الإخوان المسلمون الوكيل المحلي للقاعدة لنسف الدولة المصرية
الاثنين, 24-مارس-2014
محمد الشوادفي -


ظهر جليا خاصة بعد مسلسل العنف المنظم الذي مارسته مليشيات الإخوان المسلمين في مصر وجود علاقة وثيقة بين التنظيم الدولي للإخوان والقاعدة، وهو ما أكده لـ”العرب” خبراء مصريون و قياديون سابقون من التيار الجهادي ومنشقون عن الإخوان المسلمين.

لم يكن رفع طلاب الإخوان بجامعة الأزهر أعلام القاعدة داخل الحرم الجامعي الأسبوع الماضي، المرة الأولى التي ترفع فيها أعلام التنظيم الإرهابي، فقد سبق وفعلها أنصار الإخوان والجماعات الإسلامية في مواضع عدة، أشهرها في أحداث العنف أمام مقر وزارة الدفاع بالعباسية أيام حكم المجلس العسكري، وخلال فعاليات عنف الإخوان بميدان رمسيس عقب ثورة 30 يونيو الماضي، وفي الإسكندرية عندما ارتكب أنصار الإخوان واحدة من أفظع الجرائم وألقوا أطفالا أبرياء من فوق أسطح أحد العقارات.

لكن ظهور أعلام القاعدة في حضن الأزهر الشريف مؤخرا أثار تساؤلات عدة عن حجم تنظيم القاعدة في مصر ومدى مسؤوليته عن الجرائم الإرهابية التي تضرب البلاد، وحجم التنسيق بينه وبين التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.

وعن ارتباط القاعدة بإخوان مصر ونوع العلاقة التي تربطهما قال طارق أبو السعد القيادي المنشق عن جماعة الإخوان والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية لـ “العرب ” إن وجود القاعدة في مصر أمر ثابت لا يمكن إنكاره وسبق وتابعنا تصريحات أيمن الظواهري زعيم القاعدة ومساعده هاني السباعي خلال الشهرين الماضيين، وكانت عبارة عن رسائل إلى خلاياها لتوجيه ضربات إلى الجيش المصري، كما أنه ثابت أن الرئيس المعزول محمد مرسي اتصل تليفونيا بالظواهري لتنسيق دخول الكيانات المسلحة والخلايا التكفيرية إلى سيناء لتنتشر منها بعد ذلك في ربوع مصر.

علاقة مصالح مشتركة

أوضح أبو السعد أن العلاقة بين القاعدة وأفراد الإخوان ليست علاقة تنظيمية، لكنها علاقة مصالح مشتركة يتم فيها توزيع الأدوار، الإخوان يشاركون بالتحريض والتستر وتوفير غطاء إعلامي للقاعدة عبر إشاعة أن الجيش المصري جيش الطاغية والزعم بأن القوات المسلحة تنتهك أعراض المسلمات وتحرق المصاحف، وتهيئة شرائح من الشعب لتقبل الطعنات في الجيش، على اعتبار أنه جيش خائن، لافتًا إلى أن هناك مصلحة مشتركة بين الطرفين وهي إعادة الإخوان إلى الحكم مرة ثانية.

محمد زكي: العناصر المتشددة الموجودة في مصر تتبنى فكر القاعدة


وأكد أبو السعد، الذي انتمى إلى الإخوان أكثر من ربع قرن، أن الإخوان والقاعدة مجندان من قبل المخابرات الأميركية لزرع فوضى داخل مصر وتوجيه عمليات عنف تهدف إلى إضعاف الدولة أو على الأقل إنهاكها، والولايات المتحدة تخدع الطرفين، ليتمكن أي منهما من الوصول إلى الحكم لإقامة دولة إسلامية، وفي مرحلة ما ستشعل واشنطن صراعات مسلحة بينهما بالسلاح الأميركي، مشيرا إلى أن الجماعات المسلحة وأميركا كلاهما يعتقد أنه يستغل الآخر لتحقيق أهدافه، لكن بالتأكيد فإن الرابح في النهاية هو واشنطن.

ربطت العديد من التقارير الأمنية بين مخطط مليشيات الإخوان الذي يهدف إلى تدمير أسس الدولة المصرية ببرنامج القاعدة وهو نفسه الذي سعت الجماعة إلى تنفيذه منذ استلام الحكم في مصر، حيث عملت على تسهيل تحرك متشدديين ودعمهم في سبيل إقامة دولة إسلامية، في هذا الصدد أكد نبيل نعيم القيادي السابق بتنظيم الجهاد في مصر، لـ “العرب” أن كل الجماعات التكفيرية في مصر تم جمعها تحت قيادة القاعدة أيام حكم مرسي بدعم من خيرت الشاطر نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين المحبوس حاليا، واعترف بذلك محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، وتشكل تحالف إرهابي في مصر بين القاعدة والمجموعة 95 لميليشيات الإخوان، وميليشيات حركة حماس.

