الانتصار الوحدوي
الخميس, 08-يوليو-2010
افتتاحية/صحيفة 26 سبتمبر -
السابع من يوليو 1994م هو اليوم الذي انتصر فيه شعبنا اليمني وقواته المسلحة والامن لوحدته المباركة وبهذا اليوم المجيد من تاريخنا المعاصر تعمقت دعائم هذا المنجز العظيم وترسخت مداميكه وتأكد بشكل قاطع ان حفنة من المتآمرين والمرتدين لا يمكنهم العودة بعجلة الزمن الى الخلف وان عهود الفرقة والتمزق والتشطير ولت بغير رجعة، وهو ما تجسَّد في التضحيات التي قدمها ابناء اليمن على طريق اعادة تحقيق وحدتهم والدفاع عنها في تلك الحرب التي اشعل نيرانها عناصر الانفصال صيف عام 1994م..
متوهمين أن باستطاعتهم النيل من ارادة شعبنا الذي هب من اقصاه الى اقصاه للوقوف صفاً واحداً مع أبطال مؤسسته الوطنية الكبرى الدفاعية والامنية في مواجهة تلك الشرذمة من بقايا فلول مخلفات الماضي الاستعماري التشطيري الشمولي ودحرها ليقذف بهاغيرمأسوف عليها الى مزبلة التاريخ..ليرقى انتصارال7من يوليو بتضحيات ابنائه الشرفاءالمخلصين الى عظمة منجز الوحدة العظيم ويوم ال22من مايو 1990م وهكذا فإن التضحيات والدماء الزكية التي سالت وروت تربة هذا الوطن لم تذهب هدراً، وبها تقوت وتصلبت وتفولذت قواعد الوحدة المباركة وتعاظمت مكاسبها بما تحقق للوطن من تحولات وانجازات سياسية واقتصادية ديمقراطية وتنموية تجاوز بها اليمن بقايا الماضي من تخلف ومخلفات دورات العنف والتصفيات في صراعات السلطة إبان تلك الفترة البائسة التي عاش أوزارها ابناء شعبنا في المحافظات الجنوبية والشرقية.
ومن هنا نقول ان الوحدة وجدت لتبقى لأنها قدر ومصير شعبنا وأمل امتنا في التوحد والتقدم والنهوض وسيحميها كل ابناء هذا الوطن بحدقات اعينهم وما ترفعه بعض العناصر المرتدة من شعارات وما تحاول إثارته من نعرات ونزعات مناطقية وقروية وعشائرية هي ليست إلا استجرار ماضي دموي اعتمد على ثقافة الكراهية بكل احقادها وضغائنها التي سيتم التصدي لها بحزم لأن من يقومون بها ومن يقفون وراء الاعمال التخريبية وجرائم القتل والنهب وقطع الطرقات هم افراد وجماعات مارقة خارجة على الدستور والنظام والقانون ولاتمثل إلا نفسها،وضجيجها كضجيج الاواني الفارغة الذي يصم الأذان،لكنه ينتهي الى لا شيء رغم سعي بعض القوى السياسية النفعية الى تضخيمه لايهام الآخرين بأوهامها الهادفة من خلالها الى تحقيق مآرب تعكس عقول مريضة ومصالح شخصية وحزبية ضيقة، وهذا واضح في نفخها لكير الفتن بغية تحويلها الى أوراق ضغط لبلوغ مراميها غير آبهة بالوطن ووحدته وأمنه واستقراره..غير مدركة انها بممارساتها تلك تتجاوز الدستور والقانون والثوابت الوطنية.. غير مستوعبين دروس وعبر الماضي وغير واعيين ان ما يلهثون وراءه محض سراب، ومآلهم الخسران المبين ويكفي ان يعودوا الى السنوات الاولى لاعادة تحقيق الوحدة اليمنية وإلى حجم المؤامرات والدسائس التي احيكت في الفترة الانتقالية وما تلاها بعد أول انتخابات ديمقراطية نيابية عام 1993م.. فجاءت نتائجها لتدفع العناصر الانفصالية الى تصعيد الازمة لتبلغ ذروتها في تفجيرها للحرب بهدف العودة بالوطن الى ما قبل 22 مايو 90م، لكن ولأن الوحدة منجز عظيم تتجَّسد فيه ارادة شعب حضاري عريق ناضل وضحى من أجلها لردح طويل من الزمن، ولن يسمح للمتآمرين وشذاذ آفاق المساس بها.. فكان انتصاره في ال 7 من يوليو 1994م لوحدته وهي مازالت طرية العود.. فكيف بها اليوم وقد ترسخت وتجذرت في مواجهة التحديات والاخطار التي واجهتها، وأصبحت اكثر قوة ومنعة.. محصنة بارادة شعب لايفرط في وحدته وجيل جديد ولد منها وكبر في ظل رايتها الخالدة