الشمس أقرب للسعوديين من صنعاء
الثلاثاء, 08-سبتمبر-2015
جمال كامل -


أوباما، لا تقابل قاتل أطفال اليمن.. أوباما، لا تعقد صفقات مع قاتل الأطفال في اليمن.. أوقفوا آلة القتل السعودية ضد الأبرياء.. أوقفوا القتل في اليمن.. النظام السعودي يقتل الأطفال والنساء في اليمن.. النظام السعودي تلطخت يده بدماء نساء وأطفال اليمن.. أوقفوا النظام السعودي الذي يقتل النساء والأطفال في اليمن.. لا تتعاملوا مع النظام الذي لايعطي حتى النساء حقوقهن.. العار عليكم إن لم توقفوا النظام السعودي الدموي”..

هذه العبارات اطلقتها ناشطة أمريكية مناهضة للعدوان السعودي على اليمن، اقتحمت مقر إقامة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز الذي يزور واشنطن حاليا.
هذه الناشطة الأمريكية الشجاعة كانت تحمل لافتة كتبت عليها شعارات مناهضة للعدوان السعودي، اقتحمت الفندق الذي استأجره بالكامل الملك السعودي للوفد المرافق – فندق جورج تاون بوشست – في الوقت الذي كان الرئيس الامريكي يتعهد للملك السعودي بتكثيف المساعدات العسكرية والاستخبارية الامريكية للعدوان السعودي على اليمن.

رغم الرد الشجاع للناشطة الامريكية على العدوان السعودي على الشعب اليمني وعلى تواطؤ حكومة بلادها مع المعتدين، كان قويا ومؤثرا، الا ان رد اليمنيين كان اقوى واكثر تاثيرا، على التحالف السعودي الامريكي، عندما قصف الجيش اليمني واللجان الشعبية معسكرا في منطقة صافر في مأرب بصاروخ بالستي اسفر عن مقتل 45 عسكريا اماراتيا و 10 عسكريين سعوديين و 5 عسكريين بحرينيين، وتدمير العديد من طائرات الاباتشي والدبابات والمدرعات التي كانت موجودة في المعسكر.

الضربة المدوية التي نزلت بالمعتدين تعتبر طليعة الخيارات الاستراتيجية التي توعد بها السيد عبدالملك الحوثي المعتدين اكثر من مرة، والتي ستدفعهم حتما الى اعادة حساباتهم، التي لم تتوقع، في اكثرها سوءا، مثل هذه الضربة الموجعة، والتي من المؤكد انها ستتكرر خلال الايام القادمة، بعد تمادى المعتدين في غيهم وايغالهم في الدم اليمني.

وعد اوباما لسلمان في دعم عدوانه على اليمن ليس بالامر الجديد، فالسعودية لم يكن مقدورها ان تشن عدوانها على اليمن لولا الضوء الاخضر الامريكي، والدعم الامريكي الغربي لهذا العدوان وفي ادق التفاصيل، لذلك تعتبر الضربة التي تم توجيهها للمعتدين، هي بالاساس ضربة للدعم الامريكي الشامل للسعودية وخاصة الدعم الاستخباراتي، فقد اكد المتحدث باسم العدوان السعودي على اليمن احمد عسيري واكثر من مرة ان طيران التحالف السعودي دمر القدرات الصاروخية لليمن منذ الايام الاولى للعدوان.

الصفعة المدوية التي انزلها الشعب اليمني على المعتدين في مأرب، اكدت ان العدوان السعودي على اليمن لن يكون نزهة، كما كان يتصورها السعوديون والاماراتيون،عندما تفننوا بقتل اطفال ونساء اليمن بالقصف الجوي المتواصل منذ ستة اشهر، وعبر دعمهم الجماعات التكفيرية في جنوب اليمن، لذلك على الدول الاخرى التي ورطتها السعودية في الحرب على اليمن، وخاصة دولة الامارات، ان تعيد حساباتها قبل ان تغرق اكثر في المستنقع اليمني، وان ترتد تداعيات خسائرها الى الداخل، وعندها لا يمكن التنبؤ بما سيحث حينها.
ضربة مأرب، اوصلت رسالة واضحة الى الحكومات الخليجية، ان الحرب البرية، ومواجهة الجيش والشعب اليمني وجها لوجه، لا تشبه ابدا الحرب الجوية عندما كان الطيارون السعوديون والاماراتيون يلقون بقنابلهم من ارتفاع الاف الاقدام على رؤوس اطفال ونساء اليمن، فهم على البر سيواجهون ليوثا لا تعرف الخوف او التراجع، في الدفاع عن الارض والعرض، وحتى المعسكرات لن تعصمهم من غضب اليمنيين.

يبدو ان الهجوم على مأرب بصاروخ توشكا، سيكون بداية مرحلة تنفيذ الخيارات الاستراتيجية، فقد اعلن الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة اليمنية العميد شرف غالب لقمان أن الكثير من المنشآت داخل العمق السعودي باتت أهداف مشروعة للجيش اليمني سيما بعد إستمرار العدوان في جرائمه على الشعب اليمني، مؤكدا إن الجيش اليمني يمتلك أسلحة قادرة على إستهداف العمق السعودي سواءً في الرياض او جده او أبها، ما لم يكف العدوان السعودي عن استهداف المدنيين العزل.

وحول ما يتم الترويج له عبر الاخطبوط الاعلامي السعودي بشأن التمهيدات الجارية للمعتديين السعوديين لاحتلال صنعاء قال العميد لقمان، إن صنعاء حصن حصين وأبعد عليهم من عين الشمس.

ان على السعوديين والاماراتيين والبحرينيين، الذين ورطتهم امريكا في اليمن، ان يكونوا على يقين ان ارض اليمن عصية على المعتدين، وهذه الحقيقة مؤكدة تاريخيا، لذلك عليهم ان ينتظروا طوابير طويلة وطويلة جدا من التوابيت التي تنقل جثث قتلاهم المتفحمة بنيران ابناء اليمن، فمن الخطأ الاتكال على الدعم الامريكي، الذي بان زيفه، على الاقل في الجانب الاستخباراتي، بشأن تدمير القدرات الصاروخية للجيش اليمني في الايام الاولى للعدوان، كما اثبتت حرارة النفجار الصواريخ البالستية اليمنية في مأرب وفي العمق السعودي والقادم اعظم.

*. نقلاً عن موقع العالم الاخباري