الإخوان الداعشيون من فشل إلى فشل
الخميس, 19-مارس-2015
كمال الهلباوي -

برز تأجيل إعلان نتيجة تقرير مراجعة نشاط الإخوان فى بريطانيا، مجموعة من الأسئلة المهمة أهمها: لماذا التأجيل للمرة الخامسة؟ فى اعتقادى أن هذه هى المرة الأولى التى تقف فيها بريطانيا هذا الموقف، فهى بين مطرقة من صنّفوا الإخوان كتنظيم إرهابى، مثل مصر والسعودية والإمارات، وبين من لا يزالون يدعّمون الإخوان، وهم أصحاب استثمارات كبيرة فى بريطانيا ومنها قطر، وهذا أمر يتعلق بالناحية الاقتصادية فضلاً عن أن بريطانيا هى الدولة الأوروبية الأولى التى تطلب حكومتها مثل هذا التقرير، وهى من الناحية الأخرى لا تريد أن تُغضب أمريكا، والأم العجوز لا تريد أبداً أن تتخذ قراراً لا يرضى عنه الابن القوى المهيمن -أمريكا-، وهذا من الناحية السياسية والأمنية والمخططات الغربية بشأن العالمين العربى والإسلامى.

أظهر نجاح المؤتمر الاقتصادى -مع اختلاف بعض الآراء فى درجة النجاح فيما يتعلق بالاستثمار والمساعدات الخالصة والقروض والوعود والمشروعات المطروحة على الأرض- أظهر ذلك النجاح، خيبة مسعى الإخوان، ومن معهم ومَن وراءهم فى الداخل والخارج الذين سعوا من وقت مبكر لإفشال المؤتمر. هكذا الدنيا مع من لا يحسنون التقدير والحساب والرؤية، حيث تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن. والله يسترها فى الآخرة. كل ذلك يزيد الطين بلة، ويجر الإخوان الداعشيين إلى مزيد من الاضطراب والقلق وهم يرون مخططاتهم تفشل، ومقاومتهم تضعف، وأسوأ منه التخبط الذى نراه منهم للعدوان على الوطن وعلى أنفسهم، لمدة سنوات أربع خلت، سعى الإخوان الداعشيون فيها، للنيل من القوات المسلحة التى هى درع الوطن، ومن الرئاسة، ومن الأحزاب السياسية، ومن كل من وقف ضدهم فى فسادهم وتخبطهم، مما عاد عليهم بخيبة أمل كبيرة، ووثقوا فى جماعات أو مجموعات التكفير والتطرف، وأبرزوهم فى الإعلام المشبوه -فعلوا ذلك سابقاً وهم فى السلطة ويقعون اليوم فى نفس الخطأ-، ومنه قناة «مكملين» أو «الأولى نقول قناة: مفسدين» أو «مهببين» قل فيها ما تشاء أيها القارئ.

من ذلك السعى السيئ، تخبطهم ثم قولهم بعد إعدام القاتل محمود رمضان، الذى ألقى بالصبى فى الإسكندرية من أعلى السطح بسبب خلاف وشجار فى مظاهراتهم التدميرية غير الوطنية، يقولون: إذا سألك أحد عن مصر، فقل محمود رمضان، ما هذه العقلية وما هذه الأفكار؟ أين هؤلاء من كتاب: دعاة لا قضاة؟ وهكذا همهمات ونمنمات وأفكار وشعارات خيبة كبيرة، لا تنم إلا عن فكر مريض، ويا ليت الكلام وقف عند هذا الحد، بل تخطاه ذلك إلى التشكيك فى المؤتمر، وفى مقدرة مصر على النهوض، ومن العجيب أنهم يهدفون لذلك ويفرحون له. هل هناك عاقل يفرح لدمار وطنه؟ أكل ذلك من أجل السلطة التى فشلوا فيها؟ فقالوا: مؤتمر بيع مصر، واستيقظنا فوجدنا مصر كما هى تنعى عليهم موقفهم، وهم يحلمون بأن الشعب وراءهم، كما حلموا بعودة مرسى إلى الحكم من خلال الرؤى الخادعة والأحلام المضللة فى رابعة.

إن المؤامرة على مصر قائمة، ومن يشارك فى أعمال العنف والإرهاب والتشرد والتطرف والغلو والتدمير -حتى باسم الإسلام- هو جزء من هذه المؤامرة، علم أم لم يعلم، فإذا كان هو أو قادته يدعون الدول الغربية للضغط على مصر باسم الشرعية أو الديمقراطية أو أى اسم آخر، فهو جزء من هذه المؤامرة الدنيئة حول مصر، الدولة الوحيدة الكبيرة القائمة دون تقسيم، ودون فوضى، مثل التى نراها فى سوريا والعراق واليمن وليبيا اليوم، مصر التى تحرسها القوات المسلحة ومن ورائها ومن أمامها الشعب الذى أحب قيادته، وزعيمه الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يمكن أن تسير وراء دعاوى الداعشيين، رغم البطالة ورغم الفقر ورغم العشوائيات، ورغم الذين يأكلون من الزبالة ورغم الفساد والمظالم، لأنها كلها موروثة، وتحتاج إلى وقت للعلاج الصحيح، رغم مقاومة الفلول والمخربين وموقفهم المزرى.

الشعب رغم أميته، هو الشعب المصرى الذى طالب بالإخوان من قبل وصوّت لمرسى رئيساً، وهو نفسه الشعب الذى خرج فى 30 يونيو ليقول للإخوان، لم يعد لكم فرصة أخرى، بعد أن رفضتم تغيير الحكومة، وبعد أن رفضتم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وبعد أن أبيتم إلا أن تحكموا أنفسكم، وكأن البلاد دانت لكم، وليس فيها غيركم. وأبعدتم الكفاءات وقرّبتم أهل الثقة دون كفاءة، فأضروا بكم وبالوطن. هو الشعب نفسه الذى قال لمرسى كما قال لمبارك: «ارحل»، ولقد كنتم تظنون أن «30 يونيو» زوبعة فى فنجان يا أستاذ زوبع. يا لخيبة الأمل والعمل والرؤية؟ بدلاً من أن تسألنى لماذا لم تنصح وأنت فى الدعوة خمسين سنة عليك أن تسألهم لماذا لم تستجيبوا للرؤى التى تحققت؟

والله الموفق..





نقلا عن الوطن المصرية