المواقع الجهادية على الإنترنيت وأماكن استضافتها في الغرب
الأربعاء, 21-يناير-2009
معهد أبحاث وإعلام الشرق الأوسط (ميمري) -

كشف رئيس معهد أبحاث وإعلام الشرق الأوسط "ميمري" ومقره واشنطن أن جميع المواقع الالكترونية التابعة لتنظيم القاعدة والجماعات الجهادية الأخرى موجودة في الولايات المتحدة ودول الغرب الأخرى. وقال إيغال كارمون في جلسة استماع عقدت في أحد مباني الكونغرس الأمريكي مؤخرا إن المفارقة الواضحة هي أن دول الغرب تشن حربا على الجماعات الإرهابية، ولكنها في الوقت نفسه تسمح لهذه الجماعات بالتواجد الإعلامي الالكتروني على أراضيها، بما فيها تلك التي تحرض على قتل الأمريكيين.
واستضاف الجلسة كل من النائب الديمقراطي غاري أكيرمان، وهو رئيس لجنة فرعية في مجلس النواب معنية بشؤون آسيا والشرق الاوسط، وعضو اللجنة الجمهوري مايك بينس. وقدم كارمون عرضا موجزا لدراسة أعدها المعهد تشير إلى حقيقة أن جميع المواقع الجهادية الاسلامية، هي في ضيافة الغرب وتحديدا في الولايات المتحدة عبر "مزودات خدمة الانترنيت". وفيما يلي ترجمة لمحتويات الدراسة:

"العدو بيننا: من يستضيف مواقع الجهاد الإسلاموي على الإنترنيت، وما الذي نستطيع عمله لمحاربتها..؟"

