مواجهة الإرهاب والمدّ الوهابي ضرورة مُلحّة
الأربعاء, 14-سبتمبر-2016
بقلم: جلال النقيب - -
مثّل تأسيس الدولة الوهابية في أرض نجد والحجاز بداية التحوّل في النهج والفكر الإسلامي السياسي ليس فقط في شبه الجزيرة العربية، وإنما توسّع ليشمل بقية بلدان العالم الإسلامي، ولن نتعرّض هنا لنهج وطبيعة الفكر الوهابي التكفيري وطبيعة تعامله مع الآخر سواء الإسلامي وغير الإسلامي، فالباحثون من العلماء والمفكّرين قد أثروا هذا المجال على الرغم من أن النظام السعودي قد سخّر كل إمكانياته لوضع حاجز يحول دون إلمام المجتمعات العربية والإسلامية وشعوب العالم بحقيقة ذلك الفكر، وكان آخر تلك الجهود نتائج المؤتمر الإسلامي الذي عُقد في غروزني بالشيشان والذي كشف فيه العلماء بأن الفكر الوهابي ليس له علاقة "بأهل السنة والجماعة".

وخلال الحقبة الأخيرة برزت الأعمال والممارسات الإرهابية في مختلف دول العالم كنتيجة لتمرّد هذا الفكر والتي كان أبرزها أحداث 11 سبتمبر في نيويورك وحادثتي "كول" والناقلة "ليمبرج" في اليمن، والتفجيرات في العراق وفرنسا وإسبانيا وتركيا وروسيا ومصر واليمن وأمريكا وبلجيكا وغيرها من دول العالم، ويبدو أن العالم يستشعر خطورة هذا الفكر المتطرّف والذي لم يقف عند هذا الحد، بل توسّع في نهجه وممارساته ليستهدف تدمير كيان الدول في كل من العراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن، وهو الأمر الذي يحتم على هذه الدول التحالف للوقوف في مواجهة الإرهاب والمدّ الوهابي بتفرعاته المتمثلة بالإخوان المسلمين وغيرها من المسمّيات التي تظهر بين فترة وأخرى هنا وهناك.

فاللحظة التاريخية تحتم على هذه الدول أخذ زمام المبادرة لتحمّل المسئولية خدمة للإنسانية ولشعوبها وشعوب العالم وبحيث يشكّل هذا التحالف النواة لتحالف أوسع تنظم إليه بقية الدول التي تضرّرت من الأعمال الإرهابية وأدركت خطورة المدّ الوهابي.

والمسئولية تقع على عاتق هذه الدول الخمس بدرجة رئيسية لأنها معنية بالدفاع عن كيانها الذي يمتد في أعماق التاريخ ولكون الإرهاب والوهابية لبست شعار الإسلام وتتخفى تحته في ممارساتها للأعمال الإرهابية، وعلى تلك الدول استغلال الوعي الذي تشكّل في أوساط شعوبها نتيجة أعمال التدمير التي طالت بلدانها والذي تكشّفت نواياه بأن هدفه هو خدمة المشروع الصهيوني وأعداء الأمة العربية والإسلامية، ومالم تنهض هذه الدول وتستشعر أهمية مواجهة هذا المدّ الوهابي في هذه اللحظة فإن العواقب لن تقف عند حدّ هذه الدول، بل ستتوسع لتشمل بقية الدول في المنطقة والعالم بأسره.

فهل يا ترى ستعي هذه الدول خطورة هذا المدّ وتقف في مواجهته..؟

الأيام القادمة لاشك ستكون كفيلة بأن نسمع الإجابة على هذا التساؤل!