مشروع قرار لقمة الكويت يؤكد على اقتلاع الإرهاب من جذوره
الثلاثاء, 25-مارس-2014
الميثاق إنفو -



تنطلق، صباح اليوم، في الكويت فعاليات القمة العربية ال 25 برئاسة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وسط ظروف بالغة التعقيد .
وجدد مجلس الوزراء الكويتي ترحيب الكويت بضيوفها من قادة الدول العربية في بلدهم وبين أهلهم وذويهم متمنياً لهم وللوفود المرافقة لهم طيب الإقامة وأن يؤتي هذا اللقاء الأخوي ثماره ونتائجه الإيجابية على أمتنا العربية بما يسهم في رفعتها وتقدمها وازدهارها . وأكد في اجتماعه مساء أول أمس برئاسة الشيخ جابر المبارك أن القمة تحظى باهتمام كبير على جميع المستويات العربية والدولية، لاسيما وأنها المرة الأولى التي تعقد في دولة الكويت، معرباً عن أمله في تحقيق النجاح المنشود لهذا المؤتمر والذي تتطلع إليه الشعوب العربية في ضوء التطورات والتحديات التي تشهدها المنطقة وبما يخدم القضايا العربية ويحقق مصالحها .
وفيما اتفق وزير الخارجية المصري نبيل فهمي والمبعوث الأممي - العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي على ضرورة دعم الحل السياسي للخروج من الأزمة الراهنة، فقد طالب بإدراج بند جديد على جدول أعمال القمة لبحثه من قبل القادة والرؤساء العرب، وتضامنت معه الأردن ولبنان والعراق تحت عنوان الصعوبات والأعباء المترتبة على تلك الدول جراء أزمة اللاجئين السوريين . وتقدمت مصر بمذكرة رسمية، طالبت فيها بدعم حكومتها مادياً وتقنياً في توفير احتياجات مئات الآلاف من السوريين الموجودين على أراضيها، نتيجة الأوضاع المأساوية التي تمر بها بلادهم، والطلب من الدول الأعضاء السعي إلى المشاركة في تحمل الأعباء بمختلف جوانبها المادية والخدمية، والتأكيد على أن وجود اللاجئين على أراضيها وضع مؤقت، والعمل على عودتهم إلى بلادهم فى أقرب وقت من خلال العمل الجماعي على تهيئة الأجواء التى تشجعهم على ذلك .
وطالب لبنان، بإدراج بند آخر خاص حول تقديم دعم عسكري للجيش اللبناني لتعزيز قدراته، ورفع الوزراء مشروع قرار يؤكد دعم الحكومة اللبنانية في مواجهة الاحتلال "الإسرائيلي"، والمساهمة في تأمين احتياجات الجيش اللبناني ماديا حسب المبادرات الدولية القائمة، وفى إطار سياسة الدعم العربية لجهة تزويده بالأسلحة والعتاد والمعدات التقنية اللوجستية اللازمة له .
وفي هذا الإطار، أعرب وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل عن تقديره لدعم الكويت المستمر ومساعدتها لبنان، لاسيما ما يتعلق بقضية اللاجئين السوريين على أراضيه . وقال باسيل في مؤتمر صحفي إن "الكويت تعد من أوائل الدول التي قدمت المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين"، معتبراً أن قضية النازحين تمثل أحد المخاطر التي تهدد لبنان اقتصادياً وأمنياً . وأضاف أن الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب الأحد أكد أن "لبنان بلد صغير إلا أن رسالته كبيرة وأن أي أزمة تهدد كيانه ونموذجه الإنساني تنعكس على الدول العربية بكاملها" . وذكر أن المساعدات العربية للبنان يجب ألا تقتصر على تقديم المساعدات للنازحين في ظل تزايد أعدادهم فقط بل يجب أن ينظر في توزيعهم على الدول العربية انتظاراً لحل الأزمة السياسية في سوريا وعودتهم إلى بلدهم، ودعا إلى إنشاء تجمعات للنازحين خارج الأراضي اللبنانية بعد صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن المساعدات الإنسانية للنازحين السوريين يساعد في إنشاء هذه التجمعات، محذراً من مخطط لإبقاء قسم من النازحين في لبنان لفترة طويلة ومخطط آخر لإنشاء تجمعات عسكرية لبعضهم لشن هجمات ضد أهداف عسكرية داخل سوريا . وشدد على ضرورة تعزيز العمل المشترك في مواجهة الإرهاب عبر تقديم الدعم السياسي والمعنوي والعسكري للجيش اللبناني تنفيذا لما هو مطروح على جدول أعمال القمة العربية . وحول الأزمة السورية وتأثيرها في لبنان، قال باسيل إن لبنان هو المتضرر الأكبر من استمرار الأزمة معرباً عن أسفه لعدم وضوح أفق لحل سياسي بين النظام والمعارضة في ظل استمرار الصراع بينهما وازدياد حدة العنف والقتل .
وفي أروقة القمة، أكدت مصادر دبلوماسية أن "اجتماعات القمة العربية التحضيرية شهد نقاشاً ساخناً حول المحكمة العربية لحقوق الإنسان التي سيكون مركزها في البحرين، حيث عارضت السعودية وعمان صياغتها، لكن مساعي الكويت نجحت في تمريرها"، وأوضحت أن "وزراء الخارجية العرب تجنبوا جدلاً حول بند الإرهاب كان من الممكن أن يفجر القمة، حيث إن دولاً كتونس وليبيا والسودان والجزائر عارضت مسبقاً أي إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين في الحديث عن الإرهاب، أو أي إشارة لاتهامات لدول عربية بدعمه" . وبينت المصادر أن مشروع القرار الذي تم الاتفاق عليه يؤكد على مكافحة الإرهاب واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمالية، ويدعو الأعضاء في الجامعة العربية إلى توقيع العقوبات على من يقوم بتقديم أو جمع أموال لمصلحة أشخاص أو كيانات تستخدمها في ارتكاب أعمال إرهابية أو تيسيرها أو المشاركة فيها .
ورفع وزراء الخارجية العرب مشروع قرار للزعماء حول "الرفض المطلق والقاطع للاعتراف ب(إسرائيل) دولة يهودية، ورفض جميع الضغوط التي تمارس على القيادة الفلسطينية في هذا الشأن"، إضافة إلى مشروع قرار يدعو مجلس الأمن إلى "تحمل مسؤولياته إزاء حالة الجمود التي أصابت مسار المفاوضات بين وفدي المعارضة والحكومة السورية في جنيف" . وقالت المصادر، إن قرار عدم تسليم مقعد سوريا للائتلاف الوطني السوري المعارض جاء بعد خلافات كبيرة واستجابة لطلب هيئة التنسيق السورية . وأضافت، أن هيئة التنسيق السورية أرسلت خطابا لجامعة الدول العربية أوضحت فيه أن الائتلاف السوري المعارض لا يمثل المعارضة السورية كلها، وأوضحت أن الهيئة طالبت الجامعة العربية بعدم تسليمه المقعد، مشيرة إلى أن هذا ما تم الاتفاق عليه في الاجتماعات التحضيرية للقمة .


صحيفة الخليج