ليحزم الايرانيون أمرهم رحمة بالحوثيين
الاثنين, 31-أغسطس-2009
محمد زين العيدروس - مطلوب من إيران, أن تأمر على وجه السرعة جماعة الحوثيين بوقف الاقتتال الدائر الآن في صعدة, والقبول الفوري بالشروط التي طرحتها الحكومة اليمنية لجماعة الحوثيين لوقف إطلاق النار. أقول ذلك لقناعتي بأن الحوثيين في ورطة كبيرة وهم يرون الطيران ونيران المدفعية للقوات المسلحة اليمنية تدك مواقعهم وتحصد مئات القتلى ممن يقاتلون في صفوفهم مجبرين أو مأجورين! 

والأمر لم يعد أولاً وأخيراً بين الحوثيين, ليس بيدهم أن يوافقوا أو يعترضوا على شروط الحكومة اليمنية, انهم يتلقون أوامرهم من الاستخبارات الإيرانية التي توفر لهم الدعم المالي إلى جانب كميات كبيرة من مختلف أنواع الأسلحة التي لا يعرف بعض المقاتلين الحوثيين استخدامها! 

لقد قررت الحكومة اليمنية أن تحسم المعركة بتصفية كل قواعد الحوثيين في محافظة عمران وانتشالهم من أوكارهم المتعددة داخل المحافظة, وهذا الحسم لن يكون هذه المرة بالشيء الهين, فلابد أن يدفع الحوثيون الثمن غالياً, لأنها معركة تختلف عن بقية المعارك التي دارت بين القوات المسلحة الحكومية وبين ميليشيات الحوثي, انها معركة حسم واقتلاع الفتنة من الجذور, وهذا ما وعدت به الحكومة اليمنية ولا أعتقد ان أي تحرك من هنا وهناك سيوقف نيران المعركة قبل تصفية العناصر المتآمرة! 

إن إيران أخطأت خطأ كبيراً, عندما دفعت بهذه المجموعة الخارجة على القانون للتخريب وإثارة الفتن ووقف عجلة التنمية في اليمن, ولا أحد يدري ما هي المصلحة التي ترجوها دولة بحجم إيران من هذا الأمر?! إن الحوثيين يملكون السلاح والمال.. فمن أين لهم بهذه الأموال التي سقطوا أمامها في سبيل أن يقتلوا إخوانهم من المواطنين ويعتدوا على أفراد القوات المسلحة التي تدافع عن تراب الوطن وتحمي الناس من أولاد الحرام والعصابات التي فقدت بصرها أمام المال ولم تخجل وهي تبيع ضمائرها لمن يدفع أكثر?! 

مصيبة هؤلاء أنهم يباعون ويشرون في أسواق الرجس والشياطين ولا يعنيهم الوطن, فالدولار في نظرهم هو الوطن والأرض, أما ما دون ذلك فلا شيء يفكرون فيه! لا يملك الحوثيون اي مشروع سياسي يقدمونه للشعب اليمني غير نوازع الشر التي تسيطر عليهم, ولذلك فهم الخاسرون. 

لقد حاولت الحكومة اليمنية ان تكون مسالمة مع الحوثيين عن طريق التشاور واللقاءات والبحث في ما يطالبون به على ان يسلموا انفسهم للدولة وينخرطوا في العملية السياسية بعيدا عن تأثيرات الاجندة الخارجية والتخلص من تلقي السلاح والمال! ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل, مما دفع القوات المسلحة اليمنية الى استخدام الدبابات والمدفعية والطيران وسقوط العشرات من القتلى والجرحى من الطرفين, وتدمير العشرات من المنازل والمدارس! 

ان الحوثيين لم يقدموا اي برنامج سياسي حتى الآن, غير انهم استطاعوا ان يستغلوا مجموعة من الشباب الذين تأثروا ببعض الأفكار المتطرفة وتشربوا بعض المعلومات من خلال مناهج التربية الاسلامية التي تدرس في بعض المدارس والمعاهد امام نظر وعلم الحكومة التي كانت تتجاهل خطورة هذا الامر, ولم تكلف نفسها يوما بإعادة النظر في بعض تلك المناهج التي تدعو الى الجهاد ومحاربة المجتمع المدني والموت لاميركا! 

نقول للدولة الكبيرة ايران: مثلما ادخلتم الحوثيين في دائرة النار, عليكم الآن ان تخرجوهم منها, ولا يحتاج منكم ذلك غير اصدار الأوامر لقادة هؤلاء بوقف اطلاق النار والانصياع لشروط الحكومة اليمنية! ويكفيكم ما تعانون من ازمات سياسية مازالت تتفاقم نتيجة الانتخابات الرئاسية الاخيرة, فالتدخل في الشأن اليمني سيساعد على زعزعة النظام الايراني الذي يعاني منذ أشهر حالة من حالات الفوضى والانهيار!

* عن السياسة الكويتية.