لماذا "اليمنية" بالذات؟
الاثنين, 13-يوليو-2009
بقلم michbret - ترجمة عماد طاهر - لقد حاول دومينيك بوسورو، وزير الدولة لشؤون النقل كان يريد أن يوهمنا أن طائرة ايرباص A310 التي تحطمت في البحر قبالة ساحل جزيرة القمر الكبرى حظرت من قبل فرنسا! وهذا هراء، فإنه لم يحصل شئ من هذا القبيل حيث بإمكاني أن اثبت لكم أن الطائرة التي تحطمت في الحادث هبطت في لندن يومي 23 و 27 يونيو. إننا لا نستطيع أن نمنع طائرة آتية إلى فرنسا دون أن يكون هذا ساريا آليا عبر أوروبا كلها! في الواقع، فإن الأسوأ من ذلك، انه لا يمكن أن تمنع طائرة دون أن يكون الحظر ساريا على شركة الطيران بأكملها.

الشيء الوحيد الذي يمكن تتخذها الإدارة العامة للطيران المدني هو أن الإدارة لما قامت بإعلان بعض التحفظات في عام 2007 عن بعض النقاط وهي أن الطائرة لم تمتثل لبعض هذه النقاط الأمر الذي قد يؤدي إلى منعها من الإقلاع من المطار، وهذا ما لم يحدث أبدا..
ومنذ ذلك الحين والحكومة تعلم بالفعل أن الطائرة لم تمنع من الهبوط في فرنسا. يا للعجب. غير انه في مواجهة غضب الجالية القمرية الحزينة قمت بطرح أسئلة عليهم لان الطائرة لم تكن إلا ربط بين موروني ولندن والقاهرة ودبي والرياض وأبو ظبي وكل هذه المدن والعواصم تجوبها الطائرة وهي يفترض ان تكون معطلة، إذن هل هذا تراخي من كل المطارات الرئيسية أو من قبيل المبالغة من المجتمع القمري؟
الآن، لماذا الخطوط الجوية اليمنية لم تحظر ولماذا لا يجوز هذا أبداً.

هناك سببين وجيهين: السبب الأول: الدبلوماسية: إن الخطوط الجوية اليمنية هي شركة الطيران الوطنية في اليمن، وبالتالي هي حاملة راية اليمن (مثل الخطوط الجوية الفرنسية ). وهذا يجعل الوضع فيه شئ من الحساسية وجميع الدول العربية المجاورة (السعودية، الامارات العربية المتحدة،...) لن تسمح بالمساس بجارتها.

السبب الثاني الأعمال التجارية: وعند النظر في الموقع الإلكتروني لشركة الخطوط الجوية اليمنية وجدت هذه الملاحظة: "الخطوط اليمنية تعقد صفقة لشراء عشر طائرات من طراز A350: الخطوط الجوية اليمنية التي مقرها في صنعاء اختارت ايرباص A350 ضمن برنامجها تحديث الأسطول على المدى الطويل ووقعت اتفاقا مبدئيا مع شركة ايرباص لشراء ست طائرات من هذا النوع، مع خيارات أخرى للأربع الأخرى. اختيار نوع A350 - 800 من قبل شركة الطيران يأتي عقب إجراء تقييم شامل لنوعية الطائرات ومنافسيها.
وسيبدأ التسليم لهذه الطائرات من طراز A350s لليمنية في عام 2012، وان الطائرة التي سوف تكون مواصفاتها مريحة وعلى درجتين 18 راكبا في الدرجة الأولى و265 في الدرجة السياحية. نوع المحرك للطائرة A350s لم يتم اختياره بعد.
الكابتن عبد الخالق القاضي، مدير عام الخطوط الجوية اليمنية يقول: "نحن مسرورون جدا لتأمين مستقبل الشركة على المدى الطويل مع أسطول طائرات ايرباص A350 في العقد المقبل. ونحن نتطلع إلى إدخال نوع الطائرة إلى الملاحة الجوية العابرة للقارات من والى اليمن، فشركة الخطوط الجوية اليمنية تسير على الطريق الصحيح في تنفيذها لبرنامج تحديث أسطولها وتستعد لزيادة الأعمال التجارية في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ في الاتجاهات.فاليمنية تتوقع نمو في عائداتها السنوية، وهذا هو السبب في أن هناك حاجة إلى التركيز على الموارد البشرية والتدريب والتشغيل الآلي والشبكات".
غوستاف همبرت، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة ايرباص يقول: "نحن فخورون لبدء فصل آخر في التعاون المثمر والطويل والآجل مع شركة الخطوط الجوية اليمنية. إن الطائرات الجديدة من طراز A350s هي طائرات مثالية لشركات الطيران لتطوير خدماتها من اليمن إلى أوروبا وآسيا. إن قرار اليمنية في المصادقة على هذا النوع من الطائرات من هذا النوع من الطائرات يعتبر نجاحاً لشركة إيرباص".
فاليمنية تمتلك حاليا ثلاث طائرات من B737 - 800، وأربع من طراز A310s واثنتين A330 - 200s في أسطول النقل للمسافات الطويلة، والتي تعمل انطلاقا من قاعدتها في صنعاء وعدن إلى وجهات كثيرة في أوروبا، الشرق الأوسط وآسيا، فضلا عن إمكانية إجراء مزيد من التوسعات في الشبكة مع إفريقيا في المستقبل. وبشراء لهذه العشر الطائرات ضمن عقد وقع في 13 نوفمبر 2007. بحوالي 240 مليون دولار للطائرة الواحدة هذا يعني أن العقد يبلغ بـ 2.4 مليار دولار!

تقول الهيئة العامة للطيران المدني أنها قامت بفحص الطائرة المنكوبة في عام 2007 (مع أنني لم أجد التاريخ بالتحديد) في إطار برنامج تقييم السلامة للطيران الأجنبي ومنذ ذلك الحين و الطائرة لم تتوقف، وهذا لا ينبغي أن يكون خطيرا جدا. ففي عام 2008، عرضت شركة ايرباص للطيران المدني خطة تحسينية أشادت فيها بشركة الخطوط الجوية اليمنية. وفي يوليو 2008، أثناء تحديث "القائمة السوداء" لشركات الطيران لم تكن اليمنية مدرجة ضمن القائمة. وهذا من اجل الـ 2 مليار كان يتحتم عليها أن لا تقول عنها شيئا!
لقد ذهب الفرنسيون للبحث عن الصناديق السوداء (فالقمريون لا توجد لديهم أي إمكانية لهذا)، لذا فإن مكتب التحقيقات الفرنسي وايرباص بإمكانهم فك رموز شفرة الاتصال وتحليل أسباب وقوع الحادث. قد يكون هناك تقرير في غضون عامين من الآن.
في رأيك، من الذي بإمكانه أن ينظم كل العالم؟ وهل نحمل الخطأ على قيادة الطائرة دون ادني تشكيك في الطائرة؟ بالإضافة إلى أنه قد يكون هذا ما حدث بالفعل!

على أية حال، خالص التعازي لأسر الضحايا. هذا الخطر يمكن أن يكون طويل. إنني مستغرب جدا من أن أيا من "وسائل الإعلام الكبرى" لم تشر إلى هذه النقاط أبدا، وأتمنى لو كان لدي الكثير من الوقت ببعض التحقيقات والتحليلات حول معاناة أسر الضحايا و رسم صورة الحقيقية عن الحادث أو عن الناجية الوحيدة أو حول البيانات الكاذبة للمسئولين، اقل من ما يمكن عن المناقشات حول القوائم السوداء.