اليمن: ثلثي السكان دون ماء جراء العدوان السعودي
الأربعاء, 16-ديسمبر-2015
الميثاق إنفو -
طفل مجهد يلتقط انفاسه ذات صباح شتوي شديد البرودة في أحد أحياء العاصمة صنعاء، يتكئ على علبة تحوي 5لتر من الماء وينظر الى العلبة الاخرى التي تقابله ،وتبدوا عليه ابتسامة صغيرة لقد اقترب من انجاز مهمته الشاقة في جلب المياه من أحد المضخات التي لا تبعد كثيراً عن منزله ..
الساعة السابعة والنصف صباحا ، انه موعد المدرسة ، والطفل مازال قابعاً على ذاك الرصيف الذي تظهر عليه ملامح المعانات ايضا .
الهدوء يعم المكان ،يفيق محمود من شروده ،ينهض من مكانه وكانه يتأهب لالتقاط زمزميته وحقيبته المدرسية لكنه يجد نفسه في واقع بات اشد قسوة بعد مرور تسعة أشهر من العدوان السعودي والحصار المفروض على البلد الافقر في المنطقة.
خطوات محمود المثقلة وهو يحمل علبتي الماء لإيصالهما الى المنزل تحكي واقع انسانيا متردياً تبدلت فيه أشياء كثيرة وصارت فيه مضخة المياه المكان الوحيد الذي يتردد عليه محمود عدة مرات في اليوم الواحد بعد تعطل العملية التعليمية بالنسبة لقرابة مليوني طفل جراء اغلاق الاف المدارس بحسب تقارير دولية.
فمهمة جلب المياه اصبحت الهم الشاغل يوميا بالنسبة لأكثر من ثلثي السكان بينهم الطفل محمود الذي اقتصرت مهمته على جلب المياه لأسرته المكونة من ستة أفراد يتقاسمون مهام ابرزها أب يعمل بالأجر اليومي وشقيقة تجمع الاخشاب وأم تدير شؤون المنزل وترعى بقية الاطفال..
ووفقاً لما نقلته منظمة اليونيسيف مطلع اكتوبر الماضي فقد أضحى العثور على المياه الصالحة للشرب كفاحاً يومياً من أجل البقاء بالنسبة لأكثر من 20,4 مليون شخص في اليمن.
ويصطف المواطنين في صفوف طويلة حول مضخات المياه والوايتات الخيرية من أجل الحصول على الماء ..
وكان تقرير رسمي صدر أواخر سبتمبر الماضي، قال :إن قصف طائرات تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية لآبار وخزانات المياه في المدن أدى إلى تعرض سكانها لمعاناة شديدة وصعوبة في الحصول على المياه الصالحة للشرب الأمر الذي يخلف مخاطر كثيرة ..
وأشار إلى ان الحصار الجائر المفروض على اليمن واستمرار استهداف البنية التحتية لليمن تسبب في نقص شديد في الوقود وقطع الغيار للمعدات والمواد الاولية اللازمة للتشغيل والصيانة الخاصة بمحطات وخزانات المياه، علاوة إلى انقطاع كلي للتيار الكهربائي التام..
وكشف حينها التقرير الأولي للمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي عن تعرض أكثر من 30 خزاناً وبئر ومحطة ضخ للمياه لعمليات قصف جوي في اكثر من 10 محافظات يمنية منذ بدء العدوان السعودي على اليمن وحتى مطلع سبتمبر الماضي، كما أن قرابة 5 مباني تابعة لمؤسسة المياه تعرضت لتدمير جزئي وكامل جراء قصف طائرات العدوان السعودي لها في عدة مناطق ..
واوضح التقرير أن خدمات المياه والصرف الصحي في اليمن تأثرت بشكل كبير وتوقف الكثير منها جراء القصف المباشر لطائرات العدوان السعودي الذي استهدف مدن يمنية عده منها: (الامانة، وصنعاء، وحجة، وعدن، وصعدة، والضالع، ولحج، وأبين، وتعز وغيرها)..
محمود وملايين من المواطنين مجبرين على التردد يومياً على مضخات المياه والوايتات الخيرية والآبار لتوفير حاجياتهم من الماء في ظل تلويحات رسمية عن توقف ضخ المياه جراء ماخلفه العدوان والحصار من اضرار مباشرة وغير مباشرة على قطاع المياه..
وارتفعت أسعار بيع المياه خلال فترة العدوان إلى خمسة اضعاف حيث ارتفع سعر الوايت الواحد من 2000 ريال إلى 10 آلاف ريال بحسب مواطنين ..
ويشهد قطاع المياه تدهوراً متسارعاً وسط تحذيرات من الوصول الى مرحلة الانهيار الكامل لما تبقى من المرافق العاملة.
ومؤخراً جددت مؤسسة المياه فرع صنعاء وهي العاصمة المهددة بالجفاف جددت تحذيراتها من توقف خدماتها بشكل كامل في القريب العاجل الأمر الذي يضاعف من معانات ملايين المواطنين.. كما استعرضت المؤسسة الخسائر التي لحقت بقطاع المياه والتي قدرت بملياري ريال ..
وتطرقت الى استهداف العدوان لخزان المياه في منطقة النهدين بمديرية السبعين ، واستهداف خزان ضخ آخر جديد بنفس المنطقة تم إنشاؤه حديثا بسعة 5 آلاف لتر مكعب ويستفيد منه ثلاثين ألف نسمة وكلف إنشاءه اربعة ملايين دولار، إضافة إلى تدمير وحدة ضخ كانت تغذي منطقة حدة وحارة النصر في الصافية والحي السياسي.
وترتفع حدة المخاوف والتحذيرات من تفاقم مشكلة الحصول على المياه في اليمن بعد 9 اشهر من العدوان السعودي والحصار المفروض على اليمن وذلك بحسب مراقبين..