تعدت نطاق الدولة وتجاوزت الحدود وعبرت القارات ولذا أضحت مناقشة آثارها على الاقتصاديات العربية والإسلامية – كذلك بقية المجالات الأخرى – ومنها المجال الثقافي والأدبي أمراً بالغ الأهمية ولكي نعرف مدى أهميتها يجب علينا الوعي بآثار العولمة.
وإذا كان الهدف من العولمة الانفتاح والتعاون فلا حرج فيها وإذا كان المقصد منها الأخذ والعطاء فلا حرج كذلك أما إذا كان المقصد منها أن تكون الأمة الإسلامية مجرد مستهلكة على المستوى الاقتصادي والثقافي والفكري فهذا يرفضه كل حر أبي لأن هذا يعني الذوبان والخضوع له والتشتت وفقدان الهوية ولتجنب هذا الأمر فإنه يستلزم ارتفاع درجة الوعي بالتحديات الاقتصادية التي تواجه المسلمين خاصة في ظل تبني أمريكا والغرب العولمة الاقتصادية بالإضافة إلى عدم التعامل مع هذه العولمة باستخفاف أو الدخول فيها دون الأخذ برفع القدرات التنافسية فأخطر المواقف التعامل مع العولمة بمعيار الرفض المطلق أو القبول المطلق فلابد من فهمها أولاً ثم الحد من أخطارها ثانياً والاستفادة من إيجابياتها والتعامل معها تعاملاً مدروساً ثالثاً وبهذا نكون فاعلين ومؤثرين ومسجلين حضوراًَ فاعلاً في تشكيلة العالم الجديد وأن نستفيد من الثقافة الالكترونية ومدى انعكاسها على الإبداع والمبدعين وتسهيل عملية التواصل في أي مكان في العالم والاطلاع على النتاجات الإبداعية المختلفة بكل سهولة ويسر في أي بقعة في العالم ويتمثل فهم العولمة بمعرفة آثارها السلبية المعيقة لتقدم الأمة حتى نتجنبها وآثارها الإيجابية حتى نستفيد منها. 





نقلاً 
عن (مركز الدراسات والبحوث اليمني)