الهوية والثقافة الوطنية في أنشطة الجاليات اليمنية.. حضور مخجل!
السبت, 17-أكتوبر-2009
الميثاق إنفو - تقرير محمد العلفي (سبأ)

في سياق ما تقوم به الجاليات اليمنية في الخارج من أنشطة، أين تقع الهوية الوطنية والتعريف بمكونات المنظومة الثقافية اليمنية في أنشطة هذه الجاليات بما يحمي هوية المغترب ويعزز من علاقته بوطنه ؟...


هذا السؤال ناقشته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) مع عدد المعنيين في بعض الجاليات اليمنية وذلك خلال مشاركتهم في مؤتمر المغتربين مؤخرا بصنعاء .

جهود شخصية

يقول العالم اليمني المخترع الدكتور خالد نشوان المقيم بجمهورية المجر أن اليمنيون هناك يقومون بجهود شخصية لاستمرار التواصل بينهم .
يضيف : "نحن نريد الآن أن نمنهج إستراتيجية تنطلق من داخل الوطن وتخرج إلى خارجه لاحتواء المغتربين وطنيا ومهنيا وأخلاقيا لأنه للأسف الشديد لا يوجد اهتمام بتعزيز الهوية الوطنية هناك .. فالدول هناك تحتوي الكفاءات اليمنية والخوف الكبير على الجيل القادم من أبناء المغتربين الذي أصبح عاجزا عن فهم اللغة العربية ".

وتابع محذرا: "بل إن الغربة استطاعت أن تجعل بعضهم يتخلي عن هويته الدينية للأسف الشديد".

و أضاف إن " تنفق اليمن ملايين الدولارات على ابتعاث الطلبة للخارج ويتحصلون على ارفع المراكز العلمية ثم يستفاد منهم من قبل دول أخرى،
هذا دليل على غياب الإستراتيجية السليمة لاستيعاب هذا الإنسان داخل الوطن وهذه مشكلة حقيقية".

وشدد الدكتور نشوان على "ضرورة رسم إستراتيجية صحيحة بهذا الخصوص بحيث أن أي طالب يبتعث للخارج ملتزم بعودته لخدمة الوطن".


تمسك ومحافظة

بينما يؤكد عضو الهيئة الإدارية للجالية اليمنية بسلطنة عمان رئيس مجموعة الكثيري والعطاس للاستثمار يحيى الكثيري أن الجاليات: اليمنية تحافظ على هويتها وتعزز ذلك من خلال برامجها وأنشطتها قائلا : نحافظ على هويتنا الثقافية بالتواصل مع بعضنا وقد قمنا بتأسيس رابطة للجالية اليمنية إلى جانب الجهود المبذولة من قبل السفارة الرامية إلى تحقيق التواصل الفعلي والدائم بين أفرد الجالية هناك.

و يشاطره الرأي رئيس الجالية اليمنية برومانيا عارف الاغبري مؤكدا : أن اليمنيين بشكل عام يحافظون على هويتهم الثقافية في أي مكان و زمان ، لافتاً إلى أن المغترب اليمني مهما طالت هجرته يظل متمسكاً بخصوصيته وطابع الحياة اليمنية .

و حول الأنشطة الثقافية التي تقوم بها الجالية فيقول : نقيم حفلات فنية غنائية راقصة بالأزياء التقليدية تتخللها مشاركات شعرية بالإضافة إلى عديد من العروض وبخاصة التي كانت تنظم قبل إغلاق السفارة .

ويضيف " لكن بعد إغلاق السفارة انقطعت تلك الحفلات والأنشطة هذا فضلاً عن حرمان اليمن من عدد من المنح الدراسية نتيجة عدم وجود تمثيل دبلوماسي " ، لافتاً إلى طرحه لهذه الإشكالية في المؤتمر وبوجود مقترح لتعيين قنصل فخري.

أنشطة مناسباتية

المستشار الإعلامي للجالية اليمنية جنوب الصين الدكتور محمد المنصوب يشير إلى احتفالهم بالأعياد الوطنية والدينية عبر تنظيم الحفلات الفنية والمسابقات الثقافية (شعرية ، أدبية ، علمية) .. "كما ننظم اجتماعات دورية لأبناء الجالية ونصدر نشرات ثقافية عبر الانترنت ولقاءات للتجمعات اليمنية".

وارجع مناسباتية تلك الأنشطة إلى انشغال المغترب بعمله الخاص ما يؤدي إلى غياب التفاعل الكافي مع الفعاليات كما هو الحال مع فعاليات المناسبات.


أستاذ الطاقة الشمسية بجامعة طوكيو للزراعة والتكنولوجيا الدكتور مروان ذمرين ..يقول:على الرغم من انشغالي بأبحاثي إلا أنني احرص على تقديم الثقافة اليمنية عبر البرامج التلفزيونية التي تستضيفني.

ويضيف : أشارك في أربعة برامج تلفزيونية أقدم من خلالها نبذة عن اليمن باللغة اليابانية نظراً لقلة اليمنيين المجيدين للغة اليابانية ، مدللا " صورنا احد البرامج في بيتي حيث كان عن طبيعة الأكلات اليمنية وكيفية تحضيرها وتقديمها ،لان الأكل يعتبر من أهم مفردات المنظومة الثقافية في اليابان .

حدود الممكن

رئيس الجالية اليمنية في منطقة عسير بالمملكة العربية السعودية ناصر العزيزي يقول : تشارك الجالية في الاحتفالات الرسمية والسياحية السعودية فضلاً عن تجاوب أبناء الجالية مع فعاليات الأعياد والمناسبات الوطنية .

و أشار إلى تنظيم الحفلات الفنية و العروض الفلكلورية المتنوعة المطعمة بالزي الشعبي بالإضافة إلى الجلسات والمسابقات الثقافية والشعرية بمشاركة من الجاليات الأخرى.

عضو الجالية بولاية نيويورك الأمريكية عادل الكبادي يقول أن أبناء الجالية اليمنية استطاعوا الحفاظ على خصوصية الهوية الثقافية اليمنية من خلال إقامة العديد من الأنشطة الثقافية والحفلات الفنية المصاحبة للمناسبات الوطنية والدينية بالإضافة إلى إقامة مهرجانات واحتفالات فنية راقصة وغيرها من الفعاليات الثقافية بين الوقت والآخر.


نائب رئيس اتحاد الطلاب اليمنيين في حيدر أباد جنوب الهند مهدي السباعي يتحدث عن مشاركة الطلاب اليمنيين في الحفلات التي تقيمها الجامعات الحكومية الهندية نهاية كل عام دراسي بالإضافة إلى تنظيم الطلاب للعديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية المصاحبة للمناسبات الوطنية والدينية ، على الرغم من عدم وجود دعم من السفارة لتلك الأنشطة .
مستدركا: إلا أن كل تلك الفعاليات تبقى مناسباتية وفي معظمها بجهود شخصية من الطلاب .




سبأ