إن الاسلاموييين الارهابيين استطاعوا ان يوظفوا الانترنت بشكل فاعل، و لولا القدرات التواصلية الضخمة التي يتيحها الانترنت فإن المرء لا يتصور وجود هذا التنامي الحادث للاسلام الراديكالي ومنظماته الجهادية في السنوات الاخيرة.
إن الخطر الماثل عبر شبكات الانترنت الاسلامية اصبح واضحا لو نظرنا لثلاثة احداث، الاول هو خلية نيوجرسي التي خططت لهجوم إرهابي في فورت ديكس، والثانى هو المؤامرة الارهابية التي كانت تستهدف مطار جون كيندي بنيويورك أما الحدث الثالث فهو محاولة تفجير السيارات المفخخة في مطار لندن.
ووفقا للتقارير الاعلامية المتعلقة بهذه الحالات الثلاث فإن الارهابيين الذين قاموا بتنفيذها كانواقد استلهموا ما يطرح في شبكات الانترنت الجهادية. فضلا عن ذلك فإن السلطات القضائية في بريطانيا و سويسرا قامت بإدانة ارهابيين لاستخدامهم مواقع في الانترنت لتنمية نشاطات ارهابية.
وقد اصدر المجلس القومي للاستخبارات الأمريكية مؤخرا تقريرا عن حالة الاستخبارات في الولايات المتحدة جاء فيه " إننا نرى أن انتشار مواقع الانترنت السلفية الراديكالية خصوصا وتنامي العداء المتزايد ضد الولايات المتحدة وتصاعد الخلايا الراديكالية في الاقطار الغربية يؤكد علي وجود جماعة من السكان المسلمين يتبنون الراديكالية العنيفة في العالم الغربي بما فيه الولايات المتحدة، ولعل هذه الجماعة صارت مرتبطة ايديلوجيا ونفسيا بحركة الارهاب العالمية وهذا قد يقود المسلمين الآخرين لأن يصبحوا راديكاليين لدرجة يرون فيها ان استخدام العنف هنا مبرر منطقيا".
إن المنظمات الارهابية الجهادية توظف الانترنت لغايتين اساسيتين وهما الحاجة لتنقيذ عمليات إرهابية وللدعوة لأجندة إسلاموية.
1 - أغراض عملية
إن الانترنت يخدم كأداة في التدريب العسكري للمجاهدين بواسطة توزيع الكتيبات الإرشادية التي تحتوي على معلومات عسكرية عن التسليح وتكتيكات المعارك وتصنيع المتفجرات وبعض المواضيع الاخرى. وكمثل على ذلك "معسكر البتار" وهي المجلة العسكرية للقاعدة على الانترنيت، والتي تحررها اللجنة العسكرية للمجاهدين في جزيرة العرب. كما ان بعض المواقع ايضا تفرد مجالا لإعطاء دروس في تصنيع المتفجرات، بما في ذلك إرشادات لصنع قنابل قذرة.
إن النوع الآخر لنشاط لعمليات الارهابيين عبر الانترنت هو استخدامهم لتقنيات تدميرية لمواقع الانترنت وهو ما يسمي بالجهاد الاليكتروني. ويتمثل جزء من هذا النشاط في مهاجمة "الهكر" الاسلاميون لمواقع يرون إنها لأعداء تجب منازلتهم بهدف إلحاق الضرر المعنوي بهم، والجزء الآخر يهدف إلى تخريب الشبكات العسكرية والاقتصادية الاستراتيجية بهدف تكبيد البنى التحتية في الغرب خسائر مالية.
لقد لاحظنا أن كثيرا من المواقع والمنتديات الاسلاموية تملك اقساما خاصة تكرس لنشر بعض المواضيع عن الجهاد الاليكتروني، كما هو الحال مع منتدي البخاري.
2- المتطلبات الدعوية والعقيدية
إن الاستخدام الاساسي للانترنت بواسطة المنظمات الجهادية الاسلاموية إنما هو حقل دعوتها. وإن هذه المنظمات تولي اهمية كبري لنشاطات الانترنت ويرونها مجالات معتبرة يستثمرون فيها وبها، فالقاعدة على سبيل المثال تملك قسما إعلاميا وشركة إنتاج فاعلة وتدعي "السحاب". وبطريقة مماثلة فإن "دولة العراق الاسلامية" والتي هي مظلة تنظيمية وجدت بواسطة القاعدة وتجمع منظمات إسلامية مسلحة متعددة في العراق ـ تملك وزارة إعلام وشركتي إعلام هما "الفجر والفرقان".
بالاضافة لهذا فإن هناك شركات إعلامية مستقلة تخدم المنظمات الإسلاموية مثل الجبهة الاسلامية العالمية والتي رغم إنكارها ارتباطها بالقاعدة إلا إنها طرحت بيانات للقاعدة أعلنت مسؤوليتها عن هجمات إرهابية. كما أن المنظمة المذكورة أسست ايضا كتائب "للجهاد الإعلامي".
إن النشاطات الدعوية الاسلاموية في الانترنت مقيمة بواسطة هذه المنظمات كجزء مترابط للجهاد وكجبهة أخري تضاف لجبهاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية. وفي الحقيقة إنهم يرون الاعلام الاليكترونى كنوع من الجهاد الذي يمكن أن يسند إلى هؤلاء الذين لا يستطيعون المشاركة في المعارك، إنهم يسمون هذا النوع من الجهاد بالاعلامي، أو الجهاد الدعوي.
وفيما يلي نماذج لمواقع الانترنت التي تطرح نشاطات دعوية/إسلاموية تحوي بيانات ورسائل دينية وأشرطة فيديو والتي تخدم أغراضا إرهابية.
1ـ المنتدي الاسلاموي المدعو موقع الأخبار العالمية والذي ينشر رسائل لعدد كبير من المنظمات الإرهابية .. وفيما يلي صفحة من الموقع تتضمن رسائل من إنتاج شركة "السحاب" التابعة للقاعدة وشركة الفاروق وأنصار السنة وهي منظمة إرهابية عراقية.
2ـ منتدي الساحة والذي يحتوي على أشرطة فيديو منتجة بواسطة "السحاب" وأحاديث لقادة تنظيم القاعدة مثل الظواهري.
3ـ المواقع الاسلاموية تملك بعض الاحيان اقسام مكرسة لنشر رسائل الشركات الإعلامية الجهادية، وللمثال منتدى "النصرة" والذي يتعاون مع الجبهة الاسلامية العالمية للاعلام ولديه قسم مكرس لرسائلها.
4ـ وعمليا فإن النشاط الارهابي العسكري والاعلامي على الانترنت مرتبطان ببعضها البعض. وان الارهابيين النافذين لعبوا ولا يزال يلعبون دورا حيويا في نشاطات اعلامية إلكترونية وللمثال لحظنا أن فارس الزهراني ــ وهو أحد قادة القاعدة الذي اعتقلته السلطات السعودية في أغسطس 2004 ــ كان يحرر منتدي إسلامويا في موقع محمد المقدسي المسمي بمنبر التوحيد والجهاد وذلك تحت اسماء مستعارة مثل أبو جندل الأزادي والأثاري، وهناك قائد بتنظيم القاعدة ويدعي عبدالعزيز العنزي ــ والذي شارك في مواجهات مع قوي الأمن السعودي ــ ترأس مجلس تنظيم القاعدة الاعلامي وكان يشار إليه كوزير اعلام القاعدة في الجزيرة العربية، وكان أيضا نشطا على الانترنت.
إستطاع النازي ان يجند شباب للتنظيم القاعدة من خلال منتدي الانترنت وكان مشرفا علي موقع "السلفيون" تحت إسم مستعار هو عبدالعزيز البكري، كما يكتب بإنتظام لمجلة القاعدة الاسفيرية "صوت الجهاد" تحت عدة اسماء مستعارة ومن هذه الاسماء عبدالله بن ناصر الرشيد وعبدالعزيز بن مشرف البكري وشيخ ناصر النجدى.

معظم المواقع الإسلاموية مستضافة على خادمات (سيرفرات) مقرها في الغرب
بعض البلدان العربية والتي ينشط فيها المتطرفون الاسلامويون تستخدم إجراءات رقابية مشددةا ضد الافراد والجماعات الناشطة في الأعمال الإرهابية، ونتيجة لذلك فإن المنظمات الاسلاموية ومن يتعاطفون معها يفضلون استخدام مزودات خدمة الانترنيت في الغرب وخصوصا في الولايات المتحدة والتي تعتبر مزودا رئيسيا لخدمات الانترنت وهكذا تشتغل الجماعات الإسلاموية حرية التعبير في الغرب لنشر رسائلها.
وفي العديد من الحالات ، فإن الدول الغربية تستضيف مواقع لمنظمات مصنفة رسميا من قبل هذه الدول على أنها منظمات ارهابية. ويجب التأكيد هنا على أن الشركات المزودة لخدمة الانترنيت عادة غير واعية إلى أنها تقدم خدماتها إلى العناصر المتطرفة.
وفيما يلي نماذج للمواقع الجهادية المستضافة في عد من الدول الغربية، مصنفة إلى ثلاث مجموعات:
1ـ المواقع الرسمية، أو غير الرسمية المرتبطة بمنظمات إرهابية معينة
2ـ المنتديات المستخدمة عبر المنظمات الارهابية.
3ـ مواقع الشيوخ الداعمين للارهاب.

مواقع المنظمات الارهابية:
1ـ موقع عصائب العراق الجهادية، مستضاف عبر شركة في تكساس
2ـ موقع منظمة جيش المجاهدين، مستضاف عبر شركة في بنسلفانيا
3ـ موقع منظمة الجهاد الاسلامي الفلسطيني، مستضاف عبر شركة في تكساس
4ـ موقع مؤيد لحزب الله، مستضاف عبر شركة في تكساس
5ـ صفحة بإسم مناصري الجهاد في العراق، مستضاف عبر شركة في واشنطن.. ويقول التعليق الظاهر في أعلي الصفحة: "أقتلوا الاميركيين حيثما وجدتموهم..".

المنتديات الاسلاموية:
تعتبر منتديات الانترنت حاليا بالنسبة للمنظمات الاسلاموية كجسر دائم لنقل رسائلها، وإن أهمية ارتباط هذه المنتديات بتلك المنظمات إنما هو دليل علي حقيقة أن بياناتهم الرسمية، مثل التعليقات أو تسجيلات الفيديو، غالبا ما توضع علي المنتديات قبل أن توضع علي المواقع العائدة لتلك المنظمات نفسها، وكمثال على ذلك فإن تنظيم القاعدة والذي ليس له مواقع رسمية يستخدم المنتديات الاسلاموية لتمرير أجندته ورسائله. وفي النموذج التالي نبين بعضا من هذه المنتديات:
1ـ منتدي "الحسبة" المشهور، مستضاف عبر شركة في تكساس.
2ـ منتدي التجديد، مستضاف عبر شركة في المانيا.
3ـ منتدي الساحة، مستضاف عبر شركة في ألمانيا.

مواقع الشيوخ المساندين للإرهاب
إن الشيوخ الاسلامويين يلعبون دورا محوريا في التأسيس للبنية الايديلوجية للمنظمات الارهابية وكذلك يسهمون في منح الغطاء الشرعي الديني لنشاطاتهم. وكثير من رجال الدين هؤلاء يقضون الآن فترات عقوبة في السجون لحضهم وتحريضهم علي الاعمال الارهابية أو حتي لتورطهم النشط في الارهاب.
وعلي كل فإن هذه الوضعية لم تحرمهم من نشر هذا التحريض أو دعم الارهاب من خلال مواقعهم، والتي لا تزال نشطة ومستضافة في ذات البلدان التي أدينوا وتم سجنهم فيها، وهذه أمثلة للمواقع:
1ـ موقع ابوقتادة الفلسطيني "عمر محمد ابو عمر" وهو اردني من أصول فلسطينية وتم اعتقاله في بريطانيا منذ عام 2005 بتهمة احتفاظه بعلاقات مع تنظيم القاعدة. وموقعه مستضاف عبر شركة في بريطانيا.
2ـ موقع الشيخ أبو محمد المقدسي، والذي كان الاب الروحي لآخر زعيم للقاعدة في العراق، ابو مصعب الزرقاوي. ويشمل موقع المقدسي وثائق متعددة قدمت الغطاء الديني الشرعي المؤدلج لكثير من المنظمات الارهابية الاسلاموية. 3ـ موقع الشيخ الإسلاموي المتطرف حامد العلى والمعروف بدعمه للمقاتلين الجهاديين.

المواقع التي تستفيد من الخدمات المطروحة بواسطة شركات الانترنت الكبري، مثل غوغل وياهو، ومايكروسوفت.
إن شركات الانترنت الكبري مثل غوغل وياهو ومايكوروسوفت تقدم خدمات إنترنت مجانا وهذه الخدمة المجانية هي بالحق مستغلة بواسطة المنظمات الجهادية الاسلاموية. والنموذج التالي يوضح الشركات التي تستضيف المدونات التي تنشر رسائل إرهابية.
1ـ المدونة غير الرسمية لـ "اعلام الفرقان" وهي "الشركة المنتجة" لتنظيم الدولة الاسلامية العراقية والذي خرج من رحم تنظيم القاعدة.
2ـ مدونة مكرسة للارث الجهادي للقائد الاسبق للقاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي، والتي تشمل رسائل الزرقاوي وتسجيلات فيديو تحتوي علي دعاويه.
3ـ مدونة من موقع ياهو تدعي مساندي الجهاد في العراق.
4ـ جماعة مساندة لحزب الله مستضافة عبر شركة مايكروسوفت وتبث أحاديث للشيخ نصر الله ومعلومات عن العمليات العسكرية لحزب الله و"روابط" لوماقع حزب الله الاخري.

مواقع باللغات الاوروبية
إن المواقع الجهادية المستضافة في الدول الغربية ليست دائما تبث رسائلها باللغة العربية، فبعض منها تستخدم اللغات الاوربية مثل الانجليزية والفرنسية والألمانية.
أمثلة
1ـ قسم إنجليزي داخل منتدي بإسم الشبكة الاعلامية العالمية.
2ـ موقع الجبهة الإسلامية الجهادية العالمية، مستضاف عبر شركة في ألمانيا.
3ـ موقع بالفرنسية بإسم "صوت المقموعين" مستضاف في الولايات المتحدة.

ما الذي يمكن فعله لمواجهة المواقع الارهابية
إن الرؤية الغالبة في الغرب، حتي بين المسؤولين عن مواجهة الارهاب هي أن السبيل الأمثل لمواجهة مواقع الانترنت الجهادية هو خلق رسالة بديلة لما يطرحه الاسلاميون. والحق أن الايديولوجية الاسلاموية يجب أن تواجه برؤى مغايرة ينهض بها الإصلاحيون في العالمين العربي والاسلامي. لكن مثل هذه الحملة، بحكم طبيعتها، سوف تحتاج إلى مدى زمني طويل، ولن يكون لها نتائج فورية.
ونعتقد ان السبيل الفاعل والمباشر لمقاومة الظاهرة يتمثل أولا في كشف رسالة مواقع المتطرفين عبر وسائل الإعلام، وهكذا يتم اطلاع الرأي العام و"الجهات المسؤولة عن توفير خدمات الانترنت لهذه المواقع" على محتوياتها، وثانيا يمكن اتباع إجراءات قانونية ضد الجهات المستضيفة لهذه المواقع إذا ما استمرت في الاحتفاظ بتلك الخدمة للمنتديات الجهادية.
إن التجربة علمتنا ان كشف المواقع المتطرفة ونشر مضمونها على الملآ، في حد ذاته يعتبر إجراءا مؤثر ضد هذه المواقع. ففي عام 2004 قام معهد أبحاث وإعلام الشرق الأوسط الشرق، بإصدار تقرير شامل من جزأين عن المواقع الاسلاموية والجهات التي تستضيفها في الولايات المتحدة.
وفي خلال أسبوع واحد من إصدار هذا التقرير وجدنا ان معظم المواقع التي كشف عنها قد أغلقت تماما بواسطة جهات الاستضافة. وهذا يعني أن ان الاجراء الفاعل ضد هذه النشاطات الاعلامية الالكترونية ينبغي ان يتبع بإنشاء قاعدة بيانات سواء حكومية أو غير حكومية، تقدم بانتظام معلومات حول المواقع الاسلاموية الجهادية ومن ثم تساعد الجهات المستضيفة على معرفة ما ينشر في الموقع التي تستضيفها. وقاعدة البيانات هذه سوف تقدم خدمة مشابهة لتلك التي تقدمها الهيئات الحكومية التي تطلع الرأي العام على مختلف انواع التهديدات التي تتعلق باسلامة العامة، مثل الهيئات التي توفر تحذيرات بخصوص الطقس والنصائح المتعلقة بالسفر. أو مثل المكاتب التي تمد رجال الأعمال بالمعلومات بشأن الأفراد والشركات المدانة بارتكاب جرائم التزوير، أو مكتب الخزانة الأمريكية الخاص بالإشراف على الموجودات والودائع الأجنبية، والذي يقدم معلومات إلى البنوك، بشأنها عملائها.

الإجراءات القانونية المضادة
إن المفهوم السائد لدى الرأي العام الأميركي وحتى في أوساط الموظفين الحكوميين، بما فيهم هؤلاء المعنيون بشؤون مواجهة الارهاب هو ان بعض مواد الدستور الأميركي قللت بشكل واضح من إمكانية اتخاذ إجراءات قانونية ضد المواقع الإرهابية التي توظف الانترنت لخدمة أهدافها.
غير أن الحقيقة هي أن هناك موادا أخرى في الدستور الأمريكي تنص على إجراءات قضائية يمكن توظيفها ضد هذا النوع من المنظمات والنشاطات التي تمارسها عبر الانترنت، فالولايات المتحدة صنفت رسميا عددا من المنظمات ضمن قوائم الإرهاب، وحددت بعض الأفراد باعتبارهم "إرهابيين عالميين"، وهذه القوائم تحدّث بانتظام وتكون متاحة للرأي العام.
وبطيعة الحال فإن هذه القوائم ترتب إجراءات قانونية ضد المنظمات والأفراد المشمولين بها، وللمثال فإن هناك موادا في قانون الهجرة والجنسية توضح إنه من غير القانوني توفير الدعم المادي للمنظمات الإرهابية أو تهيئة مصادر عمل لها، بما فيها الحصول علي أي خدمات أو مساعدات، مادية أو غير مادية أو تسهيلات في مجال الاتصالات.
وفي الواقع أنه تم تضمين أسماء بعض من هذه المنظمات والأفراد في هذه القوانين ولوائحها، مثل منظمة الجهاد الإسلامي التي تم تعريفها بأنها منظمة إرهابية، وهذا يعني أن المؤسسات المزودة لخدمة الانترنت والتي تستضيف مواقع هذه المنظمات والأفراد إنما تنتهك القانون الأميركي بشكل لا جدال حوله.
وفي متن القوانين الأميركية وجدنا أيضا أن هناك نصوصا تحظر لأي شخص تعليم أو إذاعة أو نشر أي خطة لتصنيع المتفجرات أو أسلحة الدمار الشامل، وحظرت القوانين نفسها توزيع أية معلومات مطبوعة أو غير مطبوعة لإنتاج أو استخدام أدوات تعليمية أو إعلامية لنشاط يحرض على جرائم العنف علي المستوي الفيدرالي.
إن المواقع والمنتديات التي تحض علي تقديم معلومات ذات طبيعة عسكرية للإرهابيين ــ كما تفعل العديد من المواقع المتطرفة ــ يعتبر محظور بنص القانون حتى ولو لم يكن مقدمو هذه المعلومات أعضاء في منظمات إرهابية أجنبية.