لا بديل عن الوحدة اليمنية
الأربعاء, 29-يوليو-2009
افتتاحية الراية القطرية - الأوضاع بجنوب اليمن والتي نجمت عن المظاهرات والاضطرابات الامنية بين مجموعات من المتظاهرين وقوات الامن تحتاج الي معالجة ناجعة وحكيمة تحافظ علي وحدة التراب اليمني والتي يجب عدم التفريط فيها مهما كانت الدوافع والاسباب وهذا لن يتم الا بجلوس اليمنيين حكومة ومعارضة معا من اجل البحث عن الاسباب التي قادت الى تفجر هذه الاحداث والتي تحولت من مطالب مشروعة كان يمكن حلها الي دعوات انفصالية. 

ان هذه الدعوات والشعارات الانفصالية غير مقبولة وغير مبررة ولا يجب ان تصدر عن المتظاهرين الذين يجب ان تكون مطالبهم في اطار اليمن الموحد لا الدعوة لفصل وتفتيت الشعب اليمني الذي حولته هذه المظاهرات ودعوات الانفصال الي شعبين مختلفين احدهما مع الوحدة والمطالب المشروعة للمتظاهرين والآخر يخطط قادته لأهداف انفصالية يريد تحقيقها عبر استغلال البسطاء وهو امر يجب ألا ينطلي علي الشعب اليمني الشقيق. 

من المهم ان يدرك الشعب اليمني بمختلف احزابه و طوائفه ان المحافظة علي وحدة البلاد مسؤولية جماعية تقع علي عاتق الجميع، المعارضة قبل الحكومة ومواطني الجنوب قبل مواطني الشمال وانه لا بديل امام اليمنيين الا الوحدة وان أي دعاوي او شعارات تدعو لفصل الشمال عن الجنوب غير مقبولة ولايجب السماح بها ويجب ان تواجه بالحسم لانها تهدف لاعاقة اليمن واعاده عقارب الساعة للوراء. 

لقد فات علي القيادات السياسية التي تنظم المظاهرات اليمنية انها تخطت الخط الاحمر بدعواتها الصريحة لفصل جنوب اليمن وانها بذلك ضيعت قضية مواطني الجنوب التي تكمن في التنمية وتوفير الوظائف وحولت القضية من مطالب مشروعة في اطار الوحدة الي مطالب سياسية لها اجندة مخطط لها لقيام دولة جنوب اليمن وان هذا الامر ليس مضرا بمواطني جنوب اليمن فقط وانما مضر لكل مواطني اليمن والأمن القومي العربي خاصة ان تنظيم القاعدة استغل هذه الاضطرابات وتدخل بقوة لإذكاء المزيد من نيران الفتنة. 

من المؤسف حقا ان تتجدد دعاوي الانفصال في اليمن بعد اكثر من 20 عاما من الوحدة والانسجام، وان تستغل المظاهرات الشعبية بمدن الجنوب المختلفة لتحقيق ذلك بتحويل هذه المظاهرات البسيطة الي مظاهرات لها شعارات ومطالب تدعو علنا لفصل الجنوب عن الشمال وكأن الشعب اليمني الموحد اصبح شعبين مختلفين متخاصمين لا تربط بينهما وشائج المواطنة والاخوة والتراث المشترك والعقيدة الدينية وصلة الرحم. 

المطلوب من اليمنيين الآن حكومة ومعارضة وضع حد لهذه المظاهرات لأن السكوت علي هذا الانفلات غير مقبول خاصة ان بعض الجهات استغلت هذه المظاهرات لاهداف فصل جنوب اليمن عن شماله وان اليمنيين اذا لم يواجهوا هذ الواقع بشكل سريع وعاجل فمن المؤكد أنه سيكون له انعكاسات خطيرة ليس علي اليمن فقط وانما علي كل الدول العربية لان مؤشر الانفصال خطير ويجب التعامل معه بجدية لمنع الفتنة ولذلك فالحكومة مطالبة بالاستجابة الفورية للمطالب المشروعة لمواطني الجنوب لتفويت الفرصة علي المتربصين بوحدة اليمن.