وأوضح نعيم، الذي رافق أيمن الظواهري في أفغانستان لسنوات قبل أن يعلن توبته، أن الجماعات الجهادية التي تنتمي إلى فكر القاعدة في مصر استطاعت حشد أربعة آلاف إرهابي ومثلهم من الإخوان، منوها بأنهم فقدوا أكثر من نصف قوتهم بعد ضربات الأمن الناجحة، التي وجهت لهم من الجيش والشرطة، وأكد أن محمود عزت نائب مرشد جماعة الإخوان الهارب في غزة تحت رعاية حماس، يتولى حاليا التنسيق بين القاعدة والجماعة بجميع فروعها، ومعه جمعة أمين القيادي الإخواني الموجود في لندن.

تعمل المجموعات الجهادية المتشددة في مصر على اختلافها في سبيل تحقيق هدف واحد وهو نشر الفوضى والعنف في البلاد، بعد أن فقدت فرصة في مد نفوذها الذي كان مأمنا خلال فترة حكم مرسي، من هذا المنطلق اعتبر اللواء محمد زكي الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق، أن جميع العناصر المتشددة الموجودة حاليا في مصر تتبنى فكر القاعدة وهناك وحدة في المصالح بين الجماعات الإرهابية والإخوان لضرب الأمن والاستقرار في مصر، ورأى أن الفترة الماضية شهدت تطورا نوعيا في التخطيط الإرهابي بتوجيه العمليات إلى عمق المدن المصرية وهذا لا يدل على نجاح العناصر المتشددة، لكنه مؤشر على الفشل وقرب القضاء عليهم، خاصة أنه قابلها تطور في التخطيط الأمني والوعي الجماهيري.

ابن غير شرعي

من جانبه أكد اللواء رضا محمود خبير مكافحة الإرهاب، أن القاعدة هي الابن غير الشرعي لجماعة الإخوان، وأن القاعدة هي التي تقوم بالعمليات الإرهابية في مصر من الألف إلى الياء، ولا يوجد أي فصل بين الإخوان والقاعدة، مشيرا إلى أن مرسي هو الذي أحضر تنظيم القاعدة إلى سيناء واستجلب 24 منظمة إرهابية من القاعدة و8 منظمات من غزة تابعة لحماس، وكان الإشراف كله لخيرت الشاطر والآن يشرف عليها محمود عزت القيادي الإخواني الهارب الذي يتنقل بين غزة واليمن، وهو همزة الوصل بين القاعدة والإخوان.

طارق أبو السعد: وجود القاعدة في مصر أمر ثابت لا يمكن إنكاره


وقال اللواء رضا في تصريح خاص لـ “العرب” إن القاعدة اشترطت على مرسي ثلاثة شروط، هي: قبول التنظيم في سيناء وهو ما يجرى بالفعل، والمساعدة في جلب المقاتلين من الشيشان وأفغانستان، والضغط على أميركا للإفراج عن عمر عبد الرحمن، الأمرالذي رفضته، وجرى رصد اتصال تليفوني بين القاعدة ومحمد رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية أيام مرسي، وكشف الخبير الأمني عن أن هناك 14 قيادة من القاعدة تم رصدها في ليبيا على حدود مصر، وقام القرضاوي بتوريد أسلحة بأموال ضخمة على الخطوط الجوية السودانية، إليها، والتشديد الأمني على الحدود منع دخولها إلى البلاد، ولفت إلى أن القرضاوي لم يكتف بتوجيه نداء لجلب العناصر إرهابية إلى مصر لقتال الجيش المصري والجهاد في سبيل الله، لكنه ساعد في إيجاد معسكرات إيواء لهم في ليبيا وسلاح ووسائل اتصال حديثة ووسائل نقل وكوادر طبية.

وقد اتفق ماهر فرغلي القيادي السابق في تنظيم الجهاد والباحث في شؤون الحركات الإسلامية مع سابقيه مؤكدا لـ “العرب” وجود تنظيم القاعدة في مصر، قائلا: “رأينا في الأيام الأخيرة رفع أعلام القاعدة في جامعة الأزهر وهو شيء محزن سواء كان عن عقيدة وإيمان بفكر القاعدة أو اندفاع شباب بلا وعي”.

ونوه بأن القاعدة تحولت من تنظيم في حد ذاته إلى وعاء فكري تنتمي إليه مجموعات من التنظيمات الصغيرة، وشرعت في التحالف مع عدد كبير من الجماعات التكفيرية حتى لو كانت مختلفة معه في الرؤى والفكر، وفي الفترة الأخيرة شهدنا انهيار وانزواء ما يسمى بالجماعات الكبرى مثل جماعة الإخوان ودخلنا عصر الجماعات الصغرى التابعة للقاعدة.

وقال إن فكر القاعدة كان يقوم على استفزاز أميركا ودفعها إلى دخول الدول العربية، ثم إيقاظ الوعي لدى الأمة بأن هناك احتلالا لأرض عربية لتشجيع المقاومة جهادا في سبيل الله، وخلال المقاومة تقوم القاعدة بتجنيد الشباب في هذه الدول، ثم تبدأ في السيطرة على منطقة ما وترفع علم القاعدة عليها، وقد نجح التنظيم في ذلك بالعراق وسوريا واليمن ومالي والنيجر.



*. نقلاً عن صحيفة العرب اللندنية.