الدول النامية اعتبرته
السبت, 19-ديسمبر-2009
الميثاق انفو - انتهت اعمال مؤتمر الامم المتحدة حول المناخ في كوبنهاغن، بعد ظهر السبت 19-12-2009، في ختام 13 يوما من المناقشات حول التحرك الدولي الواجب القيام به لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

وتمثل الانجاز الرئيسي للمؤتمر بـ"اتفاق كوبهاغن" الذي توصل اليه مساء الجمعة نحو ثلاثين رئيس دولة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، والذي حدد سقف ارتفاع حرارة سطح الارض بدرجتين مئويتين مقارنة بما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، وبانشاء صندوق مالي لمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة تداعيات هذه الظاهرة.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "هذا لا يمثل ربما كل ما نأمل فيه، لكن القرار الصادر عن مؤتمر الاطراف (الممثلة) يشكل مرحلة اساسية"، وذلك بعد اسبوعين من المفاوضات الشاقة وقمة شارك فيها 130 رئيس دولة.

واعلن مؤتمر الامم المتحدة حول المناخ صباح السبت انه "اخذ علما" بالاتفاق الذي صادق عليه رؤساء 30 دولة صناعية وناشئة.

وقال الخبير في مركز المناخ التابع لمجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية في الولايات المتحدة ديفيد دونيغر، "لقد وجدوا وسيلة لمنح هذا الاتفاق اقرارا رسميا بحيث تم اقناع غير المقتنعين به بعدم رفضه".

واحيل هذا "الاعلان السياسي" الذي سارع الى اعلانه مساء الجمعة الرئيسان الامريكي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي باعتباره "اتفاق كوبنهاغن"، على الجمعية العامة التي تضم 193 دولة.

ورغم ان اوباما وساركوزي اعتبرا ان الاتفاق "غير كاف"، علما ان ساركوزي راى فيه "افضل اتفاق ممكن"، فان الوثيقة المؤلفة من ثلاث صفحات تحدد هدفا يتمثل في الحد من ارتفاع حرارة الارض بدرجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.
عودة للأعلى

ليلة طويلة

وبعد ليلة طويلة، اكتفى رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن رئيس الجلسة العلنية الختامية للمؤتمر الذي احمرت عيناه تعبا، باعطاء الكلمة لمتحدثين ليعبروا عن لائحة طويلة من الطعون في "الاتفاق".

وانتقد ممثل ارخبيل توفالو الصغير في جنوب المحيط الهادىء، بشدة مشروع الاتفاق وشبهه ب"حفنة من الاموال من اجل خيانة شعبنا ومستقبلنا".

ورغم ان الاتفاق ينص على انشاء صندوق خاص ومبلغ سيرتفع تدريجا الى مئة مليار دولار بحلول العام 2020، لصالح الدول الاكثر ضعفا بشكل اولوي، فان هذا الاتفاق جرى التفاوض عليه سرا وراء الابواب المغلقة، ما يتعارض مع القواعد المتعددة الطرف للامم المتحدة.

وفي حده الادنى، يدعو الاتفاق الدول الصناعية والدول النامية الى تاكيد التزامها تقليص انبعاث غازات الدفيئة خطيا بحلول نهاية كانون الثاني (يناير)، ويلحظ اليات تضمن الشفافية في التطبيق. لكنه لا يحدد موعدا نهائيا يتم بعده تقليص تلك الانبعاثات في شكل تدريجي.

كذلك، ينص الاتفاق على رصد ثلاثين مليار دولار على الامد القصير، اي خلال الاعوام 2010 و2011 و2012، على ان تتم زيادة هذا المبلغ ليصل الى مئة مليار دولار بحلول العام 2020.

وستخصص هذه الاموال في شكل رئيسي للدول الاكثر فقرا بهدف مساعدتها في احتواء تداعيات الاحتباس الحراري.
عودة للأعلى

اعتراضات "نامية"

من جهته، رفض رئيس مجموعة الـ77 التي تضم الدول النامية، الاتفاق الذي اقترحته الولايات المتحدة وعدد من الدول النامية الرئيسية.

وقال رئيس المجموعة السوداني لومومبا دى ابينج للصحفيين إن "هذا الاتفاق يشكل انتهاكا لتقاليد الأمم المتحدة: لا يمكن فرض اتفاق. هذا الاتفاق سيضع الفقراء في وضع أسوأ".

كذلك انتقد دعاة الحفاظ على البيئة الاتفاق حيث قام نشطاء بحلق شعر رؤوسهم بسبب خيبة الأمل التي أصيبوا بها. وقالت منظمة السلام الأخضر في بيان صادر عنها إن "المفاوضات التي أجريت تحت رعاية الأمم المتحدة فشلت اليوم، ولم تتمكن من التوصل إلى اتفاق يقترب حتى مما هو ضروري للسيطرة على تغير المناخ".

وقال المعارضون إن الاتفاق فشل في وضع "جدول زمني واضح وتفويض" لمعاهدة ملزمة يتم التوقيع عليها. وأعربوا عن خيبة أملهم إزاء الدور الذي لعبه الاتحاد الأوروبي.

وقال يوريس دين بلانكين من منظمة السلام الأخضر إن "(اجتماع) كوبنهاغن كان أكبر اجتماع سياسي على وجه الأرض وقرر الاتحاد الأوروبي أن يأخذ موقف المتفرج".

وأعرب الصندوق العالمي للطبيعة عن شعوره "بخيبة أمل"، وقال كيم كارستنسين الذي يرأس مبادرة المناخ العالمي بالصندوق "بعد سنوات من المفاوضات لدينا الآن إعلان عن الإرادة التي لا تلزم أحدا، وبالتالي تعني الفشل في ضمان عالم أكثر أمنا للأجيال المقبلة".

ووصفت جماعة أصدقاء الأرض وهي مجموعة ضغط أخرى الاتفاق بأنه "كارثة لأفقر دول العالم"، وقال نيمو باسي عضو الجماعة إن "قمة كوبنهاغن كانت عبارة عن فشل ذريع".

المصدر:لعربية نت