ثلاثة أعوام من الغموض والتمييع لمجزرة الـ18 من مارس
الثلاثاء, 18-مارس-2014
الميثاق إنفو -


الثامن عشر من مارس 2011 أو ما يسمى بجمعة الكرامة ، يومٌ قاتمٌ في حياة اليمنيين ، أقدمت فيه ثلة من المجرمين القتلة على إزهاق أرواح أكثر من خمسين شاباً من خيرة شباب اليمن وسفك دماء العشرات بدمٍ باردٍ دون وازعٍ او ضمير .




سبق ذلك اليوم الدامي حملاتٌ إعلامية ومنبرية تحريضية للاتجاه نحو العنف وجعله سبيلاً لتحقيق الهدف والمراد ، حتى وإن كان الثمن العباد والبلاد .



اُرتُكبت هذه الجريمة بعد ثمانية أيام فقط من تقديم الرئيس علي عبد الله صالح مبادرة لحل الأزمة وطرحها أما أطرافٍ اختارت الفوضى وإسقاط النظام سواء بعصا موسى أم بقميص عثمان مدعومة بامبراطورية إعلامية سرعان ما اتضح زيفها للعيان ، رغم إصرارها على ذلك الرهان ، إلا أن تلك القوى التي ركبت موجة ما سمي بالربيع العربي رفضت تلك المبادرة وأصرت على السير بالبلاد نحو المجهول فصعدت وحشدت لإسقاط النظام رغم رفض الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني لهذه الموجة واصطفافه خلف الشرعية الدستورية ، والحلول السلمية التي تجنب البلاد الانزلاق نحو الهاوية .



تم القبض على 19 متهما سُلموا لقيادة الفرقة الأولى مدرع المكلفة بحماية المعتصمين قبل أن تعلن انشقاقها فاحتجزتهم فترة طويلة ثم أرسلت عددا منهم إلى السجن الحربي فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولاً .




ودون الخوض في تفاصيل تلك الجريمة ، باعتبار ذلك من اختصاص الجهات المعنية ، إضافة إلى أنها منظورة أمام القضاء ، إلا أنها جريمة أدمت القلوب وهزت الضمائر ، ومع ذلك لا يزال البعضُ يعمل على استثمار بشاعتها وفداحتها لتحقيق مكاسب سياسية زائلة .




ومع أن هذه الجريمة النكراء هي الأولى منذ اندلاع الأزمة ، إلاّ أنها فتحت شهية من لا يخافون الله ، ولا يهمهم سوى الصعود على أشلاء ودماء الأبرياء كانت بداية لمسلسلٍ من الجرائم التي فاقتها بشاعةً ، فبعد حوالي 70 يوماً فقط أقدم أحفادُ بن ملجم على اغتيال وطن بأكمله في بيت من بيوت الله وفي أول جمعة من شهر رجبٍ الحرام مستهدفين رئيس الدولة وكبار رجالاتها في جمعة سماها الداعمون للشرعية جمعة الأمان .. تبعتها جرائمُ أخرى أبرزها جريمة استهداف جنود الأمن المركزي في ميدان السبعين بصنعاء في الحادي والعشرين من مايو 2012 وجريمة استهداف مجمع وزارة الدفاع في الخامس من ديسمبر 2013.



وبما أن المستفيدين من سفك الدماء وجهوا أصابع الاتهام مباشرة للنظام بالوقوف وراء هذه الجريمة ، رغم إدراكهم من هو المستفيد الحقيقي من خلط الأوراق وإرباك المشهد وكسب تعاطف الرأي العام المحلي والخارجي ، إلا أن الحقائق بدأت تتكشف بالذات وأنها ليست ببعيد عما جرى ويجري في بلدان عربية شقيقة وحتى دول بعيدة وما الأحداث التي شهدتها العاصمة الأوكرانية كييف الشهر الماضي إلا حلقة من حلقات ذلك السيناريو ، إضافة إلى أن الصهيوني بيرنارد ليفي مهندس ما سمي بالربيع العربي وبقدر اعترافه بنجاح مشروعه في عدد من البلدان خدمة للكيان الصهيوني الغاصب ، هاهو يعترفُ بالهزيمة في سوريا وإن كانت لا تزال الأزمة مستمرة فيها.



ويبقى القول أخيراً : إنَّه ومهما حاول البعضُ انتهاج المبدأ الميكافيلي المعروف الغاية تبرر الوسيلة وتناسوا ان هناك رباً يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور ، وإذا كانوا يتوقعون إفلاتهم من العدالة في الدنيا فماذا سيقولون لرب العرش العظيم ، في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم.