الوحدة اليمنية بين الاحتفاء بذكراها ومحاولة بتر جزءٍ من تاريخها
السبت, 31-مايو-2014
الميثاق إنفو -

لا يختلف اثنان على أن إعادة تحقيق الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو عام 1990 يعتبر أغلى منجز ومكسب تحققَّ لليمنيين خاصة ، وللعربِ بشكلٍ عام في القرن العشرين كون الجميع يعتبرونها النواة الأولى لتحقيق الوحدة العربية الشاملة .

وبما أن لهذا المنجز التاريخي مكانة كبيرة في وجدان كل يمني وعربي فإنها ستظل الذكرى الأغلى والأعز على قلوبهم لذلك يبتهجون كلما حل النصفُ الثاني من شهر مايو من كل عام.

وعلى الرغم من أن اليمن يمر بظروف استثنائية سياسية وأمنية واقتصادية جراء ما سببته أزمة الفوضى اللا خلاقة التي اندلعت قبل ثلاثة أعوام ونصف إلا أن عظمة المنجز التاريخي تظل حاضرة وتستدعي الاحتفاء بها من قبل شرائح المجتمع اليمني كافة.

حيث نظمت وزارة الثقافة ومكاتبُها في العاصمة صنعاء والمحافظات الأخرى احتفالات فنية بهذه المناسبة الغالية عبرت عن أهمية ذلك اليوم الذي أعيدت فيه اللحمة للشعب الواحد وبما تحقق للوطن من إنجازات تنموية كبيرة كانت ثمرة من ثمار الوحدة المباركة.

وبينما كانت الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني الواحد تحتفي بهذه الذكرى العظيمة كان البعض ممن يحاولون مخادعة التاريخ وأنفسهم يحتفون بطريقة أخرى تستهدف الرموز الوطنية التي حققت هذا المنجز عن طريق حجب صورهم وهم يرفعون علم الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو عام 1990 بمدينة عدن في صورة تعكس مدى ارتهانهم للخصومة السياسية التي تعبر عن ضيق أفق في الرؤية للأحداث والتطورات.

فكما سجل التاريخ أن علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض هما من وقعا على اتفاقية الوحدة في الثلاثين من نوفمبر عام 1989 ، فقد سجل أيضا أن من رفع أول علم للجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو عام 1990 هو الرئيس علي عبد الله صالح وإلى جواره نائبُهُ حينها علي سالم البيض .

كما لا يستطيع احدٌ ان ينكر أن المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني هما من فاوض وتفاوض ، وناقش وتناقش حتى تحقق وأُنجزَ هذا الحدث التاريخي .

وفي الوقت نفسه ليس بإمكان أحد ان يُخفي أو يُغفل ان علي سالم البيض قد أعلن منفرداً الانفصال في الحادي والعشرين من مايو عام 1994 ، وهلم جرا من الأحداث التي سجلها التاريخ قبل وبعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة ، ومن بينها الهفوة التي اقترفها البعض عندما حاولوا حجب صورة البيض عقب حرب صيف 1994 ، وهم من الفصيل نفسه الذي اقترف الحماقات الأخيرة.

فالثابت أن الوحدة اليمنية حاضرةٌ في وجدان كل مواطن ويعلم الجميع أن أول اتفاقية بشأنها وقعت في العاصمة الليبية طرابلس عام 1972 ، ومرت بـ99 محطة تاريخية ، عشرٌ منها كانت من نصيب الرؤساء القاضي عبد الرحمن الارياني وسالم ربيع علي وإبراهيم محمد الحمدي .

في حين كانت الـ59 الأخرى من نصيب الرؤساء علي عبد الله صالح وعبد الفتاح اسماعيل وعلي ناصر محمد وعلي سالم البيض ، كان علي عبدالله صالح أول رئيس للجمهورية اليمنية ومن رفع علمها في الثاني والعشرين من مايو عام 1990.